الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
صدفة تشرح واقعنا المرير
بقلم يسري النباهين
انا في طريقي اليوم للعودة الي بيتي بعد ماكنت ضيفا في ندوه في احد جامعات غزة وكان الجو حارا استوقفت سيارة وكنت اخر راكب ليكتمل العدد وسار السائق بنا ونحن في الطريق دار حديث بين كل من السائق واثنين من الركاب احدهم يوجد له طريقان توصله للبيت واحد مزدحم واخر غير مزدحم في كل الحالتين تصل الى نقطة واحدة الفترة الزمنية مختلفة والجهد متباين الرجل الاخر الذي كان يجلس بقرب السائق اصر رغم وجود زحام ان يسير السائق في الطريق المزدحم رغم ان الطريق الاخر يوصله الى نفس النقطة التي يريدها الرجل الاول ،فلم يعترض احد عليه من الركاب سوى شخص واحد ولكن بنبرة منخفضة لم يجد له من يناصره من الراكبين فما كان من السائق الا ان يمتثل الى الصوت المرتفع لا صوت العقل صوت المصلحة الشخصية لا المصلحة العامة بسبب الموقف الهزيل للراي العام المعترض داخل السيارة سار في الازدحام مرغما فاخذ من الوقت والجهد ما اخذ في المحصلة وصل الرجل الاول الى مقصده وهي نفس النقطة التي لو تكلم الاخرين لما سلكوا الطريق الاخر وقلل من الوقت والجهد لكن بضعة امتار جعلت تأخير في كل شيء . هذا الموقف نظرت اليه وانا ملتزم الصمت اراقب وقلت ان ما يجرى في بلادي طبق اصل لما حدث في السيارة مثال لصوت مرتف للباطل الذي يقدم مصلحته على المصلحة العامة جعلت من حال البلد يمر بطريق خطير ومزعج اضاع فيه الشعب الكثير لصمته عن هؤلاء جعلت منه متأخر في كل شيء واعطى الجهد والوقت فلم يجني سوى المشقة . اليوم من اجل مصالح شخصية يعطل مسير دولة بمؤسساتها بدل ان يكون هناك إصلاح وتجفيف منابع الفساد وترشيد المال العام وضبطه بدلا من تعقيد الامور واخذنا الى طريق صعب وخطر. ان المستفيد الاول والاخير هم اصحاب المصالح الشخصية الذين تسببت في تدمير البلد ونشر الفساد والكذب والتضليل مع علم الكثير ان هؤلاء ليسوا اهل لقيادتنا لكن السكوت جعل منهم اقوى صوتا واشد بطشا الى درجة كل من يعترض سيقمع صوته واليوم نرى كل شيء معطل لا حوار في الافق بلد في موقف حرج والشعب ينتظر الى اين والى متى سنبقى في هذا الموقف الخطير ، والصعب اجتيازه مهما كلف الامر لن يخرج منه الا بخسائر ربما كارثية لكن ننتظر ممن يدير الدفة ان يفهم بان رغم سكوت جزء كبير من الشعب هذا لا يعني انهم راضون على هذه الحال فلتنصتوا الينا جيدا قبل فوات الأوان….
