الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : الربيع ال12 لمعرض الكتاب

عمر حلمي الغول يكتب : الربيع ال12 لمعرض الكتاب

عمر حلمي الغول

الربيع ال12 لمعرض الكتاب

عمر حلمي الغول

غدا الأربعاء الموافق الرابع عشر من أيلول / سبتمبر الحالي تضيء وزارة الثقافة والمنابر والمؤسسات الثقافية والمعرفية الفكرية ودور النشر الفلسطينية والعربية وبعض العالمية مع الشعب والقيادة الفلسطينية شمعة جديدة في مسيرة معارض الكتاب في فلسطين المحتلة على ارض المكتبة الوطنية/ قرية سردا – محافظة رام الله البيرة، والذي يستمر لعشرة أيام.

ومعارض كتاب فلسطين اسوة بمعارض الكتاب العربية والدولية، هي عرس ثقافي وفني، وعادة تكون بمثابة شعلة نور ثقافية، تتلازم مع عرض احدث واقدم نتاجات المعرفة بقطاعاتها وتخصصاتها المتنوعة والمختلفة بامسيات ثقافية وفنية وندوات فكرية وتاريخية وسياسية وفق برنامج اعده القائمون عليه، وخاصة إدارة المعارض في وزارة الثقافة وشركائها في اتحاد الادباء والكتاب، واتحاد الصحافيين وبيت الشعر وكليات الاداب وغيرها في الجامعات والمراكز الثقافية.

عرس الثقافة الوطنية سيكون هذا العام اكثر اشعاعا مع الاحتفاء بالشقيقة تونس وكتابها ومثقفيها، وبافتتاحه من قبل الرئيس محمود عباس والمهتمين من القيادات الفلسطينية. رغم ان المعرض يأت في لحظة حادة ومعقدة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتشهد استنزافا واستباحةً لدماء الشهداء من قبل سلطات الاستعمار الاسرائيل، وقطعان المستوطنين، واعتقال المئات من ابناء الشعب، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، والنفخ في البوق في رحابه المقدسة، وأداء الصلوات التلمودية الاستفزازية لابناء الشعب من اتباع الديانة الإسلامية. لا سيما وان المسجد واحد من اكثر الأماكن قداسة للمسلمين بعد الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، وشحن حالة التوتر والتصعيد مع كل الوطنيين والقوميين وانصار السلام. وفي ظل مواصلة الإعدام البطيء لاسرى الحرية وخاصة للاسير ناصر أبو حميد واقرانه من ابطال الأمعاء الخاوية والمرضى.

وكأن دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية تعمل بشكل حثيث على تفجير الأوضاع، بهدف اجتياح الأراضي الفلسطينية اسوة بجريمة شارون في العام 2002، وكل جرائمها السابقة بهدف تدمير وتصفية أي بقعة ضوء لها علاقة بالسلام. ومع ذلك، فإن افتتاح معرض الكتاب الثاني عشر غدا، ورفع الستار عن ابوابه، وقص الشريط لفعالياته يعتبر شكلا من اشكال التحدي، وعنوانا من عناوين الدفاع عن الهوية والشخصية الوطنية، وصقلا لروح المعرفة الوطنية والقومية والديمقراطية الملتزمة، ونفخا في بوق العطاء والوفاء لارواح اعلام الفكر والثقافة والمعرفة بتلاوينها ومدارسها المختلفة، لارواح محمود درويش وغسان كنفاني وسميح القاسم وايميل توما وتوفيق زياد واحسان عباس وأبو سلمى وعبد الرحيم محمود وخليل السكاكيني وفدوى وإبراهيم طوقان ومعين بسيسو وإسماعيل شموط وأبو سردانة وأبو الصادق وغريب عسقلاني وحنا أبو حنا وادوارد سعيد وحنا مقبل وناجي علوش وخالد أبو خالد وفواز عيد ومحمد لافي ويوسف الخطيب ويوسف وانيس ويزيد ومي صايغ ونزار قباني واحمد شوقي واحمد فؤاد نجم والشيخ امام ويوسف ادريس وجابر عصفور وعبد الرحمن منيف وسعدالله ونوس وممدوح عدوان ويمنى العيد ومهدي عامل وحسين مروة ومحمد شمس الدين وجمال الغيطاني ونصر حامد أبو زيد وسعدي يوسف والجواهري وعبد الوهاب البياتي وعبد الكريم الخطابي والطاهر وطار وأبو القاسم الشابي وإبراهيم الاسطى ومحمد الفيتوري واحمد ولد عبد القادر .. والقائمة الفلسطينية والعربية تطول.

معرض الكتاب عنوانا من عناوين المقاومة الثقافية والسياسية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، ولعلها فرصة للنخب المنتجة للمعرفة بفرقها المختلفة لتطلق باكورة ثورة ثقافية للنهوض بواقع المعرفة، وتفعيل الحياة الفكرية لمواجهة كل المدارس الهدامة والأفكار السوداء والصفراء اتباع الظلامية، واحياء حركة التنوير والنهضة الوطنية والقومية في الوطن العربي، واحداث صحوة قومية ديمقراطية جديدة تستجيب لمصالح الجماهير الشعبية العربية، ودعوة قوى التغيير للنهوض من سباتها، وتحمل مسؤولياتها في وقف حالة التدهور التي تعم الساحات العربية المختلفة من أقصاها لاقصاها

معرض الكتاب في ربيعه الثاني عشر بالضرورة سيكون رافعة من روافع المعرفة والثقافة والتنوير، واضافة جديدة في مسيرة استنهاض الوعي الوطني والقومي، وشعلة من مشاعل الحرية السياسية والثقافية، وكل التحية للقائمين عليه وخاصة الاخوين وزير الثقافة ومدير عام معارض الكتاب في الوزارة ولكل من ساهم واسهم في نجاح المعرض، والشكر بالضرورة موصول لكل الناشرين الفلسطينيين والعرب من الأردن ومصر وتونس ولاولئك الناشرين الذين لم يتمكنوا من المشاركة المباشرة لاسباب تتعلق بمواقفهم من دولة العدو الصهيونية. وكل عام والثقافة الوطنية والقومية بخير.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …