الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : العامل الديني في نصرة المسجد الأقصى

محمد جبر الريفي يكتب : العامل الديني في نصرة المسجد الأقصى

محمد جبر الريفي

 
العامل الديني في نصرة المسجد الأقصى
محمد جبر الريفي
 
يلعب العامل الديني دورا كبيرا في توحيد مشاعر الأمة العربية والإسلامية والقفز على الخلافات السياسية بين الدول وعلى مر تاريخ المنطقة العربية كان للعامل الديني دوره الكبير في الكفاح والجهاد ضد أعداء الأمة كان ذلك في القديم في مواجهة الحملات الصليبية على الديار العربية في المشرق التي وجهتها الدول الأوروبية وبحماس كبير من ملوكها وامرائها ومرجعياتها الكنسية وكذلك ايضا هجمة جيوش المغول والتتار المشبعة بروح البطش والدمار لإنجازات الحضارة الإسلامية في بغداد عاصمة الخلافة العباسية.
 
واليوم يجدد العامل الديني دوره الهام في نصرة الأقصى حيث يلعب هذا المسجد المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الدور الكبير في توحيد مشاعر الأمة و إيقاظ الوعي القومي العربي والإسلامي بمخاطر المشروع الصهيوني العنصري الذي يتجاوز أهدافه فلسطين المحتلة إلى باقي أجزاء الأرض العربية.
 
ويسود الغضب الديني كل المدن العربية والإسلامية من مدينة طنجة المغربية إلى جاكرتا العاصمة الإندونيسية وذلك بصرف النظر عن مواقف الأنظمة السياسية العربية والإسلامية التي لم ترتفع إلى مستوى التحدي التاريخي لأنها في الحقيقة مجرد أنظمة وكلاء للدول الغربية الرأسمالية وظيفتها التي تقوم بها ليس الوقوف ضد الخطر الخارجي أو تحقيق تنمية اقتصادية وطنية تخرج البلاد من علاقات التبعية بكل أشكالها ، بل إن وظيفتها الحقيقية التي اعتادت أن تمارسها منذ حصول بلدانها على الاستقلال الوطني عن المستعمر الأوروبي هو العمل على تعميق واقع التجزئة السياسية الممنهجة .
 
وهكذا يفرز المسجد الأقصى في ازمته الحالية التي سببها الاحتلال من خلال السماح لاقتحامات متتابعة لباحاته الطاهرة من قبل المستوطنين الصهاينة العنصريين كخطوة على طريق تقسيمه وتهويده.
 
يفرز المسجد الأقصى في محنته هذه لارتباطه الوثيق كما جاء في حادثة الإسراء والمعراج بالعقيدة الإسلامية حقيقة وجود معسكرين متعارضين في الواقع العربي والإسلامي.
 
معسكر الشعوب التي يجتاحها الغضب الديني وتوحدها المشاعر ويحركها الهدف في تحقيق الكرامة الوطنية والاسلامية وفي مقدمة هذه الشعوب شعبنا العربي الفلسطيني حيث تلتف الآن كل تجمعاته في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني في أرض 48 وفي مخيمات الشتات حول المسجد الأقصى في صورة تحدي كبير للمخططات الصهيونية التهويدية والمعسكر الثاني هو معسكر الانظمة السياسية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها في الاستمرار في البقاء في السلطة السياسية وممارسة الاستبداد السياسي بكل اشكاله وهذا الموقف السياسي المتخاذل الذي تتصف به الأنظمة العربية والإسلامية وهو موقف الصمت المطبق وعدم استخدام وسائل الضغط المؤثرة وهي كثيرة.
 
هذا الموقف السياسي الرسمي للأنظمة السياسية ليس جديدا في مسألة المواقف من قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل مارسته قبل ذلك في وقائع كثيرة تتعلق بالمقدسات وقد تم تسجيل مثل هذا الموقف المتخاذل في حادثة حرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى عام 69 وحينها وصفت جولدا مائير الأمة الإسلامية بأنها أمة نائمة وتكرر هذا التخاذل عندما أقدم أحد المستوطنين اليهود المشبع بروح العداء والانتقام على قتل المصليين في الحرم الإبراهيمي في الخليل وقد شجع ذلك الموقف المخزي للأنظمة العربية والإسلامية التي تكتفي دائما كعادتها في إصدار بيانات شجب واستنكار.
 
شجع الكيان الصهيوني في الأقدام على تقسيمه بعد هذه الحادثة الأليمة زمنيا ومكانيا وهو يحاول أن يفعل ذلك الان في المسجد الأقصى مستثمرا حالة التخاذل والصمت التي يتصف به معسكر الأنظمة السياسية .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …