IMG-20220925-WA0036
الرئيسية / ادب وثقافة / يوميات معرض فلسطين للكتاب (4)

يوميات معرض فلسطين للكتاب (4)

IMG-20220925-WA0036

يوميات معرض فلسطين للكتاب (4)

اليوم الرابع/ السبت 17/9/2022

الكاتب والباحث/ ناهض زقوت

يشكل معرض الكتاب حالة ثقافية لا توحد الجغرافيا الفلسطينية فحسب، بل توحد الجغرافيا العربية، فقد تعارفنا على العديد من الكتاب والأدباء والشعراء من البلدان العربية، وتلك هي ميزة المعارض والاحتفالات والندوات والمؤتمرات أنها تقرب المسافات بين الشعوب ومكوناتها الثقافية.

معرض فلسطين للكتاب رغم الامكانيات البسيطة إلا أنه شكل تظاهرة ثقافية، وحضور قوي من كتاب وأدباء فلسطين والبلدان العربية، ومن طلاب المدارس والجامعات، إلا أن ظاهرة شراء الكتاب كما لمستها كانت ضعيفة، وذلك نظراً لارتفاع أسعار الكتب هذا من جانب، ومن جانب آخر أرجع ذلك للأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها الناس، والتي كان لها تأثير في الاقبال على شراء الكتاب.

كان اليوم هو اليوم الأخير لوفد غزة في ضيافة وزارة الثقافة، حسب الاتفاق، وبدأنا في تجهيز أنفسنا للمغادرة صباح الأحد. لذلك قررت هذا اليوم أن لا أذهب إلى المعرض صباحاً، وأقوم بجولة في ميدان المنارة مع صديقي سعد خليل، كما نزور مؤسسة الشيخ حسن للثقافة والعلوم.

تواصلت معي مديرة المؤسسة الأخت أمل وهدان قبل سفري للحصول على مؤلفاتي وكتبي الخاصة بقضية اللاجئين، فهي مؤسسة مختصة بهذه القضية، وعدتها بتلبية طلبها، ودعتني لزيارة المؤسسة عند وصولي لرام الله.

اعطيت العنوان لصديقي سعد فهو الذي يعرف الأماكن والشوارع، ووصلنا إليها، واستقبلتنا الأخت أمل بكل ترحاب، وشرحت لي عمل المؤسسة وأهدافها، ورؤيتهم في انشاء متحف مختص بكل ما يتعلق باللاجئين من كتب وأفلام ومواد اعلامية ووثائقية. وقد سألتها عن الشيخ حسن وما سبب تسمية المؤسسة باسمه، فشرحت لي عن حياة الشيخ حسن اللاوي أقدم أسير فلسطيني زمن الاحتلال البريطاني.

ودعنا الأخت أمل وهدان بعد أن شربنا القهوة، وعلى وعد مني بمساعدتها والتعاون معها في نشاط المؤسسة، وارسال جميع كتبي إليها بعد عودتي إلى غزة.

انطلقنا نحو ميدان المنارة مشياً على الأقدام، تحت الشمس الحارقة دون رطوبة، تجولنا في الميدان واشترينا بعد الحاجيات، واستقر بنا المقام في كافتيريا كرامة لشرب القهوة، وشاركنا ابن العم جمال زقوت في الضيافة.

أثناء جلوسي في الكافتيريا اتصلت مع الدكتور الوزير محمود الهباش قاضي القضاة بعد أن عرفت بوجوده في رام الله، حيث كان حين وصولنا مسافراً، وتحدثت معه في أمر شخصي، ولكن حين عرف بوجودي في رام الله، استفسر عن سبب الوجود، فذكرت له أنني ضمن وفد غزة لحضور معرض الكتاب، فسألني منذ متى في رام الله؟، قلت منذ ثلاثة أيام، فقال يجب أن أشوفكم، أين تقيمون؟، فذكرت له فندق الميلينيوم، ولكن نحن مسافرون غداً، فاستغرب، كيف؟، قلت هذه هي مدة ضيافتنا. فقال لا يجب تمديدها، سأتواصل مع مكتب الرئيس وأعود اليك.

بعد مدة قصيرة عاود الاتصال وقال: إن مكتب الرئيس مدد لكم الاقامة ثلاثة أيام أخرى، وسوف أتحدث مع الدكتور عاطف في الموضوع، واليوم سأزور المعرض الساعة الخامسة ونلتقي هناك. وقال أخبر كل الزملاء بالأمر، وسوف يكون لنا لقاء جماعي.

افترقنا أنا وسعد في المنارة، وأوصلني ابن العم أبو المجد بسيارته إلى الفندق، وحينما التقيت مع الزملاء على مائدة الغداء أخبرتهم بتمديد زيارتنا لثلاثة أيام أخرى في ضيافة مكتب الرئيس، بناء على توصية الدكتور محمود الهباش.

عند الساعة الرابعة والنصف جاء الباص لنقلنا إلى أرض المعرض، وفور وصولنا كان د. محمود الهباش يتجول بين أقسام المعرض برفقة وزير الثقافة، سلمنا عليه وتجولنا معه في المعرض إلى أن غادره بعد ساعة تقريباً.

لم نحضر في هذا اليوم ندوات وفعاليات صالون غسان كنفاني. وذلك لأن الدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة طلب الاجتماع معنا في مكتبه بالمعرض. تجمع الزملاء في قاعة ضمن المكتب، وتحدث د. عاطف في موضوع التمديد، وأشار أن سبب التمديد هو حديث ناهض مع الهباش، وأكد على عدم قدرة الفندق على استكمال ضيافتنا، لذلك سيتم نقلنا إلى فندق الكرمل منذ صباح الغد الأحد، وأجريت الاتصالات من الأخ بشير مدير مكتب وزير الثقافة لترتيب نقلنا إلى فندق الكرمل.

وعند الساعة الثامنة والنصف تم نقلنا من المعرض إلى الفندق، وبعد أن تناولنا العشاء، ذهب كل واحد إلى غرفته لتجهيز نفسه للنقل لفندق الكرمل.

يتبع،،،

غزة: 25/9/2022

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

د. ادمون ملحم

أنطون سعادة والمشروع الحضاري

أنطون سعادة والمشروع الحضاري   كتب د ربيع  الدبس  عن «مؤسسة سعادة للثقافة» في بيروت، …