الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
نظرية المؤامرة واستهداف إيران الموحدة من القنوات المأجورة
بقلم :احمد المالكي
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية
تدخل المظاهرات في إيران اسبوعها الرابع ويشتغل غضب الإيرانيين في الشوارع وداخل العاصمة طهران ورغم ذلك يصر النظام الإيراني الفاشل والدموي على اتهام المتظاهرين بالمأجورين ويصر على نظرية المؤامرة واستهداف إيران من الاعداء كما يظن الديكتاتور الملالي.
المظاهرات في إيران مشتعلة للاسبوع الرابع على التوالي وشهدت مدن كثيرة اصواتا تطالب برحيل النظام في مشهد وهمدان وشيراز واصفهان وتبريز وكرج ومازالت محافظة كردستان وهي المحافظة التي اندلعت منها بداية المظاهرات مشتعلة وسقط بها عدد من القتلى وإصابة عدد كبير من المتظاهرين بسبب استخدام الشرطة الرصاص الحي بتعليمات من المرشد والرئيس الإيراني وهذا ما ادى إلى قيام المتظاهرين بحرق سيارات الشرطة والتي انهكت في مواجهة المتظاهرين واصبحت غير قادرة على المواجهة لان الشرطة تواجه غضب شعب من نظام كان الاجدر به ان يشعر بمعاناة شعبه قبل انفجار الاوضاع لكن نظام الملالي مازال يستخدم العصا والتي لم يعد الشعب الإيراني يخاف منها .
الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي زار جامعة الزهراء لكنه وجد غضب طلابي واسع يرفضون زيارته ويرفعون شعارات ضده مثل اغرب عن وجوهنا يارئيسي واغرب عن وجوهنا ياملالي .
رئيسي وصف المتظاهرين بالذباب وهذا يؤكد على ان هذا النظام مستعد لقتل مزيد من الشعب الإيراني لكي يظل موجود لكنه اليوم يحصد نتيجة زرعه الشر والاجيال الجديدة لم تعد تخاف وكسرت كل القيود وتجاوزت كافة الخطوط الحمراء واستمرار المظاهرات للاسبوع الرابع تؤكد عزيمة الإيرانيين على مواجهة نظام الملالي حتى النهاية .
الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بدلا من ان يخفف من لهجته لتهدئة الاوضاع يقوم بسكب الزيت على النار ويطلق المزيد من التصريحات الاستفزازية التي تزيد من اشتعال المظاهرات ونزول الناس إلى الشوارع خاصة ان النظام يصر على وصفهم بالمتأمرين والمأجورين واستضاف ابراهيم رئيسي اجتماع في الرئاسة الإيرانية ضم كلا من محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني وغلام حسين محسني رئيس القضاء وتحدث على ان الاعداء يستهدفون إيران الموحدة وليس الجمهورية الإسلامية وان الاعداء يعتبرون ايران الموحدة والقوية خطرا عليهم .
الرئيس الايراني يرى إيران موحدة غير ان الواقع يقول غير ذلك وايران اليوم تعاني من العنصرية والتمييز بين شعبها وهناك مناطق كثيرة في إيران تعاني من الإهمال وهناك مناطق توقفت فيها الحياة والزراعة بسبب إهمال النظام لها والشعب الإيراني اصبح يشعر بالغربة في وطنه وهو يرى جميع الدول حوله تعيش حياة مختلفة وهو يعاني من الفقر وسوء الخدمات والبطالة ولايجد احلامه في إيران لان نظام الملالي اغتال احلام الإيرانيين وخاصة الشباب ولذلك تجد المتظاهرين اكثرهم من الاجيال الجديدة في الجامعات وطلاب المدارس الذين يعبرون عن واقع جديد مفاده ان الاجيال الجديد لاتريد نظام الملالي ولاتريد الاستبداد والقمع وتريد العيش في بلد يحترم حرياتهم وخصوصياتهم ولا يفرق بينهم لاي سبب من الاسباب.
نظام الملالي اليوم في حالة ضعف وإذلال حقيقي واصبحت الاجهزة الامنية في حالة ضعف وهذه المظاهرات جعلت الشرطة الإيرانية في حالة استنفار طوال الوقت اثرت على الشرطة واصبحوا غير قادرين على المواجهة وذلك باعتراف محافظ طهران محسن منصوري والذي اعترف بضعف البنى التحتية الامنية في طهران وانها غير كافية وايضا اعترف نائب مدينة تبريز إن الشرطة لم يبق لها معنويات للقيام بدورها وان الشرطة تشعر بالتعب من دوريات شرطة الاخلاق وان البعض يريد استمرار النهج الخاطئ لشرطة الاخلاق .
البرلمان الإيراني اعلن إنه سوف يدرس التقرير الطبي الذي يخص وفاة مهسا اميني لكن العجيب في الامر ان اسماعيل كوثري عميد في الحرس الثوري الإيراني قال ان الشرطة لا تستخدم الذخائر الحية لذلك قدمت ضحايا رغم إن الشرطة الإيرانية تستخدم الرصاص الحي وهناك قتلى وجرحى برصاص الشرطة وهناك تعليمات صريحة للقوات الامنية بقتل المتظاهرين والذين يطلقون عليهم مثيري الشغب .
نظرية المؤامرة هي التي يحاول بها النظام الإيراني التغطية على فشله ومعالجته لاسباب الغضب ويصر على ان المؤامرة تستهدف إيران الموحدة من وجهة نظره ومحافظ طهران اتهم بي بي سي فارسية والقنوات التي يراها مأجورة بتنظيم اضطرابات افتراضية ولايعلم ان الشعب سوف يواصل التعبير عن غضبه ورفضه لاستمرار نظام الملالي ويصرون على الموت للديكتاتور وان يغربوا عن وجوهم .
الايام القادمة سوف تكشف لنا الى اين سوف تذهب الاحداث ؟ ..وهل سوف تنجح المظاهرات في إسقاط الملالي ام انه سوف ينجح في البقاء ؟.
