الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : مطلوب تنسيق في المواقف العربية يسبق زيارة بإيدن لاحتواء التحركات الاسرائيليه

علي ابوحبله يكتب : مطلوب تنسيق في المواقف العربية يسبق زيارة بإيدن لاحتواء التحركات الاسرائيليه

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

 

مطلوب تنسيق في المواقف العربية يسبق زيارة بإيدن لاحتواء التحركات الاسرائيليه

المحامي علي ابوحبله 

لا تقف زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، والتي من المقرر أن تتم في منتصف الشهر المقبل، عند الأبعاد الثنائية المباشرة بين البلدين بل ستتحول إلى قمة إقليمية من بين أهدافها توسيع دائرة السلام الجديد “ودمج إسرائيل في الشرق الأوسط”، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وتعتقد أوساط دبلوماسية خليجية أن زيارة بايدن ستؤسس في مرحلة أولى لمصالحة أميركية – سعودية من خلال اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو لقاء سيفتح الطريق أمام تجاوز مختلف نقاط الخلاف إما بالتسوية أو بتأجيلها إلى مناسبة أخرى، خاصة ما تعلق منها بموضوع النفط والانفتاح السعودي على شراكات اقتصادية ودفاعية أخرى.

وترى هذه الأوساط أن المصالحة السعودية – الأميركية ستمهد لمناقشة القضايا الإقليمية الأخرى الأكثر أهمية، من ذلك حرص بايدن على دعم مسار السلام العربي – الإسرائيلي الجديد الذي يعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية، وأن الرئيس الأميركي سيعمل على فتح قنوات التواصل بين السعودية وإسرائيل، وهي الخطوة المهمة التي لم تقطع بعد في هذا المسار.

ولا تمانع السعودية في فتح قنوات التواصل مع إسرائيل، لكنها تشترط أن يتم ذلك بعد حصول اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. ويبدو أن هذا الشرط من الصعب تحقيقه الآن، لكن يمكن التمهيد له بجملة من التفاهمات وإعلان نوايا بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال جولة بايدن التي ستنطلق من إسرائيل وينتظر أن يلتقي خلالها بينيت وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ينتظر لفتة أميركية لإشراكه في المسار الجديد بعد أن غيّبته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ووفق الرؤيا والتحليلات التي تتطلب من الفلسطينيين التحرك باتجاه العمق العربي وإعادة تصويب المسار لإعادة إكساب القضية الفلسطينية لتتصدر أهميتها وأولويتها وفي أولى الاهتمام التنسيق مع الدول العربية ذات الشأن ومنها الأردن ومصر والسعودية والعراق وبلورة موقف عربي موحد تجاه عملية التطبيع وفرملة التطبيع خاصة أن السعودية تشترط قبل أي تطبيع مع الكيان الصهيوني حصول اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين الأمر الذي يصعب تحقيقه في ظل التعنت الإسرائيلي ومواقف حكومة بينت التي تصر على مقايضة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير بتحسين الوضع المعيشي تحت الاحتلال الصهيوني 

إدارة بإيدن تتحرك بشكل متسارع لكسب ود الدول العربية على اثر تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه على مجمل الوضع الإقليمي والدولي وتسعى إلى محاولات دمج إسرائيل في المنطقة بعد أن انكشفت عورة أمريكا في الحرب الروسية الأوكرانية.

قمة النقب عقدت وفق مفهوم وتفاهم أمريكي إسرائيلي لتحقيق رؤيا (الشرق الأوسط الجديد) حيث تسعى إسرائيل عبر حليفتها أمريكا إلى تشكيل قوة إقليمية تعيد تشكيل المنطقة، بما يتوافق مع مصالحها وطموحاتها التي لا تتوافق بالضرورة مع مصالح الدول والشعوب في المنطقة ذاتها، وأول إشارة لهذا المشروع كانت عندما نشر شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني ورئيس وزرائها الأسبق كتابه عن (الشرق الأوسط الجديد) خلال التسعينيات من القرن الماضي، والتي كشفت التوجهات الجديدة في المنطقة العربية والتي تقود إلى الاعتقاد بأن الحقبة الإسرائيلية قد حانت، أما المؤشر الثاني على مفهوم الشرق الأوسط الجديد كانت عندما وردت في قاموس وزارة الخارجية الأميركية عبارة (الشرق الأوسط الكبير) وتوافق العالم على أن عصر القطبية الثنائية قد انتهى ولم يبقَ إلا قطب واحد مؤثر في العالم، أما المؤشر الثالث فهو من الولايات المتحدة الأمريكية حيث رالف بيترز الذي وضع أسس الشرق الأوسط الجديد على الطريقة الأمريكية في كتابه الشهير (حدود الدم)، ويرى البعض أن مشروع بيرز سيرى النور تدريجيًا بعد قرن من اتفاقية سيكس – بيكو البريطانية الفرنسية

ويحاول البيت الأبيض إقناع السعودية بالتوقيع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، ولكن السعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام وضعت شرطا أقل حدة وهو عودة المفاوضات السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهي تدرك أنه لا يوجد شريك إسرائيلي جاهز لعودة المفاوضات السلمية وبالتالي نقل الضغط من الرياض إلى تل أبيب.

والبيت الأبيض طلب من الاحتلال تخفيف التوتر في الأراضي الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية لتسهيل زيارة بايدن ولكن دون وجود جدول واضح للزيارة حيث يأمل البيت الأبيض في عقد اجتماع يضم رؤساء عدة دول بالإضافة للرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة الاحتلال ليمثل ذلك اختراقًا في ملف العملية السلمية المعطلة كليًا منذ أبريل عام 2014″. لكن المؤشرات جميعها تدلل على عدم إمكانية حدوث ذلك لأسباب داخليه إسرائيليه وهشاشة الائتلاف الحكومي حيث يخشى بينت من فرط ائتلافه الحكومي اذا اجتمع مع الرئيس محمود عباس او قبل بالعوده لمسار المفاوضات 

نفتالي بينت يأمل الحصول على المكاسب دون أن يقدم أي تنازلات بشأن القضية الفلسطينية ويصرح ، تأتي زيارة بايدن من أجل تعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، وتعزيز ازدهار المنطقة برمتها، وتوسيع دائرة السلام الإقليمي، وكذلك توطيد التعاون الأمني والمدني بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية

لابد من تنسيق في المواقف العربية وتنسيق فلسطيني عربي وبلورة موقف موحد برؤيا وطنيه وبموقف وقرار استراتيجي يسبق زيارة بايدن ويؤكد على ثبات الموقف العربي من القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإعلان التمسك بالمبادرة العربية للسلام . وضرورة التأكيد على رفض الإجراءات الاسرائيليه في القدس وتطبيق قرارات الشرعية الدولية على اعتبار أن القدس أراضي فلسطينيه محتله ، ورفض أي محاولات للمساس بمكانة المسجد الأقصى ورفض التقسيم ألزماني والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …