الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : الشهيد صلاح خلف ٠٠٠ أبواياد حكاية مكان

سليم النجار يكتب : الشهيد صلاح خلف ٠٠٠ أبواياد حكاية مكان

سليم النجار

الشهيد صلاح خلف ٠٠٠ أبواياد

حكاية مكان

سليم النجار
زعيقاً أمسى الصوت أو ربما طنينا، صريراً، نهيقاً، نعيقاً، نذيراً ونفيراً، لا لرَدّ العْزّاة وتحرير الأوطان، وإنما لمزيد من النَهْب والسَبْي والتجويع، لإذلال البشر لمَنْ دون البشر.
 
بهذه الوعي الفتحاوي كان الشهيد صلاح خلف أبو إياد، يُعري المشهد العربي الرسمي، وينعى العالم بالكلمات التي جاءت من رحم الشتات الفلسطيني، لم يكن متشائماً ولامُفرطاً في التفاؤل، وبكلا الإحساسَيْن، وفي كلتا الحالتَيْن، نطق بالكلمات التي تؤدّي إلى معنى وحيد للغة، فلسطين وطننا، بعيداً عن خزانات الكذب، وأحبار الأقلام التي جعلت من قضية فلسطين حفلة زَار.
 
صلاح خلف أبو إياد كان لوعيه وقدرته على فضح من أغتصب أرضه- أرضنا، وأعدم كلمات الهزيمة في السطور فوق الورق، وهجر من أرض لأرض، وما بينهما عجين خبرة البَصر وحدس البصيرة، فكانت فتح التي أخرجها من وجع المنسيين، وكانت الصحو، من المنغلق إلى المنفتح، علًّمنا هذا في محاضرته وخطبه، ولقاءاته في قواعد الفدائيين وأزقة المخيمات، وبطريقة سحَريّة كان يردد كلماته التي تهز الأرض، وتخجل السماء من طهارتها، إنكَ وحدكَ بين القوم الجلوس والواقفين أكثر، عيونهم مغروسة في الخوف، اقلّهم في جسد إمرأة مزدهرة بعطرها، وغنج كلماتها.
كان في بدايات حياته يتابع الحشود المتظاهرة المحتجّة في شوراع العواصم العربية، أبدي استغراباً كبيراً، بل استهجاناً لما رأى وسمع، يهتفون بأعلى أصواتهم احتجاجاً على كل شيء، وفلسطين غائبة عن حناجرهم، وإذا ما خرج صوت نشاز وتفوه بكلمة فلسطين كان العسس في إنتظاره، والمتظاهرون بقدرة قادر يتحولون من أشخاص أشاوس إلى حملان ونعاج، أدرك منذ ذلك الحين، أن لا مكان للفلسطيني بين هؤلاء، فكانت فتح الهوية الوطنية العربية العالمية، التي رفضت وترفض لغة النعاج، وسَخرتْ من عسس الشهوات ورّواد الهزيمة، فكانت العاصفة أول الكلام كانت المبتدأ في جملة النصر.
 
أيو إياد الشهيد، المثقف المحاور، كلماته بناء لوطن فلسطيني تنويري ديمقراطي، واحة لكل أحرار العرب.
 
لا معنى لتاريخ شهادته أو ذكرى استشهاده، فهي من فراغات الحياة، فهو الحاضر في كل خلية من خلايا فتح، وأجنحتها وشعبها، ومناطقها وأقاليمها، المنتشرة في أصقاع الدنيا، تُبدع اساليب وتبتكر طُرقاً للنضال، لتحرير وطن انتزع منّا بمباركة تاريخ الدجل والتزوير، وبعون الذين تموهموا أننا سقط متاع، وإذ أبطال الفتح تفاجئ العالم، إننا هنا نبدأ بالقتال، ولن نقف حتى ترفرف راياتها فوق القدس، على كنائسها ومساجدها، إنها عاصمتنا الأبدية.
 
أعذرني، أيّها القائد الشهيد الفلسطيني الكنعاني لا قبل لي بمجاراتكَ إلى ما لا نهاية، فأنت من أسقط أيديولوجيا الخراب، ومن رصاصات الغدر التي استقرت في جسدك الطاهر، إلا كلمة كلمة السّر لإكمال المسيرة، حتى النصر ، حتى النصر، حتى النصر.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …