الرئيسية / الآراء والمقالات / حسين ابو الهيجاء يكتب : انتقام كاريتش الروسي

حسين ابو الهيجاء يكتب : انتقام كاريتش الروسي

حسين ابو الهيجاء

انتقام كاريتش الروسي 

حسين ابو الهيجاء

(صباح اعداء روسيا ، لا يبدأ بشرب القهوة )

.. بوتين ينتقم ، و يطوَر العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا ، الى ” حرب على الارهاب ” ، في رسالة منه الى جهوزية روسيا الاتحادية الى اعلان الحرب الشاملة على النيتو ، في حال تجاوز النيتو الخطوط الحمراء للامن القوسي الروسي .. !
راهنت امريكا و دول النيتو ، منذ بداية العملية العسكرية في اوكرانيا ، على ثورة في موسكو تطيح بالرئيس فلاديمير بوتن ، بعد محاولات شيطنته ، و اظهاره كمجرم حرب و شخص دموي ، و انه يدفع بروسيا الى حروب خاسرة و غير قانونية ،، فاذا بالمظاهرات تجتاح اوروبا ، و موسكو تهتف لبوتن !
راهنوا على انتفاض الشعب الروسي ضد العملية العسكرية ، تحت وقع العقوبات الاقتصادية ، و ضخّموا من حوادث الهروب من التجنيد العسكري ، ، فاذا بالمظاهرات تجتاح موسكو و المدن الروسية. تاييداً للعملية العسكرية ، و مطالبة بضرب امريكا بالصواريخ ذات الرؤوس النووية !
كل محاولات شيطنة بوتين وفق اعلام ( امبراطورية الكذب الغربية ) باءت بالفشل الذريع ، و انقلب السحر على الساحر ، فرأينا كل الشعوب الاوروبية تنتفض ، و تملأ شوارع العواصم الاوروبية ، معلنةً فشل المؤامرة الامريكية على ( روسيا و اوروبا و العرب ) ، و مهددة بزوال الحكومات الاوروبية الموالية لامريكا ، و مطالبة بالانفكاك عن النيتو و عن التبعية لامريكا !
* في التحليل :
عندما بدأ بوتين عمليته العسكرية ،اوهَمَ كل دول الغرب ، انه سيقوم باجتياح كل الاراضي الاوكرانية في حرب شاملة ، في الوقت الذي كان يخطط لضم اربعة اقاليم في الشرق الاوكراني فقط ، فقام بافتعال جبهات متعددة ، في اقاليم ومدن متعددة ، في الشرق و الغرب الاوكراني ، حتى استنزف القوات الاوكرانية فيها ، و فرض عليهم التكتل في جميع محاور القتال ، و سحب العديد من القوات من الشرق لحماية العاصمة كييف،ثم انكفأ بوتين الى الاقاليم الاربعةالانفصالية ، حتى اعلن عن ضمها مؤخراً ، في حين كان يتغنى زلينيسكي و اعلام امبراطورية الكذب بخدعة انسحاب القوات الروسية و طردها ، و تحرير معظم الاراضي التي احتلتها .. !
كما أوهم بوتين دول النيتو ، بانه يقاتل بقواته الروسية ، و بسلاحة الحديث ، في الوقت الذي لم يدخل المعركة من الوحدات الروسية القتالية غير بضعة آلاف ، في مهمات كانت تستدعي وجودهم ، مثل احتلال و تأمين زباروجيا ، و لم يستخدم من اسلحته الحديثة سوى قلة قليلة منها ، كان الامر يستدعيها ، او لاختبارها ميدانيا ، و ارسال رسائل لاعدائه من خلالها .. !
بينما كان الرئيس بوتين يقاتل في حقيقة الامر ، ب مليشيات الاقاليم الانفصالية الاربعة ، اضافة الى قوات من شبه جزيرة القرم ، و القوات الشيشانية ، و مقاتلي شركة فاغنر الروسية ، و بسلاح تلك الاقاليم ، و مخزون روسيا من اسلحة الاتحاد السوفيتي ، و مدعّماً ببعض الاسلحة و المعدات الروسية الحديثة ..
و قد حقق رجل الاستخبارات الحديدي ، الرئيس فلاديمير بوتين ، من خلال ذلك التكتيك جملة من الاهداف المهمة ، منها :
– عدم استنزاف الجيش الروسي الحقيقي
– استنزاف القوات الاوكرانية و المرتزقة الدولية
– استنزاف المخزون الايتراتيجي لدول النيتو من الاسلحة و المعدات القتالية
– الاستحواذ على اسلحة النيتو الحديثة من ارض المعركة ، و كشف اسرارها .. !
– استنزاف مليشيات الاقاليم الانفصالية ذاتها ، التي قد تهدد الجيش الروسي لاحقاً ، باعتبارها ميليشيات مسلحة ، و ليست جيوشاً نظامية منضبطة !
– اسقاط الدعاية الامريكية ، بان هدف روسيا مهاجمة اوروبا ، و بالتالي افشال خطة التحشيد العالمي ضد روسيا !

* تفجير جسر القرم ” كاريتش ) :
مدير التحقيق الذى ترأس اللجنة الحكومية ، التي شكلها بوتين لكشف كل التفاصيل حول تفجير جسر القرم باسرع وقت ، قام باخبار بوتين في اليوم التالي مباشرة ، بان الشاحنة المفخخة التي استهدفت الجسر ، جاءت من بلغاريا ، مروراً بجورجيا فارمينيا ، فاوسيتيا الشمالية ، ( و ربما سهوا او لسبب ما ، اسقط تركيا ) لان خط السير يقتضي المرور بتركيا ، ، ثم دخلت الشاحنة الى روسيا ، و اتجهت منها الى جسر كاريش لتنفيذ مهمتها !
و في الحال اعلن بوتن الغاضب جداً : ان هذه العملية هي ( عملية ارهابية ) ادارها النيتو ، و شاركت بها الاستخبارات الاوكرانية !!
* عملية ارهابية !!
اذاً بوتين يعلن الحرب على الارهاب ، و يعتبر ان دول النيتو و الرئاسة الاوكرانية ، دولاً ( داعمة و راعية للارهاب ) .. !

* ظن قادة الغرب ، و على راسهم بايدن ، ان السكوت المؤقت من قبل بوتين ، على بعض العمليات التي اصابت روسيا بالعمق ، من خلال عمليات ارهابية ( عمليات خاصة استخبارية ) ، مثل :

– اغراق الطراد مسكوفا ، – اغتيال ابنة المفكر الكسندر دوجين ، – تفجير نورد ستريم 1+2 ، ان هذا السكوت ضعفاً روسياً ، و ان بوتين مجرد ظاهرة صوتية لا غير ، الامر الذي شجعهم على تفجير الجسر  .. !
* انتقام بوتين :
  في اليوم التالي مباشرة ، عمدت القوات الروسية المتحركة الى الغرب الروسي ، ان تمرّ من امام السفارة الامريكية في موسكو ، و كان من ضمنها عربة تحمل صاروخاً نوويا .. ، و كان ذلك متزامناً مع ترديد الاعلام الروسي لتصريح قائد القوات الروسية في اوكرانيا الذي قال  :
( الدول المتآمرة على روسيا ، لا يبدأ صباحها بشرب القهوة )
و في صباح اليوم التالي ، و بعد تعطيل اقمار الين ماسك الصناعية ، التي كانت تقدم خدماتها للقوات الاوكرانية ، بعد استهدافها بسلاح الليزر الروسي ، كانت اوكرانيا تستيقظ على اصوات الصواريخ التي حرقت و دمرت البنى التحتية ل 15 مدينة اوكرانية ، و التي استخدم فيها جميع انواع الصواريخ التي انطلقت من الاقاليم المنفصلة ، و من القطع البحرية في البحر ، حيث بعض الصواريخ طارت من فوق مولدوفا و بعض دول النيتو ، في رسائل واضحة و صارخة من الدب الروسي
بينما كان الهجوم بالطائرات المسيرة (القاذفة والانتحارية)   ، من بلاروسيا و القرم ، فكان الهجوم كالمطر الغريز من جميع الجهات على اوكرانيا حتى طال اقصى غرب البلاد ، و كان للعاصمة النصيب الاكبر ، بنحو 100 صاروخ ذكي ، حيث تم تدمير اهداف حيوية مثل : – جانب من وزارة الدفاع ، و محيط مقر زلينسكي ، – محطات و محولات الكهرباء ، – محطات المياه – مبنى التجارة ،- عدد من المصانع ،- مواقع حيوية بالقرب من اكبر جامعة في كييف  ..  الخ
الامر الذي جعل الحكومة تطلب من الشعب اخذ مستلزمات الحياة الضرورية و شواحن الهواتف ، و النزول الى الملاجئ و انفاق القطارات ، و الاستعداد لفترة طويلة على هذا الحال ، في الوقت الذي كان زلنسكي يصرح عبر الفضائيات قائلا : ان بوتين يريد مسحنا عن الازض ، بعد ان كان يهدد و يتوعد بهزيمة روسيا !!
   / يتبع

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …