الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
شيرين يا عروس القدس نحن شركاء الارض و الدم والشهادة وسنبقي
أ. نادره هاشم حامدة
هناك من غَلُظَ إحساسه في عصبية أزمة الفهم فخرج بها عن سماحة الدين الوسط فعمته هذه الأزمة عن رؤية الصواب و موازنة الأمور ودرء الفتن و التمسك بقيم الإسلام العظيم والتحلي بمكارم الأخلاق وعدم بخس الناس أشياءهم كما أمر الله سبحانه وتعالى، ثم عمت قلوبهم ومشاعرهم بعدها عن مجازاة الإحسان بالإحسان في الحياة الدنيا وترك الآخرة لصاحب السريرة والآخرة و بعدوا عن تدبر معنى أن الله لا ينهانا عن بر أهل الكتاب الذين لم يقاتلوننا في الدين ولم يخرجوننا من ديارنا فكيف ببر الذين يقاتلون معنا في نفس الصف شركاء الارض والدم ، كما نسوا التأسي برسولنا الكريم الذي أصدر وثيقة الدفاع عن المدينة بما فيها من حقوق ومستحقات لجميع مواطنيها ومنهم اليهود ، ولولا غدرهم لصينت لهم حقوقهم وإن كانوا هم المغضوب عليهم منذ عهد موسى ، وكذلك بعدنا عن التأسي بفاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وبره بالنصارى في أرضنا وفي قدسنا ببنود العهدة العمرية من غير أن يرى منهم أي محاسن قبلها لأنها القيم العظيمة للاسلام ، ثم للأسف فشل بعضنا في مجاراة السياسة الشرعية التي تعلمناها من بين ثنايا سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينشر دعوته في ارجاء الارض ويعلمنا اصول دينه ومكارم أخلاقه دون أي انحراف عن جادة العقيدة للدين الحنيف، وقد تعلمناها متهاجا في دراستنا العليا التي نفتخر بحصولنا على شهاداتها، فإذا بنا عند المحك يفشل بعضنا للأسف في تطبيقها حتى مع اصحاب الأرض والتضحيات الذين هم معنا في نفس الخندق*
