الرئيسية / الآراء والمقالات / عاطف ابو بكر/ابو فرح‎ يكتب : {{عناقيدُ الوفاءللشهيد ماجدْ أبو شرار}}

عاطف ابو بكر/ابو فرح‎ يكتب : {{عناقيدُ الوفاءللشهيد ماجدْ أبو شرار}}

عاطف ابو بكر

{{عناقيدُ الوفاءللشهيد ماجدْ أبو شرار}}
—————————————–
١-
فؤادُهُ تُفّاحةٌ مُوَزَّعهْ
على الصِغارِ والصغارُ أربَعهْ
فرُبْعها لكلِّ وواحِدٍ منَ الصغارْ
ومِثٍلها لِزَوجهِ مُجَمَّعهْ
٢-
تراهُ تارةً بِدَمْعنا
وتارةً تراهُ ناطِقاً على الجِدارْ
عيونهُ النَهارْ
يُكَلِّمُ الكِبارْ
يُلاعِبُ الصغارْ
فلا مَناصَ أنْ تكونَ
بيْننا ولا خِيارْ
٣-
بِرغْمِ أنَّكَ ارْتَحَلتْ
أراكَ أينما حَلَلْتْ
أراكَ في براءَةِ الصغارِ والورودْ
أراكَ في وُجوهِ مَنْ عَشِقْتْ
٤-
كانَ ماجدُ الحبيبُ يعْشقُ الصغارْ
وكانَ قلبهُ كَقاربٍ،بهِمْ يَطوفُ بالبِحارْ
ويَوْمَ غابَ بعْضهمْ كْغَيْبةِ الشهيدْ
أصَرَّ أنْ يَزورهمْ،فغابَ عن عُيونِنا وطارْ
٥-
كان ماجدُ الحبيبُ بابْتسامةٍ يُذَوِّبُ الهمومْ
كان عندنا كأنّهُ الطيورُ فوْقَ زُغْبِها وَعُشِّها تَحومْ
وَلا أُبالغُ الكلامَ لو أضَفْتُ أنَّ ماجدَ الحبيبَ
كان في حياتِنا جميعنا،كأُمِّنا الرؤومْ
٦-
تراهُ مثلما النخيلُ قامَتهْ
ومثلما الشموسُ في السماءِ هامَتهْ
وعندما يَراكَ تُبْصِرُ الحنينَ في العُيونْ
ويبدأُ السلامَ بابْتِسامتهْ
٧-
كان وجْههُ كبُرتقالةٍ مُضيءْ
وكانَ بيْتهُ كَكَرْمَةٍ بِظِلِّها نَفيءْ
ويوْمَ غابَ أقْفَرَتْ دِيارنا
كأنّما أصابَها خُسوفٍ
فهَلْ يُبَدِّدُ الظلامَ عندما يجيءْ؟
٨-
ماذا سنَبكي حظَّنا
أم نَبْكِ فارسنا القتيلْ؟
أم نبكِ ظبْيتهُ سماءْ
أم نبْكِ دالِيةَ الخليلْ؟
أم نبكِ فِلْذَتهُ سلامْ
مَنْ لم يذُقْ مِنْ والِدَيْهِ
سوى القليلْ؟
أم نبْكِ عزَّةَ بالفَجيعةِ
كلَّما شقَّتْ سَبيلْ؟
أم نبْكِ إنعامَ اللتي
لم تستَرِحْ في عُشِّها
إلَّا القليلْ؟
أم نبْكِ بيْتاً ثمَّ حُلْماً فد تهَدَّمَ
أيُّها الزَمَنُ البخيلْ؟
٩-
كُلَّما ابْتَعَدْتَ ساعَتَيْنِ أو يزِيدْ
تموتُ مِنْ جَديدْ
وكلّما مَضَتْ على الغِيابِ
عنْ عُبوننا شُهورْ
بِقلبيَ الحزينُ يَكٍبُرُ الرَصيدْ
١٠-
لن تُشوِّهوا بِلُغْمكمْ جمالَ وجهِهِ
فماجدُ القَمَرْ
ولن تُبَدِّدوا بِسَمْلكمْ عيونهُ اللهيبْ
فماجدُ الشَرَرْ
ولن تُقَطِّعوا بِقَتْلكمْ جُذورهُ منَ الترابْ
فماجدُ الشجَرْ
ولن تُجَفِّفوا بِغَدْركمَ عطاءهُ الكبيرْ
فماجدُ المَطَرْ
١١-
مُسافِرٌ مسافرٌإلى الخليلْ
سَبَقْتنا،فهلْ مرَرْتَ بالجَليلْ؟
فإنْ مرَرْتَ ،كيفَ كرْمها وزيْتها
وأهلها وهمَّةُ الشبابْ
وكيفَ كيفَ عزْمها وباعُها الطَويلْ؟
١٢-
أُوَّاهُ يا أبا سلام
رَحَلْتْ دونما كلامْ
لكنّني قرأْتُ في وصيّةِ
الشهيدِ جُمْلَتَيْنْ
الخَطْوُ يا أحِبَّتي المُسَيَّجينْ بالعْذابِ والحصارِ
دائماً ودائماً إلى الأمامْ
١٣-
أيُّها الفارِسُ إنْ غِبْتَ عَنٍ العَيْنِ
إنَّ الرَمْزَ باقْ
لا الأرضُ تَفنى ولا الشعبُ
ولا حتَّى الرِفاقْ
كنْتَ والأرض كخِلَّيْنِ
معَ العِشْقِ كبِرْتمْ ،والعِناقْ،،،
كانَ رَيُّوقَ الحبيبَيْنِ
إذا يومٌ بهِمْ حلَّ الفِراقْ
كنتَ والعَوْدة وَاغْفِرْ لي
إذا أفْشَيْتُ سِرَّاً في سِباقْ
ثمّْ قَرَّرْتَ فقالوا
مَرَّ منْ روما شِهابٌ
نحْوَ حيفا مُبْحِرٌ ،فهَمَسْتْ،،،
إنّْهُ المحبوبُ قد عادَ إلى الأرضِ
على ظَهْرِ البُراقْ
١٤-
كانَ قامةً كما النخيلْ
جُذورهُ تَغوصُ في القلوبِ
والثمارُ ضِحْكةٌ بِوَجْههِ الجميلْ
ويومَ عادَ طائرُ الحنينِ للغُصونِ في الدِيارْ
تَراجَعَ الخريفُ عن بلادنا
وأزْهَرَتْ شقائقُ الخليلْ،،
١٥-
وِسامٌ فوْقَ جرحها النبيلْ
ونسرٌ ماتَ في العُلا كفارسٍ أصيلْ
كريمٌ كان في حياتهِ
وفي مماتهِ شهادةٌ
بأنَّ ماجدَ الحبيبَ
قطُّ لم يكن بخيلْ
وفيٌّ عاشَ ماتَ مخلصاً لجَذْرهِ لقوْمهِ
لعادةِ السخاءِ في الخليلْ
١٦-
كان ماجدُ الحبيبُ زيْتنا وشعْلةُ الفتيلْ
وكان في حياتهِ دليلنا جوادنا الأصيلْ
فصار في مماتهِ مليونْ مستحيلْ
فمٍنْ دِمائهِ نُزَيِّتُ السراجَ والسلاحْ
ومنْ عطائهِ الوفيرْ،نتابعُ السبيلْ
١٧-
النهجُ كان سِرَّنا وعُشَّنا الأمينْ
وكان في الصعابِ ضوْءنا وكنزنا الدفينْ
وكان كِسرةَ الجياعِ خبزهُمْ
وكان كاللقيطِ في عيونِ غيرهمْ
ويومَ يُشهرُ الجياعُ سيفهمْ
يصيرُ نهجهمْ
كأنَّهُ الشموسُ واضحٌ مبينْ
١٨-
هيّا انْحنواجميعَكمْ لفارسِ الشبابْ
وَلا تُكَفِّنوهُ بالرُخامِ وَيْحكمْ
فليسَ عندهُ عِتابْ
كان ماجدُ الحبيبُ يعْشقُ
الرصاصَ والصغارَ والكتابْ
وكان يَعْبُدُ الترابْ
فمنهُ جاءَ ثمَّ للترابِ عاشَ
ثمَّ للترابِ عادْ
دَعاهُ فاسْتجابْ
فكفٍّنوهُ بالحبيبِ ،كفِّنوهُ بالترابْ
١٩-
حاوَلْتُ مراراً أنْ أنساكَ
ثَوانٍ لكنّي لم أقْدِرْ
حاوَلْتُ مراراً أنْ أنْبشَ ذاكرتي
أنْ أبْحثَ عن إنسانٍ آخرَ يمْلأُ قلبي
لكنِّي لم أعْثرْ
فعرَفْتُ أخيراً
أنَّكَ كنتَ القَطْعَ النادرَ في صَحْبي
كنتَ لروحي مثلَ الماءِ العَذْبِ النادرِ
في تلِّ الزَعْترْ
ولهذا أحْبَبْتكَ أكثرْ
ولهذا سأُسجِّلُ ما في قلبي منَ ألَمٍ
في أوراقِ التاريخْ
ليكونَ الحافظَ للأسرارْ
فالتاريخُ هوَ الشاهدُ
والتاريخُ هوَ الدَفْترْ
٢٠-
يا أيُّها الرُمْحُ الأصيلْ
يا أيُّها المجْذافُ والقنديلُ
والبحَّارُ في الليلِ الطويلْ
يا أيّها المغروسُ في قلبي
كأشجارِ النخيلْ
قالوا بأنَّكَ لن تعودَ
وقد رحَلْتَ إلى الخليلْ
هذا محالٌ مستحيلْ
قالوا بأنِّيَ لن أرى
بدْري الجميلْ
إنْ كان حقَّاً ما يُقالُ،فأعْطني
عنْوانَ بيْتِكَ كي أجيءَ
معَ البُروقِ بِلا دَليلْ
٢١-
تجَمَّعْ الرذاذُ غيْمةً
فأمْطَرَتْ على الديارْ
فَلَمْلمَ الحنينَ قُبْلةً
رَمي بها فمَ الصغارْ
وأرْسلَ الجراحَ وردةً
منَ البريدِ في المطارْ
وأَوْرَثَ الرفاقَ بسمةً
تُضيءُ كالنهارْ
وقال في الخِتامِ كِلْمةً
بلادنا بالِانْتظارْ
وكفْكَفَ الدموعَ فجأةً
وغابَ في القطارْ
٢٢-
تَناثَرَ الحبيبُ في الرياحْ
فلَوّنَ السماءَ والنجومَ بالجِراحْ
وحينَ أمْطَرَتْ شموسنا دموعْ
تجمّعَ الحبيب في الكرومِ كالأَقاحْ
٢٣-
خافوكَ حيّاً ثمَّ مَيْتْ
منَعوا عزاءكَ أنْ يُقامْ
لم يعرفوا أنَّ الشهيدَ بكلِّ بَيْتْ
والشعبُ يذْكُرُ باحْترامْ
منعوا عزاءكَ فَانْتَصَبْتْ
في كلِّ بيْتٍ مع سلامْ
منعوا عزاءكَ فابْتَسمْتْ
والمَنْعُ يا حُبِّي وِسامْ
٢٤-
وفيُّ كالمطرْ / وَكلُّهُ سخاءْ
كريمُ كالثمَرْ/وكلّهُ عَطاءْ
جميلُ كالقمر/وكلّهُ ضِياءْ
مُشِعُّ كالشَرَرْ/ وكلّهُ إباءْ
فكلّهُ فِداءْ /وَسيفهُ مْضاءْ
وكلُّهُ عطاءْ/وليسَ للرياءْ
بِعُمْرهِ أثَرْ
٢٥-
ملفوفُ بالعَلَمْ /وقَرّرَ الرحيلْ
شهيدُ لا نَدَمْ/فلم يكنْ بخيلْ
رصاصُ معْ قلَمْ/منارةُ السبيلْ
بِدَمِّهِ ختَمْ/صمودهُ الطويلْ
وكلُّنا ألَمْ/وليس منْ بديلْ
ملفوفُ بالعلمْ/وقرَّرَ الرحيلْ
بدمِّهِ ختمْ/ عطاءهُ النبيلْ
فدرْبنا طويلْ/ولم يكن بخيلْ
ونعرفُ السبيلْ/فَللعُلا دُروبهُ
وليسَ منْ بديلْ
٢٦-
أمثالكَ أحياءٌ رغمَ الموْتْ
وكثيرونَ همُ الموتى
حتَّى لو عاشوا ألْفَيْ عامْ
فالجَسَدُ أخيراً يَفنى
لكنَّ التاريخَ الناطقَ والذِكرى
تبقى خالدةً كالأهرامْ
وكثيرونَ همُ الأحياءُ الموتى كالأرْقامْ
أينَ التاريخُ الحيُّ لِكُثْرٍ مِمَّنْ
دَبُّوا فوقَ الأرضِ كما الأنْعامْ؟
أمثالكَ أحياءٌ ،وكثيرونَ همُ الأحياءُ
بِلا رُوحٍ كالأصْنامْ
٢٧-
إنساناً أحْبَبْتكَ أكثرَ ممّا تَتَوَقَّعْ
ولهذا دَوْماً أتَوَجَّعْ
فَارْجَعْ،كي تكتبَ خاتمةً للخبزِ المُرِّ
وكي تقْرأَ فَصْلاً منْ تاريخِ الغَدْرِ العَلقَمْ
فالطَعْنةُ في الظهْرِ هيَ الأنكى والأبَشعْ
إنْ كانتْ ممَّنْ لا تَتَوَقَّعْ
إرْجَعْ،كي نمهَرَ فَصْلَ الأحزانِ
بِنُقْطةِ دمٍّ تَتَفَجَّرُ منْ أحلى إصبَعْ
للحزْنِ فُصولٌ يا ماجدَ في واقِعنا
صارتْ أربعْ
فارجعْ،فجراحُ القلبِ بيومِ رحيلكَ
مِنْ غَدْرِ مَنِ ارْتَدُّوا صارتْ أوْسعْ
فارْجعْ،فأنااحببتُكَ أكثرَ ممّا تتوقّْعْ
٢٨-
إنْ سالَ دمُّهُ على مساحةٍ منَ الترابْ
وإنْ قتَلتمْ في الظلامِ زِينةَ الشبابْ
وإنْ تناثرَ الحبيبُ كالرذاذِ والزُجاجْ
فالمستحيلُ أنْ يَحولَ غَدَركمْ
بينَ ماجدَ الشهيدْ،،ورِحْلةِ الإيابْ،،
———————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
كتبتها في اكتوبر ١٩٨١م،شهر استشهاده،،
—————————————-٠٠٠٠
[براق روما الفلسطين العائد الى دورا الخليل]
……………………………………………………..
ودّعتُ ماجدَ والأحزان تغمرني
فالقلبُ يقطرُ والآلامُ تعْصرني
 
ودّعتُ أعذبَ طيرٍ حطّ في روضي
إمّا يُغرّد مثل الناي يفتنني
 
ودّعتُ ألمعَ نجْمٍ في كواكبنا
كالبدر كان وكان النورُ يبْهرني
 
ودّعتُ أجمل وجهٍ كُنْتُ أعشقهُ
إمّا تبسّمَ كالأطفالِ يسحرني
 
ودّعتُ أشجع مَنْ في الحرب أعرفهُ
كأنّهُ الليثُ نحوَ الخَطْبِ يسبقني
 
ودّعتُ أطول سيفٍ في قواطعنا
إمّا يلوُحُ فلا فرسان تقحمني
 
ودّعتُ أصلبَ رُمحٍ كان يفزعهُ
حتى الحِمام فبات الخصم يفزعني
 
ودّعتُ بعضَ بصيصٍ كان في عيني
غابَ الحبيبُ فماذا العين تنفعني؟
 
كويتَ قلبيَ إنّ النار تلسعهُ
ووحدهُ اللهُ يدري كمْ تُعذبني
 
ودّعتُ ماجدَ لَمْ أُخفي فجيعتنا
إمّا فعلتُ فإنّ العينَ تفضحني
 
مرّ الخطوبِ شرِبْتُ العمرَ فاصطكَتْ
حتّى العظام وهذا الخطْب أتخمني
 
بعدَ الحبيب كؤوس المُرّ قد فرَغَتْ
وبعدهُ قطُّ لا ارزاءْ، تفجعني
 
كلّ الكوارث يا محبوب لو جُمِعَتْ
ليستْ تُعادل ما قد فيكَ روّعني
 
كُنتَ المقيم بقلبي مثلما ،،فَرَحي،،
وكان طيفكَ مثل الحزن يسكنني
 
أوصيتكَ الأمس بالأحبابِ لَمْ أعرفْ
بأنّ مَنْ أوصيهِ نحوَ الموت يسبقني
 
صرْتُ الوصيّ على أحبابهِ الثكلى
عهدي إليهِ كما بالأمسِ عاهَدَني
 
كُنتَ القريب وصرْتَ الشمس أو أنأى
مَنْ لي بمركِب نحو الشمس يوصلني
 
كُنتَ المغَرّد دوماً في مرابعنا
وبعدكَ اليوم لا تغريد يُطربني
 
تبدّلَ الحالُ طار الطيرُ مِنْ عُشّي
مَنْ يُرْجِع الطيرَ أو للطير يأْخذني
 
والآنَ صرتَ بعيداً عن مرابعنا
بيروت بعدكَ أضحتْ لا تُراودني
 
بيروت بعدكَ لا تفاحها حلوٌ
وليس فيها مِنَ الأشياءِ يجذبني
 
فالبحرُ ما عاد بحراً أينَ زُرْقتهُ؟
(وأينَ نُبْحِرُ بعدَ اليومٍ أخْبِرَني)؟
 
بيروت ما عادتْ محطاتٌ لقافلتي
فالشمسُ غابتْ وطول الليل يُفزِعني
 
أين الدروبُ التي قد كُنْتُ أعرفها؟
أُلقي السلامَ لماذا لا تكلمني؟
 
أينَ الوجوهُ التي كنّا نُشاطِرُها
زادَ الهمومِ لماذا اليوم تخدَعني؟
 
وحدي أُصَرّخُ في صحراءَ مُقْفِرَةٌ
ياليتكَ الآنَ رغم البُعْدِ تسمعني
 
لو عُدْتَ أُقْسِمُ قد تختارُ ثانيةً
سُكنى الترابِ لأنّ الغدرَ يقتُلني
 
كُنتَ المضيء كبدرٍ في مخيّمنا
مَنْ بعدكَ اليوم ضوء البدر يمنحني؟
 
كُنتَ المؤذِّنَ والناقوسَ تقرعهُ
يأتي الجياع زرافاتٍ وتقطرني
 
كان السلاحُ إماماً خلفهُ تمضي
كلّ الجموعِ فكان الرمزُ في وطني
 
لغيرهِ قطُّ ما واليتُ في عمُري
وغيرهُ قطُّ لا أشكال تجذبني
 
تصدّرَ النجمُ هامَ الفتحِ مُنْتَخَباً
فأشرقَ الهامُ ،صارَ الوَمضُ يخلبني
 
فصار ماجد في الآفاق منزلنا
آوي اليهِ جريح القلب يشحذني
 
وصار ماجد متراساً لِمَنْ صدَقوا
إليهِ ألجؤُ لو إنسان يظلمني
 
وصار ماجد عنواناً تُراسلهُ
كلّ الجراح ،فمَنْ يبقى لينصفني؟
 
أبعد ماجد تبغي الغدر يا زمني
وبعد ماجد ماذا جئتَ تسلبني؟
 
ماذا أقولُ وكلّ القولِ لا يكفي
وكنتُ أُوثِرُ لو بالعكسِ تَرْثِيَني
 
كفّنْتُكَ الأمس لو خُيّرْتُ ساعتها
لاختارتِ النفسُ لو بالمَيْتِ تبدلني
 
لو كان ماجد بالأحبابِ فِدْيَتهُ
معاذَ قلبيَ لو إنسان،يسبقني
 
ماذا أقول وأنتَ الآن في قُرْبي
تُمَيّزُ الصوتَ لكنْ لا تُكلمني
 
يا أرضَ صبرةَ هل تدرينَ مَنْ تحوي
أغلى الرجالِ ونسراً قطُّ لم يَهُنِ
 
صوني الشهيد وخلّي العُرْسَ مُشْتَعِلاً
دُقّي الدفوفَ فعُرْسُ النصر ينطرني
 
صبرا الجسور الى حيفا وكرمِلها
صبرا الطريق فمَنْ يبغي لِيَتْبَعَني
 
بِدَمّ ماجد لن نلقي بنادقنا
عهدُ الشهيد وهذا العهد يُلْزمني
 
بدمّ ماجد لن تقوى مساومةٌ
غلى العبور وإلّا بعد تقبرني
 
بدمّ ماجد يا ،،إنْعامَ داليةً،،
سأحفظُ العهدَ والأيام تكفَلَني
 
أُحَدّقُ الآن في حيفا وكرملها
أرى الحبيبَ الذي بالأمس ودّعَني
 
أرى العريسَ بأبهى حُلّةٍ خُلِقَتْ
ليْتَ العريسَ لبعضٍ مِنكِ يُلْبسني
 
بيّارةُ الحِمْضِ والزيتونٍ مفْرَقهُ
ومرجةُ القمحِ فوق الخدّ تسحرني
 
وكرمل البحر في اليُمْنى صنَوْبَرَةّ
وعِنْبَةُ الدار في يُسراهُ تأْسرني
 
مرْج بن عامرَ فوق الصدر خُضْرَتهُ
يا ليتهُ المرْج في الأحشاءِ يزرعني
 
يا ليتني حبّةً مِنْ قمحْ طالعةً
قُرْب الحبيب فقُرْب الحبّ يسعدني
 
كفّاهُ كالسهْلِ والأنهار تقطنها
والطير يصدحُ أمّا الورد يفتنني
 
جنّاتُ عدْنٍ حباكَ اللهُ ماجدنا
ليت الإلٰهَ لبعضٍ منكِ يُعْطِيَني
 
أنّى تكون فتلك اليوم جنّتنا
والخُلْد قرْبكَ أنّى كُنتَ يُفرحني
 
إنّ الحبيب على قابٍ ويفصلنا
متر الترابِ ورغم المتر يسمعني
 
بدَمّ ماجد يا صبرا مدينتنا
سأحفظُ العهد مهما العهد كلّفني
 
إنّ الشهيد مناراتٌ لعودتنا
يُمَهِّدُ الدربَ كي للأرض يُرْجعني
 
إنّ الشهيد كجسرٍ مِنْ دَمِي يسري
نحو الربوع لكي للدار يوصِلني
 
إنّ الشهيدَ براقٌ طار من روما
الى الخليل لكي للدار يسبقني
 
ما مات ماجد في روما أحبتنا
بلْ عادَ ماجدُ قبلَ الكلِّ للوطَنِ..
………………………………………..
ابوفرح/عاطف ابو بكر/براغ/بعد استشهاده
إنعام ،داليه،سلام،سماء،هم،زوجته وأولاده..
Atef S
Atef S Abubaker
‏‎{{دُورا الخليل،،مَنْجَم الشهداءْ}}
——————————
‏‎لِدُورا الخليلِ أَزّجُّ السلامْ
/ففيها الأهالي أُباةٌ كِرامْ
‏‎وفيها الغريبُ ولو عاشَ دَهْراً فَلا لنْ يُضامْ
‏‎وَأَمَّا العدوُّ فلو داسَ فيها تُراباً يكونُ الصِدامْ
‏‎وفيها الرضيعُ يُقاتلُ مثلَ الليوثُ قُبَيْلَ الفِطامْ
‏‎وفيها النساءُ مضاءً كحَدِّ الحُسامْ
‏‎سَلوا الطَعْنَ والطاعِنينَ فإنَّ الكثيرينَ منهاوعَنْهمْ بُعَيْدَ الشهادةِ
مِيطَ اللثامَ
‏‎ولا زلْتُ أذْكُرُ رَمْزاً
‏‎تحَدَّرَ منها،فماجدُ
‏‎كانَ بُدوراً تُنيرُ سماءَ
‏‎الرجالِ العِظامْ
‏‎فعَطْوانُ منهمْ ،ومنهمْ إيادٌ
‏‎ ومنهمْ ضياءٌ ،ومنهمْ عُديٌّ
‏‎ومنهمْ عليٌ ،ومنهمْ خليلٌ
‏‎ورائدُ منهمْ ،وَلِحْروبُ منهمْ
‏‎و،و،و،و،و،منهمْ
‏‎ومنهمْ عصامْ
‏‎رجالٌ تراهمْ بساحِ القتالِ بِخَطِّ الأمامْ
‏‎وعَزْمُ الرجالِ كحَدِّ الحسامْ
‏‎لواءٌ تصَدَّرَ في المَعْمَعانِ
‏‎خُطوطَ الصِدامْ
‏‎وقدَّمَ أعلى المُهورِ وأعْلى
‏‎بِساحِ الصراعِ الضِرامْ
‏‎ومَرَّغَ وجْهَ العدوِّ بِطينِ الرُغامْ
‏‎فإنْ زادَ بطْشاً،يزيدونَ منهُ انْتقامْ
‏‎تفَنَّنَ فيهِ الشبابُ،بِطعْنِ ودَهْسِ ورَجْمِ
‏‎وقَنْصِ العدوِّ،فباتَ لواءُ الخليلِ
‏‎لديْهِ يقُضُّ المَنامْ
‏‎ترى الجُنْدَ فيهِ يموتونَ خوْفاً إذا
‏‎جازَ طفلٌ صغيرٌ كَفَرْخِ الحَمامْ
‏‎يظُنُّونَ أنَّ بكَفِّ الصغيرِ أداةً
‏‎تُذيقُ الخصومَ الحِمامْ
‏‎فيُرْدونَ ذاكَ الصغير َ،ويُكْثِرُ
‏‎بِيبِّي وأَعوانهُ ،عنِ الطفلِ
‏‎ذاكَ الكلامْ
‏‎لواءٌ تحدَّى وما زالَ يغْلي ،فنالَ
‏‎منَ الشعبِ كلَّ احترامْ
‏‎لواءٌ إذا ثارَ ،هبَّتْ جميعُ البلادِ وَخَطُّ السقوطِ اخْتَفى وخَطُّ الصراعِ اسْتَقامْ
‏‎فحيُّوا جميعاً لواءَ الخليلِ وأعْطوا لكلِّ شهيدٍ بدورا الخليلِ الوسامْ
—————————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح‎

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …