الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
ذكرى رحيل المقدم المتقاعد
عبدالكريم مرعي مرعي (أبو نزار)
(1935م – 2021م)
بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 3/10/2022م
المناضل / عبدالكريم مرعي مرعي من مواليد بلدة بيتا قضاء نابلس بتاريخ 4/5/1935م التحق بالجيش الأردني عام 1952م وشارك في حرب حزيران عام 1967م، أستمر في الخدمة حتى أحداث أيلول الأسود المؤسفة عام 1970م حيث ترك الجيش الأردني وأنضم الى صفوف الثورة الفلسطينية (قوات اليرموك) في سوريا، خدم في منطقة تل شهاب بدرعا.
بعد حوالي العام كلف مع رفاقه بالنزول الى الأرض المحتلة حيث أجتاز الحدود الأردنية تمهيداً لذهابه الى الداخل الأ انه تم القاء القبض عليه وزج به في سجن المحطة لمدة عام حيث تم العفو عنه ومن معه وأبعدوا الى سوريا وذلك عام 1973م، عاد والتحق بقوات اليرموك على الساحة اللبنانية، تنقل بين جبالها وسهولها بين شمالها وجنوبها وشارك في الدفاع عن الثورة ومخيمات أهلنا وشعبنا الفلسطيني في مخيماته بلبنان خلال الحرب الأهلية التي عصفت به عامي 1975 – 1976م، بعدها أنتقل للعمل في شمال لبنان منطقة طرابلس وحتى عام 1978م.
تعرض لعدة أصابات في جسمه.
شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطيني خلال اجتياح إسرائيل للبنان صيف عام 1982م.
غادر مع القوات التي خرجت من لبنان واتحه الى الأردن ومنها الى قوات الأقصى بالساحة العراقية وحتى عودته الى أرض الوطن.
مع عودة قوات الأمن الوطني الفلسطيني الى أرض الوطن عام 1994م وانشاء السلطة الوطنية الفلسطيني عاد الى أرض الوطن عام 1995م والتحق بجهاز الاستخبارات العسكرية في المحافظات الشمالية.
تقاعد عام 2005م برتبة المقدم.
بعد تقاعده لم يتخلى عن واجبه الوطني في مقارعة ومواجهة المستوطنين، حيث كان يتصدر المواجهات معهم على مفترق بلدة بيتا دفاعاً عن ثرى بيتا، وكان مدرسة في المبادئ في تعليم حب الأوطان ودحر العدوان، كان أحد أركان الاعتصامات التي يخوضها الشعب الفلسطيني دفاعاً عن حقوق الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وكان أحد رجال الإصلاح لسدادة رايه وبعد نظره.
كان أمله بأن يعانق أبنه الأسير المحكوم (16) عاماً خلف قضبان السجن والحمد لله كحل عيونه برؤيته واحتضانه.
أمضى ما تبقى من عمره وهو لديه حلم التحرر من الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان.
رغم كبر سنه وتقاعده الأ انه أستمر بنضاله كناشط بفعاليات المقاومة الشعبية بكافة مناطق الاحتكاك.
المقدم / عبد الكريم مرعي (أبو نزار) المقاتل الصلب والمناضل العنيد الذي لم يلق الراية يوما ولم تسترح من وعثا السفر وغبار المعارك، عاش مناضلا وطنياً ومصلحاً اجتماعياً، وكان رمزاً من رموز المقاومة الشعبية في بدة بيتا.
ترك بصمة قوية بين كافة أبناء البلدة والبلدات المجاورة وتجلى ذلك في حب الناس له واحترامه وتقديره.
بدأت معاناته مع المرض منذ عام 2017م لكن كان صابراً مكافحاً، رسخ كل امكانياته لأن يعيش عزيزاً شامخاً وأن لا يموت الأ كما تموت الأشجار واقفه، نعم مات عزيزاً وجبلاً شامخاً في المقاومة الشعبية.
المقدم / عبد الكريم مرعي متزوج وله من الأبناء 14 فرد (ثمانية من الذكور وسته من الإناث).
صباح يوم الأحد الموافق 3/10/2021م فاضت روحه الى بارئها بعد أن اعياه المرض فترة طويلة من الزمن، وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر، حيث ودعت بلدة بيتا المناضل والمقدم / عبد الكريم مرعي (أبو نزار) بجنازة عسكرية مهيبة الى مأواه الأخير في مقبرة بلدة بيتا، وقدم واجب العزاء لأبنائه كل أقطاب ومكونات الطيف الفلسطيني ومن كافة المدن والمحافظات والذين أشادوا بعطائه وبصفاء نيته وقلبه الأبيض وسريرته النقية ونظافة يده وعفه لسانه وتواضعه.
رحم الله المقدم المتقاعد / عبدالكريم مرعي مرعي (أبو نزار) وأسكنه فسيح جناته.
الهيئة العليا لمجلس العشائر والإصلاح تودع المناضل والثائر والعائد / عبدالكريم مرعي (أبو نزار) أبن بلده بيتا الرجل العائد من صقيع الغربة وليلي المنافي، الرجل الذي كرس حياته للوطن بكل أبعادها الرجل الصابر الذي هز كل نقاط التماس مع العدو أثناء مشاركته الدائمة في مختلف المناسبات، الرجل الذي أنتظر أبنه (16) عاماً خلف القضبان وخرج منتصراً، لقد رحل اليوم وغادرنا ليعانق الشه/داء، رحل وقد عرفه الجميع بأنتمائه الصادق وحسن تعامله، كان فتحاوياً غيوراً وعنيداً لأجل المصلحة العامة، مقداماً وثابتاً، لا تهزه كل المتغيرات سيفتقدك الوطن، بأرضه وشجره وترابه يا أبا نزار.
كل الكلمات بحقك لا تفيك ولكن لا تقول الأ ما يرضي الله وانا لله وانا اليه راجعون
