الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : مَنْ يَرِثُ الرئيس

عائد زقوت يكتب : مَنْ يَرِثُ الرئيس

عائد زقوت
مَنْ يَرِثُ الرئيس
 
بقلم: عائد زقوت
 
تساؤل أجابت عليه مؤسسة الرسالة الخضراء على طريقتها، فصورت الإجابة كالنار اللّظى تخيّم على المكان مشتعلة لا تُبقي ولا تَذر، سبعٌ وعشرون دقيقة هي زمن الوريث التحقيق التسجيلي لمؤسسة الرّسالة، كانت كفيلة ببثّ رسالة سوْداوية لتاريخ النّضال الفلسطيني، حيث رَهن التحقيق مستقبل الشعب بما أسمتْه الصراع على خلافة رئيس السّلطة، مصورًا حالة الاحتقان الفتحاوي الداخلي وكأنّها انفجارًا كونيًا سَيُعيد ملامح تشكيل الكون من جديد، حيث جنّد التحقيق كافة المعطيات التي تشكّل ألوان طيف الصورة وأبعادها التي يرنو إليها، مسترشدًا بالرؤية والخطة الصهيونية المُسماة صراع العروش المُعَدّة من الاحتلال لمواجهة الانفلات حال شُغور منصب الرئيس، وكأنّ الشعب الفلسطيني صفرًا سياسيًا في تأثيره على المشهد السياسي، كذلك أصرّ الفيلم الوثائقي على تجاهل أنّ مثل هذه التباينات والخلافات مهما بلغت حدّتها، صفة تاريخية لازمت حركة الأحزاب والفصائل والحركات الفلسطينية وتطورها مذ نشأتها وليومنا هذا صعودًا وهبوطًا، لقد حاول التحقيق التجني على الشعب الفلسطيني، فقوض حقه وإرادته في اختيار مُمثّليه، وسلبهُ حقه الأصيل كونه صاحب السلطة الحقيقية يمنحها لمن يشاء ويسلبها عمّن يشاء.
 
المشهد الدرامي في نهاية التحقيق الذي صوّر كتلة هائلة من النيران تلتهم شخوصًا مؤيدين ويحلّ محلّهم آخر معارض، يأتي في إطار إذكاء نار الانشقاق، واللعب على أوتار الطموحات لذى البعض في الوصول إلى منصب الرئيس سواءً كان هذا البعض مؤيدًا أو معارضًا ، وهذه الرغبة لا تعيب أحدًا، فالترشح لمنصب الرئيس من حقّ كل إنسان وفق النظام والقانون .
 
التحقيق بما حمله من رغبة في التخلص من الآخر بأيّ وسيلة كانت حتى لو استدعى الأمر الحرق بالنيران، والتنظير لعبادة الأقوى نفوذًا ولو كان لصًا معدوم الضمير، هذه الرغبة جسّدت حالة الاغتراب السياسي التي باتت ملمحًا رئيسيًا في المشهد الفلسطيني العام، فأضحى الإنتماء استثناءً، وسادت أخلاق الخطف، كأنّه لم يَعُد بالإمكان أحسن ممّا كان، هذه الصورة السوداوية التي رسمها التسجيل الوثائقي تُمهّد الطريق لإقامة الإمارات الفلسطينية المتحدة في ظل ورعاية الاحتلال .
 
قضية : لماذا تُصوّر فصائلنا موتانا أطهارًا أفذاذًا؟، وتصور أحياؤنا جواسيس مناحيس، لمصلحة من هدم القدوات؟، وإلى أين سيصل بنا هؤلاء؟ .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …