الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
ذكرى رحيل سماحة العلامة
السيد هاني فحص
(1946م – 2014م)
بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 19/9/2021م
السيد هاني فحص اللبناني المولد الفلسطيني الهوا، أحد رواد التنوير، وأحد ابرز الشخصيات الوطنية اللبنانية المساندة والمشاركة في النضال الوطني الفلسطيني، الكاتب والأديب، ورجل الدين، فقد كان قريباً من حركة فتح، بل كان في قلبها وكان صديقاً صدوقاً للقائد الشهيد الرمز / ياسر عرفات، ولعدد كبير من قيادات الثورة الفلسطينية وكوادرها.
لعب دوراً هاماً في محطات كثيرة أثناء تواجد الثورة الفلسطينية على الساحة اللبنانية في مرحلة من المراحل.
أنتسب الى حركة فتح في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، وكذلك عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
ولد السيد هاني فحص في بلدة جبشيت قضاء النبطية عام 1946م، وتلقى دراسته الأبتدائية في القرية، والمتوسطة في مدرسة النبطية، تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية (الموحدة السورية) كطالب حر، هاجر بعدها الى النجف الأشرف (العراق) عام 1963م ودرس في حوزتها الدينية ونال اجازة (بكالوريوس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقة بالنجف.
عاد من النجف عام 1972م ليستقر في بلدته جبشيت وكان قد تزوج وهو في سن التاسعة عشر من العمر من السيدة (نادية علو) وله خمسه اولادم وهم ( حسن ، مصطفى ، بادية ، زيد ، ريا ).
أشرف على مجلة النجف الاشرف لمدة عام ايام اقامته فيها.
بعد عودته من النجف الاشرف مارس عمله الديني كأمام لبلدة جبشيت من العام 1972م -1975م.
شارك في تأسيس وتفعيل منتدى ادباء جبل عامل مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبيين، كما شارك في قيادة أنتفاضة مزارعي التبغ المطلبية عام 1972م.
كان السيد هاني فحص يمتلك من ثقافة وصدق رجل الدين ويقوم بدور التواصل والأتصال ما بين القيادة الفلسطينية والثورة الايرانية عندما كان الأمام الخميني لأجئاً في باريس أيام شاة ايران، وقد عمل على انشاء التواصل بين السيد / ياسر عرفات و الأمام الخميني وقد زار الأمام الخميني في منفاه الباريسي.
رافق السيد هاني فحص السيد ياسر عرفات في زيارته الأولى لأيران بعد أنتصار الثورة الايرانية حيث كان على نفس الطائرة التي أقلت ياسر عرفات.
عام 1982م سافر الى ايران مع عائلته وأقام فيها حتى العام 1985م، عمل خلالها مستشاراً في مكتب اعلام الحوزة في (قم) ومشرفاً على مجلة (الفجر)، كما أقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ / منتظري وغيرهم.
أثناء وجودة في ايران سافر في بعثات خارجية مع الايرانين الى الغابون ومدغشقر وكينيا والكاميرون، في نشاطات تهدف لتسليط الضوء على القدس.
عاد من ايران الى لبنان عام 1985م، وقد تخلى بعد التجربة عن أفكاره القومية.
خاض عام 1992م الأنتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفة الحظ فيها.
بعد الأنتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي.
أسس مع سمير فرنجية (المؤتمر الدائم للحوار اللبناني).
كان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاعلى الشيعي في لبنان.
كان عضواً في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وأستقال منه بعد المؤتمر الاول، كما كان عضواً في اكاديمية أهل البيت في عمان بالأردن، كذلك في منتدى الوسطية في عمان، أيضاً عضواً في مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات.
كتب في العديد من الصحف والدوريات والمجلات اللبنانية والعربية.
له مؤلفات ما يقارب من الثلاثة عشر كتاباً مطبوعاً.
أنتقل السيد هاني فحص الى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 19/9/2014م في بلدته جبشيت الجنوبية وشيع في جنازة مهيبة في الجنوب المقاوم.
برحيله يفقد لبنان عموماً و الطائفة الشيعية خصوصاً شخصية فذه ورجل دين وحوار وعلم وفكر، أديب وكاتب وشاعر ومؤلف وناشط في المجتمع المدني وداعية حوار بين الأديان ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضع الحداثة المطروحة.
رحل رجل الانسانية، الرجل الذي تفوح من كلامه وافعاله رائحة أهل البيت الطيبين ومن اخلاقه تفوح رائحة زهر برتقال فلسطين ومن عطاءه يقطر زيت بيت المقدس، ومن جمال أقواله تفوح رائحة أزهار تفاح لبنان، رجل الحوار والأنفتاح ورجل المهمات الدقيقة والخطيرة التي كان يكلف بها من أخوانه في قيادة حركة فتح وكان ينجزها بكل جدارة ونجاح.
برحيله خسرت لبنان وفلسطين قامه دينية وسطية عندما كان يتصل مع أحد الاصدقاء والقادة في فتح كان يعرف عن نفسه (معك الشيخ الفتحاوي).
ايها الغائب الحاضر فينا لك من كل فلسطيني تحيه ولك من كل مناضل ومقاوم عربي شريف تحيه.
الرجل الذي بكاه كل مناضل فتحاوي وكل مناضل عربي وكل إنسان يعشق الحرية والعدالة، بكته القدس وأهلها لك الرحمة وستبقى أفكارك منارات هدى لكل مسلم عربي ولكل انسان يؤمن بالحب والعدالة والسلام.
رحم الله السيد هاني فحص واسكنه فسيح جناته
