الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
مقارنه بين معركه العلمين وخرسون
بقلم عبدالناصر شيخ العيد
في الحرب العالميه الثانيه تقابلت قوات الحلفاء بقياده بريطانيا مع قوات المحور بقياده المانيا وتبادل الفريقان التقدم والتراجع من العلمين الى طبرق فى ليبيا من ثم العوده الى العالمين وكان كل فريق يتقدم وبسبب طول خطوط الامداد كان يتراجع حوالي سبع مرات عندما راى ونتسون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ان الحرب تتراوح مكانها قام بعزل قائد القوات في المنطقه الشرق جنرال اسكندر وعين مكانه جنرال مونتغمري الذي وضع خطط محكمه في مواجهه قوات المحور بقياده ثعلب الصحراء جنرال رومل استطاع ان يوقع قوات المحور في كمين تم تنفيذه باحكام وهزيمه القوات الالمانيه والايطاليه واخذت تتراجع قوات المحور حتى عادت الى المانيا ان اختيار القائد المحنك هو ما يعطي المعركه زخم ويحقق النصر وهذا ما تميز به الجنرال منتغمري الذي بسبب ما حققه من انتصارات اصبح المرشال منتغمرى قائد جيوش الحلفاء في الحرب العالميه الثانيه نذكر هذا الان لان القاده لا تظهر مواهبهم الا في ساحه المعارك قد يكون بعض القاده اخذ شهرتهم نتيجه مواقف معينه لكن في ميدان الحرب يكون له راي اخر ولا يحقق ما كان متوقعا منه
عندها يتم تغييره وعدم المغامره بالجيش من اجل قائد لم يثبت حنكته العسكريين في الميدان معركه العالمين كانت خطه تدرس في المعاهد العسكريه ولقد نفذها في حرب اكتوبر الجنرال المصري حسن ابو سعده عندما اوجد فراغ في قلب اللواء الذي كان يقوده فاستغل القائد الصهيوني عساف يغوري تلك الثغره لكي ينفذ الى قلب اللواء المصري المدرع ولكن كان ذلك بمثابة كمين وقع فيه اللواء الصهيونى المدرع وتم الاطباق عليه وتدميره واسر قائده وهذا ما جعل وزير الدفاع المصري يمنح العميد حسن ابو سعده رتبه لواء وهو في ميدان المعركه ان المعارك تحتاج الى قاده يخططون باحكام لكى يوقعوا في العدو الهزيمه الساحقه
الان هناك استعدادات تجري في اوكرانيا وخصوصا في منطقه خرسون التي يحاول الاوكرانيين استعاداتها من القوات الروسيه وتعمل القياده الروسيه على الاحتفاظ بها وتحرير باقي الجمهوريات التي انضمت الى روسيا بعد ان أجرى استفتاء للانضمام الى روسيا لقد قامت القياده الروسيه بتغيير كثير من القيادات الميدانيه الذين يقودون العمليات في اوكرانيا ولقد تم اختيار الجنرال سيرجي سروفيكين وهذا الجنرال خاض عده معارك في اكثر من مكان واثبت انه شرس ولديه عقيده عسكريه تتمثل في القضاء على العدو بكل الاشكال واذا راى ان المصلحه تتطلب القضاء على العدو فمن السهل ان يعطي توجهاته لكي تنفذ القوات سياسه الارض المحروقه وهذا يعني مسح المنطقه المستهدفه والقضاء عليها ان القوات الروسيه تتخندق في منطقه خرسون وكذلك القوات الاوكرانيه تحاول ان تتقدم ولكن القوه الروسيه تصدها والمعارك بين كر وفر ولم يتخذ قرار حاسم في انهاء ذلك الوضع وان كنا نعتقد ان القوات الروسيه تخطط لعمل ما سيظهر في الايام القادمه والتي ستكشف عن قدره كل من القياده الروسيه على التخطيط الذي يحقق النصر والوصول الى الاهداف التي انطلقت من اجلها العمليه العسكريه الروسيه ضد اوكرانيا او ان الاوكران سيكون لهم موقف اخر ويستطيعون ان يردوا القوات الروسيه الى الخلف
ان الاستعدادات على قدم وساق من كلا الجانبين الانتظار والثبات في المواقع الحاليه هذه قرارات تخضع لاعتبارات سياسيه تتحكم بها القياده السياسيه لكن في هذا الحاله تكون القياده العسكريه مستعده لكل الاحتمالات وتكون جاهزه لكي تنفذ ما تطلبه القياده السياسيه ان القياده العسكريه الروسيه التي تقود المعارك امام امتحان وعليها ان تثبت انها قياده متمرسه وهي بحجم التحدي الذي يواجهها في اوكرانيا
ان المرحله تحتاج الى قياده تحسن تدبير الموقف لانها امام قيادات حلف الناتو الذين يخططون ويقودون العمليات العسكريه بخططهم واسلحتهم وهذه يتطلب ان لا تستهين القياده الروسيه بالاوكرانيه والاعتقاد ان الجيش الروسي يحارب الجيش الاوكراني فحسب بل هناك قوات من كثير من الدول تساعد اوكرانيا وهناك المرتزقه وهناك اسلحه حديثه وهذا يتطلب حشد الامكانيات وتامين طرق الامداد ومباغته القوات قبل ان تثبت نفسها وتنطلق لكى تواجه القوات الروسيه بالخطوط امداد متواصله وعمليات مدروسه ومساعده من الاقمار الصناعيه التي تعطي احداثيات مؤثره على مواقع تمركز القوات الروسيه
ان تحقيق النصر يحتاج الى قياده
فهل الجنرال سيرجي سورفيكين على قدر التحدي؟؟؟؟؟
وهل يكون خليفه للمارشال جوكوف؟؟؟؟؟
