الرئيسية / لواء ركن عرابي كلوب / رحيل القائد الوطني زكريا إبراهيم عبدالرحيم (مجدي أبو يحيى)

رحيل القائد الوطني زكريا إبراهيم عبدالرحيم (مجدي أبو يحيى)

FB_IMG_1659517787896

رحيل القائد الوطني

زكريا إبراهيم عبدالرحيم (مجدي أبو يحيى)

(1939م – 2022م)

بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 3/8/2022م

ترجل فارس من فرسان حركة فتح من الزمن الجميل، صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/8/2022م في العاصمة اللبنانية بيروت حيث فقدت فلسطين وحركة فتح قائداً وطنياً كبيراً ومن الرعيل الأول لحركة فتح في ستينيات القرن الماضي ومن القيادات التي نقشت اسمها على صخور فلسطين، المناضل الوطني الكبير / زكريا إبراهيم عبدالرحيم (أبو يحيى).

ولد المناضل / زكريا إبراهيم عبدالرحيم في مدينة يافا عروس البحر الأبيض المتوسط بتاريخ 25/12/1939م هاجر مع عائلته وهو طفل صغير الى لبنان أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، شاهد بأم عينيه فاجعة النكبة وبقيت ذاكرته للوطن راسخة.

أنهى دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية في مدارس بيروت والتحق بالجامعة الأمريكية ببيروت والتي حصل منها على الشهادة الجامعية.

كان المناضل الكبير ومن مؤسسي حركة فتح المهندس الدكتور/ زهير العلمي مدرساً بالجامعة الأمريكية بلبنان وقد أستطاع بمنتصف عام 1963م من تنظيم كلاً من الأخوة/ زكريا عبدالرحيم، أحمد الأطرش، جلال كعوش، ومن ثم التحق بهم الأخ/ حمزة عواد وآخرين، حيث كانت هذه المجموعة بمثابة اللبنة الأولى لحركة فتح في لبنان حيث كان الظرف في لبنان من أصعب وأخطر الظروف الحياتية والأمنية للشعب الفلسطيني.

تركز نشاط الأخ / زكريا عبدالرحيم السياسي والتنظيمي في بيروت ومخيماتها وفيما بعد أمتد لجميع نواحي لبنان، وأستطاع بفترة وجيزة أن يقوم بتنظيم عدد كبير من الشباب الفلسطيني وكذلك قام بتشكيل فرق لشراء الأسلحة والمتفجرات وكان قسم منهم يسلم للأخ / أحمد الأطرش وقسم يسلم للأخ / أبو عمار حيث كان ينقل الجزء الأكبر من هذه الأسلحة والمتفجرات الى دمشق وكان الأخ / أبو عمار يقوم بنقلها في سيارته الفولكس فاجن (لونها أسود تحمل الرقم 9625) وينطلق بها الى دمشق رغم كثافة الحواجز والدوريات اللبنانية.

المناضل / زكريا عبدالرحيم (أبو يحيى) رجل البدايات الصعبة وأحد قادتها الأبطال، حمل المهمة الثورية على عاتقة وبكل إخلاص وتفان كان مطارداً من قبل أجهزة المخابرات اللبنانية ويتنقل بسهولة تامة وهدوء بين بيروت ودمشق.

أعتقل الأخ / زكريا عبدالرحيم من قبل المخابرات السورية عام 1966م على أثر مقتل النقيب البعثي / يوسف عرابي وأستشه/اد الأخ / محمد حشمه مع قيادات حركة فتح وأمضى عدة أشهر ومن ثم أفرج عنه.

شكل عام 1966م أول جهاز أمني شاركه المختار بعباع برعاية الأخ القائد / أبو علي إياد.

كان الأخ / زكريا عبدالرحيم أحد أعضاء المؤتمر الأول لحركة فتح والذي عقد في منزل الأخ / أبو جهاد بدمشق وكان أعضاء المؤتمر ثلاثة وثلاثون عضواً فقط.

من عام 1966 – 1967م كلف الأخ / زكريا عبدالرحيم بمسؤولية الساحتين العراقية والتركية مع الأخوين / أبو العبد العكلوك وسعيد المزين.

أنتقل الأخ / زكريا عبدالرحيم الى الساحة الأردنية بعد حرب حزيران عام 1967م وكان مسؤولاً عن قيادة المرصد العسكري عام 1968 – 1969م في منطقة الأغوار بالأردن، حيث كان يوجد العديد من القواعد له، وكانت تلك القواعد تحت أمره المناضل / زكريا عبدالرحيم بمتابعة مباشرة من القادة الأخوين / أبو عمار وأبو صبري، وكان يتمتع بحس أمني مميز ومعطاء.

شارك في معركة الكرامة الخالدة عام 1968م.

بعد أحداث أيلول الأسود المؤسفة عام 1970م بالأردن أنتقل الأخ / زكريا عبدالرحيم الى لبنان حيث عين من عام 73 – 1974م سفيراً لفلسطين في يوغسلافيا.

عام 1975م أنتقل وعين مدير مكتب (م.ت.ف) في قبرص حيث قدم أوراق اعتماده للمطران مكاريوس رئيس جمهورية قبرص.

أنتقل الى تونس بعد نقل قيادة المنظمة والدائرة السياسية اليها وعين مدير عام الدائرة السياسية ورئيس بالإنابة لدائرة اللاجئين وبقى في تونس حتى عام 1995م.

بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية حضر الى أرض الوطن وعين وكيل مساعد في وزارة الداخلية الفلسطينية من عام 1997م – 2002م.

عام 2002م عين سفيراً لدولة فلسطين في جمهورية الصين الشعبية وحتى تقاعده عام 2005م أنتقل بعدها للإقامة في بيروت.

كان عضواً سابقاً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في جميع مؤتمرات حركة فتح.

المناضل الكبير / زكريا عبدالرحيم فلسطيني حتى النخاع وعلم من أعلام حركة فتح، أختار طريق العمل الوطني والكفاح المسلح وهو في مقتبل العمر كان مندفعاً بوطنيته الجامحه صاحب المسيرة الحافلة بالعطاء والتضحية والنضال، اعطى جل حياته لفلسطين وحركته الرائدة (فتح) وعنوان الكرامة والشهامة والنخوة والرجولة والصدق، تشعر بدفء حديثه وحنانه ومحبته وصدق مشاعره وانتماءه الأصيل.

رجل أمني وسياسي ودبلوماسي مناضل ملتزم دوماً أحب فلسطين وعشقها فأحبه الجميع، علم الأجيال جيلاً بعد جيل حب الوطن وتفاصيلها، نظيفاً عفيفاً عزيز النفس مرتفعاً عن الصغائر، ضحى وقدم في كل المواقع التي شغلها طيلة مسيرته النضالية وتاريخه يشهد له وكل من عرفه بذلك.

قائد يؤثر الصمت على الكلام هادئ في داخله ثورة وبركان، وقلب محب بلا حدود، علمنا وتعلمنا منه الكثير، تعلو محياه الابتسامة المعبرة عن الثبات والقوة والاستمرار والباعثة على الأمل في النفوس، فهو المناضل الصلب والرجل الأمني والسياسي المحنك والدبلوماسي المتميز، هو رفيق القادة التاريخيين لحركة فتح.

رجل من رجال الزمن الجميل، زمن البدايات الجميلة من الذين ساهموا بقوة وشجاعة في مسيرة حركة فتح.

كان مناضلاً طليعياً تحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي أهلته ليكون قائداً مستقبلياً، فهو واحداً من خيرة أبناء الحركة وأبرز مناضليها ومن الرعيل الأول في الحركة، كان نموذجاً للمناضل الفتحاوي الذي ينكر ذاته ويغلب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية الخاصة.

كان انتماءه لفلسطين لم يزاحم أحد على المواقع او المناصب، كان دمثاً متواضعاً خلوقاً متفانياً في عمله قام بتنظيم المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني للالتحاق بحركة فتح.

المناضل الكبير / زكريا عبدالرحيم متزوج وله من الأبناء أربعة وهم :-

1- المهندس / يحيى

2- المهندس / كامل

3- المحامية / فائزة

4- الأخت / هدى

منذ فترة وهو يعاني المرض في بيته ببيروت حيث فاضت روحه الى بارئها فجر اليوم الثلاثاء الموافق 2/8/2022م وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر ظهراً في جامع البساتنة ومن ثم ووري الثرى في مقبرة الحرج الجديدة ببيروت.

نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم على فراقه، رحل عن دنيانا بصمت الخاشعين، تاركاً لنا مسيرته العطرة، رحل بهدوء ولم يؤذي أحد رحل والجميع يحبه ويدعون له.

رحل بجسده الطاهر وبقيت سيرته الطيبة شاهداً.

رحل بجسده لكن ابتسامته لا تزال بيننا ولم تفارقنا.

أخي / أبا يحيى لك منا العهد والوعد أن نكون كما تحب، وأملنا القادم بغد يحمل في صباحه الأمن والأمان لشعب أنهكته ظروف القهر والحرمان والظلام والاحتلال والانقسام.

للأسف ونقولها بمرارة أمثال المناضل الكبير / زكريا عبدالرحيم لم يكرم من قبل قيادته وهو من الرعيل الأول لكن تكريمه سيكون عند مليك مقتدر بإذن الله.

رحم الله القائد الوطني الكبير / زكريا إبراهيم عبدالرحيم (مجدي أبو يحيى) وأسكنه فسيح جناته.

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

صدق الله العظيم

منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في لبنان تنعيان إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية القائد الوطني الفلسطيني المناضل الكبير زكريا عبد الرحيم/أبو يحيى الذي توفاه الله في بيروت اليوم بعد مسيرة طويلة وحافلة بالمقاومة والنضال والعطاء.  

وبرحيله خسرت فلسطين مناضلا وطنيا كبيرا وأحد مؤسسي حركة “فتح” التي انخرط في صفوفها منذ عام 1963 وأصبح عضوا في المجلس الثوري للحركة والمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية. 

تبوأ عدة مناصب عسكرية وتنظيمية ودبلوماسية في صفوف الحركة وكان آمرًا في جهاز الرصد العسكري بحركة “فتح” ومكلفًا بمهام حماية الحركة من الاختراقات. 

شارك في معركة الكرامة عام ١٩٦٨، وانتقل مع قوات الثورة الفلسطينية الى لبنان وشارك في العديد من المعارك ضد العدو الصهيوني ودفاعا عن الوجود الفلسطيني في لبنان. 

 وشارك عام 1975 في تأسيس مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص وشغل منصب سفير دولة فلسطين لدى الصين بين عامي 2002 و2005.

كان القائد الراحل قائدا ومناضلا باسلا وشجاعا ومدافعا صلبا عن شعبنا الفلسطيني وقضيتنا العادلة ومخلصا ووفيا لمبادئ الحركة والثورة الفلسطينية وثوابت شعبنا الوطنية التي آمن بها من أجل تحرير فلسطين حتى الرمق الأخير. 

وبهذا المصاب الجلل تتقدم قيادة حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بأحر التعازي وخالص المواساة إلى اسرة وعائلة الراحل وجميع رفاقه ومحبيه، سائلين الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء. 

نعاهد الراحل الكبير ان نبقى اوفياء لعهد الشهداء وأن نكمل مسيرتهم حتى النصر ودحر الاحتلال وعودة اللاجئين واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

المجد والخلود لش/هد/ائ/نا الابرار 

وإنها لثورة حتى النصر 

منظمة التحرير الفلسطينية

حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”

في لبنان ٢ آب ٢٠٢٢

السفير دبور ينعى المناضل الوطني الكبير زكريا عبد الرحيم (ابو يحيى) ويشارك في مراسم تشييعه

بيروت 2-8-2022

نعى سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور اليوم الثلاثاء، المناضل الوطني الكبير زكريا عبد الرحيم (ابو يحيى).

وشارك السفير دبور في مراسم تشييع الراحل من جامع البساتنة حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الحرج الجديدة في بيروت.

 ووضع دبور باسم السيد الرئيس محمود عباس اكليلاً من الزهور على الضريح.

وتقبل مع عائلته التعازي من المشاركين في التشييع.

نعت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين فقيدهم وفقيد الوطن المرحوم المناضل الكبير زكريا عبدالرحيم الذي عمل مساعد وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية وسفير دولة فلسطين في الصين الشعبية وعمل مديراً عاماً للدائرة السياسية ل (م.ت.ف) في تونس وأحد قيادات العمل الأمني والمرصد الثوري لحركة فتح بما كان يتمتع به من حس أمني عال.

له تاريخ حافل بالمشاركة في الدفاع عن القضية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل خلال مسيرته النضالية الوطنية المشرفة.

وتقدمت الهيئة الوطنية بخالص العزاء والمواساة من عائلة عبدالرحيم في الوطن والشتات سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

FB_IMG_1712571671683

ذكرى رحيل الرائد المتقاعد توفيق محمود أبو لبده

ذكرى رحيل الرائد المتقاعد توفيق محمود أبو لبده (1934م – 2013م) بقلم لواء ركن / …