الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
ابن كنعان
بقلم : حسين ابو الهيجاء
” من نقطة الصفر “
يا أيها الحمام
النورس
اليمام ..
أنا الفتى الخيزران
انا المُمتدُ من بدايات الريح
الى عتمة الايام
انا .. وضَخُ النهار
زُرقةُ البنفسج انا
و انا .. كَفّ الصبّار
انا ملحُ الارضِ في دمهم
أسيدُ الكيمياء في حلقِهم
انا .. ما انا .. يا حمام
قهرهم .. و ذُلّهم
و انا ما لا تقوله مرآتهم
أخرُجُ لهم من الشوارع و الحكايات
أقِفُ بين ايديهم مارداً في الصلوات
أقُضُّ مضاجعهم
أزرعُ لهم في الجسد .. شوكة
أنزعُ عن ارواحهم .. الشهوات
أمحو عن جبينهم .. الندى
اُصَوّبُ طريقهم .. الى الردى
اسلخُ عن وجوههم الذقنَ الطويل
و عن أجسادهم .. العباءات
اُعرّيهم في كتُب التاريخ
احفر على جبينهم ..
ما اقترفتْ اياديهم من جنايات
انا الفتى الخيزران ..
انا الريح
انا الليلُ و النهار
انا الصبّار
و انا ..
انا مَن صَوّبَ للتاريخ مسارهُ
و استراح !
* * *
رفعَ رايتهُ و مضى
اعتمرَ البندقيةَ و مضى
الى جفاف الارض
الى نداء السماء مضى
امتشقَ فِكرةً ..
خلعَ جيشاً .. و مضى
الى نُعاس الاطفال .. مضى
الى خَدَر الصبايا ..
مضى الى الحُلُم الحقيقة
رحلَ من الوقت ..
انتفضَ من الدقيقة
يستظلّ الحمام و السنونو
ترصدهُ الآهاتُ و العيونُ
نزعَ زنديهِ عن الورق
زفَرَ .. فتمدّدَ من حولهِ الافُق
صاحَ .. و ما استراح
صرّحَ .. و استباح
قال بصوتهِ الهادر :
سنحمي عُهدتكَ يا عمر
سنسيّجها بجماجمنا
سنُنبتُ الدُفلى علئ المرمر
اشلاؤنا .. بارودٌ و عسكر
اطفالنا .. نساؤنا .. شيوخنا
و كلُ ما ينبضُ فينا ..
نبوخذ نصّر
يا ابن كنعان .. لا تنكسر
زرعتَ على مفترقات التاريخ ..
شموعاً .. و شموساً
فَ هيّا انتصر
يا ايها اللَيّن مثل الندى ..
النديُّ مثل اللِين
إعتمِر عمامتكَ البيضاء
انطلق من سِفر التاريخ ..
تماماً .. كما العنقاء
امتطي صهوةَ الريح
امتشق صلوات محمد
اتلو تراتيلَ المسيح
حُطَّ في زوبَعة الوقت
و اجعل الجسدَ الطريّ كالبامبو ..
جحيماً لهم .. جحيماً فيهم
إعلِن عن وقتكَ و عن ساعديك
و انفجِر فيهم
إعلن الحربَ على الدنيا
و على الدنيا .. انتصر
فَ.. هيا انفجر
هيا انفجر
هيا .. انتصر
___ مع تحيات حسين أبو الهيجاء
