الرئيسية / الآراء والمقالات / موسي الصفدي يكتب : تتمة .

موسي الصفدي يكتب : تتمة .

موسى الصفدي

تتمة ….

هناك من لايزال يعتقد أن جيل الشيوخ و الكهول في الساحة الفلسطينية قد ساهموا في تشكيل الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني و الذي بدوره قاد إلى الثورة ، هذا صحيح و أنا لا أنكره و لكنني لا زلت على إصراري أن ذلك كله لا يعطي أي كان مهما كان دوره مصادرة حق الشباب الفلسطيني للقيام بدوره في قيادة ثورته و شعبه ، هذا الجيل الذي استطاع أن يجعل من الواقع الافتراضي على الانترنت و صفحات الفيسبوك إلى واقع ثوري و حقيقي بالملايين الذين هبوا في مصر و تونس و غيروا واقعهم ، بالوقت الذي لا يزال فيه أبناء جيلي ينظرون إلى هذا الجيل على أنه جيل يكتب على الحيطان دون أن يعلم الكثير من جيل الكهول و شيوخنا أن هذه الحيطان موجودة بالفعل و هي التي يتم من خلالها التواصل بين الشباب و من خلالها يعبرون عن أرائهم و مواقفهم و همومهم ، أبناء جيلي و الشيوخ معهم لا يريدون التسليم بالمتغيرات التي فرضتها تكنولوجيا الاتصالات وهم متمسكين بالوسائل التقليدية للتواصل مع واقعهم التنظيمي و السياسي و الذي على ما يبدوا أنه أصبح افتراضي ! إذ كيف لنا أن نفهم هذا الإصرار الدائم من قبل مجموع الفصائل الفلسطينية باستنساخ قادتها منذ انطلاقتها حتى الآن و بالطريقة ذاتها مع بقاء زعماء هذه الفصائل في أماكنهم دون أن يتغيروا أو أن يمس بهم ؟ و كيف نفهم أننا قد قمنا بدورنا في هذه الثورة دون أن نرى هذه الحقيقة المؤلمة و نحن من يفترض بهم أن يكونوا حماةً لثورة شعبهم دون أن نتدخل لتغييرها و نحن نرى أننا تسببنا في ما آلت إليه الأمور .

إن استمرارنا بعدم التسليم بما يدور حولنا و ضرورة النهوض بواقع الثورة الفلسطينية كما يجب أن يكون هو من يدفع بإدارة بايدن الحمقاء لاستخدام كل قوتها و علاقاتها في المجتمع الدولي للحيلولة دون اتخاذ قرار ضد يدين الممارسات الا حتلالية و الاستيطان و هو المسؤول الأول عن الطريقة المذلة التي يتم التعاطي فيها مع القضية الفلسطينية من قبل النظام العربي الذي بات يقبع في احضان إسرائيل.

حتى لا يستمر هذا الوضع لا بد من تحقيق شرط التجدد و التجديد لبعث روح الشباب في كافة المؤسسات الفلسطينية التي شاخت بشيوخها و انتشرت فيها روح اليأس و الخراب .

ليس من باب جلد الذات و لكنني أدعوا أبناء جيلي لمراجعة صادقة و حقيقية لكل المراحل السابقة على أرضية تصحيح ما يمكن تصحيحه قبل أن يفوت الأوان و قبل أن يغلق الباب من أمامنا و يصبح التغير غير مفيد أو مجدي .

أيضاً على أبناء جيلي أن يدعموا وصول الشباب في مجتمعنا الفلسطيني إلى المواقع المتقدمة حتى نضمن استمرارية ثورتنا و شبابها لتحقيق حلم شعبنا العظيم لنيل حريته و استقلاله و بناء دولته الفلسطينية المستقلة و عاصمتها الأبدية القدس .

موسى الصفدي أبو إياد

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …