الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : المبادرة العربية للسلام هل تم وأدها

علي ابوحبله يكتب : المبادرة العربية للسلام هل تم وأدها

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

المبادرة العربية للسلام هل تم وأدها 

المحامي علي ابوحبله 

في ظل الحالة التي عليها النظام العربي من التفكك والضعف لم يعد للمبادرة العربية وجود وكما يبدوا تم وأدها ولم يعد لها ذكر في مؤتمر جده الذي يجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والاردن والعراق ، وكان من المفروض أن تتصدر المبادره العربيه جدول أعمال القمه فيما يخص القضيه الفلسطينيه خاصة وأن المبادرة العربيه سعودية الالهام والمصدر وتم تعريفها انذاك بمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز 

إعلان الإمارات تطبيع علاقتها مع إسرائيل بشكلٍ علني، كان بمثابة قتل لمبادرة السلام العربية، وتجاوز لكلّ الخطوط الحمراء الرسمية المُتفق عليها منذ سنوات طويلة. وما تلاها من عمليات للتطبيع بين البحرين والسودان والمغرب هو هو ضربةٌ في خاصرة الأمة العربية، ومحاولة فرض للهيمنة على الشعوب، التي ترفض غالبيتها وجود إسرائيل في المنطقة، وتدعم تطلعات الشعب الفلسطيني.

وتضم مبادرة السلام العربية، التي وقعت عليها جميع الدول العربية، وتمّ إعلانها بحضور الزعماء العرب، في العاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ 28 مارس/آذار 2002، بنودا تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طالما لم تلتزم الأخيرة بإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس القرارات الدولية.

وأكّدت المبادرة، على أنّ الدول العربية لن تذهب لإقامة علاقات مع إسرائيل، إلّا في حال قامت الأخيرة بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ومكنت الفلسطينيون من إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وحلت مشكلة اللاجئين.

اجتماع بايدن في جده مع الملك سلمان وولي عهده وحضور بايدن لقمة تجمع رؤساء وقادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن والعراق وعلى جدول أعمال القمه تشكيل حلف شرق اوسطي تكون فيه اسرائيل ضمن المنظومه العسكريه للحلف هو ليس فقط قتلٌ لمبادرة السلام العربية، بل هو قتل لروح المقاومة العربية للاحتلال، وطعنة للقضية الفلسطينية، وللجهود العربية والإسلامية، التي تعمل على إدارة الصراع مع الاحتلال، على أساس تثبيت الحقوق الفلسطينية”.

ان تشكيل حلف شرق اوسطي جديد كما ترغب ادارة بايدن من خلال إستراتجيتها لاعادة تصنيع المنطقه وهو الهدف الرئيسي من زيارة بايدن لاسرائيل والسعودية ، يخدم الجانب الأمريكي والإسرائيلي بالمقام الأول، حيث تغيب القضيه الفلسطينيه وتغيب عنها مبادرة السلام العربيه والقرارات الدولية والعربية المتعلقة بفلسطين، التي نص معظمها بالحد الأدنى، على أحقية الشعب الفلسطيني، بالأراضي المحتلة عام 1967″.

منذ قمة مؤتمر بيروت للقادة الملوك والرؤساء العرب 2002 ولغاية مؤتمر القاهرة 2015 حيث تضمنت بيانات القمم العربية جميعها التمسك بالمبادرة العربية للسلام ، هذه المبادرة العربية للسلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك عبد الله عبدا لعزيز وأقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 بالإجماع تدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 تنفيذا لقرار مجلس الأمن 242 و338 واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام والى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.، إلا أن حكومات إسرائيل رفضت التعاطي مع ما تضمنته المبادرة نصا وروحا سوى بند التطبيع وبناء علاقات طبيعيه في إطار سلام مجاني مع إسرائيل ، الموقف العربي عاجز عن تقديم حلول بديله لمبادرة السلام العربية وان النظام العربي ممثلا في ألجامعه العربية اعجز عن اتخاذ موقف يلزم إسرائيل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ويلزمها بوقف الاستيطان ومنع تهويد القدس .

 إسرائيل لا تفهم إلا لغة واحده وهذه اللغة تفتقدها ألجامعه العربية والنظام العربي الذي يجيد فقط الإخلال بالتوازن الأمني القومي العربي واتخاذ قرارات تفتح المجال أمام اسرائيل و الدول الكبرى للتدخل في الشأن العربي فيما لو نجحت المساعي الامريكيه لانشاء حلف شرق اوسطي جديد تقوده اسرائيل 

، 

إسرائيل أعلنت صراحة عن رفضها لمبادرة السلام العربية وهي لم تعد بحاجه لمبادرة السلام العربية لان النظام العربي من يسعى نحو إسرائيل ويتحالف معها ، إن عمليات التطبيع مع إسرائيل والتبادل التجاري وفتح الممثليات التجارية والديبلوماسيه والتنسيق الأمني وغيره من المسميات والاجتماعات الامنيه مع مسئولين أمنيين وقادة دول عربيه دفعها للتنكر لمبادرة السلام ورفض التعاطي معها لأنها لم تعد بحاجه إلى ما تضمنته نقاط المبادرة العربية طالما هي تأخذ ما تريد بدون مقابل ، هذا الموقف العربي ووأد المبادره العربيه للسلام يدلل على الضعف العربي و أن إسرائيل غير معنية أصلا بتحقيق السلام والانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية وأنها ماضيه في مشروعها الاستيطاني والتهويد للأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان 

إسرائيل تدرك أن النظام العربي غارق في همومه ولم تعد القضيه الفلسطينيه لتتصدر اولوية اهتماماته ،وهي تعمد إلى تطبيق استراتجيه جديدة تتعلق بالقضية الفلسطينية تتحلل إسرائيل من خلالها بأي التزام لرؤى الدولتين ، هذه ألاستراتجيه تهدف الفصل التام والكامل بين قطاع غزه والضفة الغربية ، ان غياب الموقف العربي في ظل الضعف الذي عليه النظام العربي تجعل إسرائيل في حل من أي التزام أو تعهد لتحقيق السلام والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، إسرائيل تسعى لتحقيق هدفها بتكريس احتلالها واستكمال مشروعها الاستيطاني ومن من المحظور التطرق إلى مسألة ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية 

أمام التغيرات التي تشهدها المنطقة و حقائق الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل ووأد المبادرة العربية للسلام والمبادرة لفرنسية وغيرها من المبادرات التي أجهضت جميعها في مهدها وهي ماضية في مشروعها الاستيطاني والتهويد للقدس والضفة الغربية والجولان ، هذا الموقف الإسرائيلي يقابل اليوم بخذلان عربي وهروله للتطبيع وعقد الاتفاقات الامنيه وباتت إسرائيل تتفرد في الموقف والقرار في ظل انكماش عربي واستسلام عربي وهي ترفض حتى مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحللت من رؤى الدولتين فهل استسلم النظام العربي أمام المخطط الاستيطاني والتهويدي الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية بحيث أن النظام العربي و ألجامعه العربية عاجزة عن المبادرة لاتخاذ أي موقف يساهم في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والعربية لان جامعة الدول العربية غارقة في الخلافات بين أعضائها وفي الصراعات التي دمرت كل إمكانية للعمل العربي المشترك مما يدفع قادة الكيان الإسرائيلي لاتخاذ مواقف وقرارات جميعها تدفع الى الاستسلام للمخطط الصهيو أمريكي والترويج لمشروع الشرق الاوسط الجديد عبر تشكيل حلف شرق اوسطي في ظل غياب أي رؤيا لمفهوم الامن القومي العربي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …