الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : مجموعة السلام والأمل

عمر حلمي الغول يكتب : مجموعة السلام والأمل

عمر حلمي الغول

مجموعة السلام والأمل

عمر حلمي الغول

بادر قبل أربعة أعوام من الان مجموعة من الشخصيات السياسية والفكرية بتأسيس مجموعة السلام العربية، وضعوا هدفا نصب اعينهم التصدي للصراعات والحروب البينية العربية العربية، والحروب الاهلية في حدود كل دولة، والعمل على تجسير المسافات بين القوى المتصارعة من موقع الحياد، والابتعاد عن الانحياز لأي فريق، بهدف محاكاة كل الأطراف، وليكونوا قوة مقبولة من الجميع.

ومنذ عام ٢٠١٨ تواصلوا مع الأطراف الفلسطينية واليمنية والليبية وغيرهم من الأشقاء العرب، ولم ينتظروا الترخيص الرسمي ليتحركوا، إنما شمروا عن أذرعهم وسواعدهم وشرعوا بالعمل.

كان الهدف الساكن فيهم صناعة الامل، وفتح الأفق في أوساط شعوب الأمة المكلومة والمنكوبة بصراعات جهوية ودينية وطائفية وإثنية، ووقف نزيف الدم، وهدر الطاقات، وتمزيق وحدة الأرض والشعب والمصالح العليا لهذا الشعب او ذاك، وتعريض حياة النساء والأطفال وكل مكونات المجتمعات للخطر، وتبديد الحريات والديمقراطية، وكان ومازال المستفيد الوحيد منها أعداء الشعوب العربية.

اخيرا تمكنت المجموعة من الحصول على الترخيص من مجلس الوزراء الأردني في ٢٥ أيلول/ سبتمبر الماضي، ونجحت في عقد اجتماع الهيئة العامة (الجمعية العمومية) تحت قبة جامعة الدول العربية وفي قاعة الأندلس وبمشاركة الأمين العام للجامعة معالي احمد ابو الغيط، الذي ألقى عنه السفير حسام زكي كلمة هامة عززت روح التكامل من حيث المبدأ بين الديبلوماسية الرسمية والديبلوماسية الشعبية في الجلسة الافتتاحية لأسباب طارئة، ومع ذلك ابى ابو الغيط الا ان يشارك المجموعة انطلاقتها الرسمية يوم الخميس الماضي الموافق ١٣ تشرين الأول الحالي الى جانب رئيس المجموعة الرئيس السابق لليمن الجنوبي، علي ناصر محمد، وأمين سر المجموعة، معالي المهندس سمير حباشنة، وادار الجلسات الدكتور عبدالحسين شعبان، واستمرت اجتماعاتها لليوم التالي الجمعة الموافق ١٤ اكتوبر.

شهدت جلسات الحوار بين أعضاء المجموعة المشاركين مباشرة او عبر الزووم عصفًا فكريًا وسياسيًا وتنظيمي اسهم في اغناء النظام الاساسي والنظام الداخلي، وصدر في ختام اجتماعاتها نداء القاهرة، الذي عكس في طياته طموحات واحلام وامال المجموعة ومهامها المستقبلية، وصادقت أيضا على النظام الاساسي والداخلي بعد التعديلات الهامة، التي تقدم بها الأعضاء من الجنسين.

حلم أعضاء المجموعة كبير، وكبير جدا. لكن الأمل يحذوهم، ويملى قلوبهم وعقولهم بالإصرار على النجاح، وتسكنهم العزيمة والإرادة الصلبة في تحقيق الهدف المنشود في ترسيخ السلام داخل كل دولة عربية، وبين الدول الشقيقة، وحماية الدولة الوطنية من التشظي، وصون الحريات العامة والخاصة، وتكريس دولة المواطنة، ودعم الشعوب في نضالها المشروع لإزالة كل الاحتلالات وفي مقدمتها الاستعمار الاحتلالي الاجلائي الاسرائيلي.

هذا وقد اولت مجموعة السلام العربية القضية الفلسطينية المكانة المركزية التي تستحق في كل وثائقها الصادرة عنها، ادراكا منها ان دولة الاستعمار الاسرائيلية وحليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة ومن يدور في فلكهم، لم يدمروا خيار السلام الممكن والمقبول على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧فقط، وإنما كانوا ووقفوا خلف كل عمليات التخريب في الوطن العربي، وأصابعهم موجودة وبائنة في الدول التي تعاني من الصراعات المختلفة.

ومع ذلك انتدب أعضاء المجموعة نساءا ورجالا أنفسهم للإسهام بكل إمكانياتهم للانتصار على كل الصعوبات والتعقيدات من خلال الديبلوماسية البديلة، ديبلوماسية السلام، والأخذ بيد كل القوى لتقريب المسافات بينها، وتجسير الهوة لبلوغ هدف السلام، وتحقيق حلم الشعوب المكلومة بأخطار التشرذم والانقسام والتفتت.

وإدراكا من المجموعة لاهمية الشراكات مع المنظمات والمجموعات المناضرة العربية، فانها وضعت في برنامجها التشبيك والتكامل معها للتعاون في تحقيق الهدف الأسمى في أوساط الشعوب والدول العربية. كما انها دعت جامعة الدول العربية لتفعيل منظمة السلم العربية، وتعزيز الشراكة مع كل المجموعات والمنظمات العربية وفي مقدمتها مجموعة السلام العربية لبناء صرح السلم الأهلي العربي، وإخراج شعوب الأمة من لوثة التيه والضياع وتبديد الطاقات البشرية والثروات الطبيعية وقصف أعمار الأطفال والنساء، وتركهم لقمة سائغة للجوع والفقر والفاقة واللجوء والأمية والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية.

كما ستتعاون المجموعة مع المنظمات والمؤسسات والمجموعات الأممية ذات الصلة بالمصالحات، وبناء وتعزيز ركائز السلم الأهلي والانتصار للإنسان، ووحدة الأوطان والدول، ونبذ الفرقة والاحتراب ولغة البارود والرصاص وطمس حقوق الإنسان، وتكريس لغة التسامح والتعددية واحترام الاخر أي كانت لغته واثنيته وجنسه او دينه وطائفته وموقعه الاجتماعي، وتعميق لغة الحوار والشراكة للارتقاء بمصالح الشعوب والدول على ارضية التكامل لا التنافر.

التحديات امام المجموعة كبيرة أرجو لها النجاح، وتجاوز كل العقبات بمختلف عناوينها السياسية واللوجستية وغيرها، الأفق مفتوح على أبواب الأمل والحلم، وكل فكرة تبدأ بالحلم والطموح لبلوغ الأهداف السامية.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …