الرئيسية / الآراء والمقالات / إحسان بدرة يكتب : أربعة وسبعون عاما أصل الحكاية

إحسان بدرة يكتب : أربعة وسبعون عاما أصل الحكاية

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

أربعة وسبعون عاما أصل الحكاية 

كتابة وبحث / إحسان بدره – ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

النكبة ترمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750,000 فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين.

لم يكن تاريخ الخامس عشر من أيار/مايو 1948، والذي يعرف باسم يوم “النكبة” لدى الفلسطينيين، سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط “الصهيوني” والبريطاني، لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة الدولة اليهودية عليها.

فنكبة الفلسطينيين، لم تبدأ في ذلك الحين فقط، ولم يكن ذلك التاريخ إلا اليوم الأكثر دموية وهجرة للفلسطينيين من أرضهم، وتوزعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، وبداية “القضية الفلسطينية”.

 أربعة وسبعون عام هي أصل الحكاية حكاية الأرض والإنسان الفلسطيني حكاية النكبة التي حدثت في العام 1948 م تلك الفاجعة والتي يعود أساسها وجوهر الصراع فيها منذ عقد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م والانتداب البريطاني لفلسطين ووعد بلفور 1917 والذي وظف تحالفاته مع الصهيونية ومؤتمر سان ريمون عام 1920 لجعل فلسطين وطنا للأجانب تحت رايات دينية.

حيث عملت الحركة الصهيونية وبشكل تدريجي متعدد المراحل من عام 1897م إلى عام 1948م وفشلت في العدوان الثلاثي عام 1956م وتمكنت في عام 1967م من احتلال كل فلسطين وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء 

وصولاً إلى فرض التسويات غير المتكافئة مع ثلاثة أطراف عربية: كامب ديفيد، وادي عربة، أوسلو والتي لم تلتزم إسرائيل بتطبيقها وانما أرادت من هذه الاتفاقيات تمديد اختلاسها وسرقتها للأراض الفلسطينية بتطبيق التطبيع بوسائل وحجج مختلفة.

وللأسف فلقد نجحت إسرائيل في سرقة فلسطين باعتمادها على عدة أسس

○ تحالفاتها مع الاستعمار الأوروبي سابقا ولاحقا مع الامبريالية الأمريكية .

○ تواطؤ إطراف إقليمية ○ ضعف الفلسطينيين وتشتتهم السياسي وتمزقهم التنظيمي والسكاني بين الداخل والخارج.

فعلا نجحوا في سرقة الأرض الفلسطينية ولكنهم فشلوا استراتيجيا في طرد كل الشعب الفلسطيني عن وطنه حيث بقي ما بقي يشكلون نصف الشعب بعد الطرد والتهجير والترحيل إلى المخيمات في لبنان وسوريا والأردن.

واستطاع الفلسطينيين التنامي في العدد وتكاثروا أضعاف ما كانوا عليه قبل 74 عاما وبذلك هم لم ينتهوا بل حافظوا على حضروهم الطبوغرافي بتكاثر أعدادهم وحفاظهم على وضعهم الجغرافي والسياسي بتمسكهم بأرضهم التي ظلوا عليها رغم كل محاولات القهر والترحيل والتهويد. وهم بهذا الوضع حافظوا على هويتهم الفلسطينية ما بين الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة في مناطق 48، إلى الضفة والقدس والقطاع في مناطق 67.

ومن هنا وبنظرة واقعية لعمل الفصائل الفلسطينية للمحافظة على الهوية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق والثوابت الفلسطينية فإن حركة فتح وحدها التي التقطت العناوين الثلاثة 《المبادرة في العمل》 《 استعادة الهوية الوطنية》《الشراكة السياسية على قاعدة الجبهة الوطنية عبر منظمة التحرير الفلسطينية》

حيث نجحت حركة فتح تحقيق الكثير من الانجازات مع الكل الفلسطيني حيث كان الانجاز الأهم الذي حققه الرئيس الراحل ياسر عرفات هو توظيف الانتفاضة الأولي (انتفاضة الحجارة) بنقل الحالة الفلسطينية بعنوانها من المنفى إلى داخل الوطن عبر ثلاث خطوات 

○ ولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة الفلسطينية.

○ إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

○ وقف الهجرة والطرد وعودة 350الف فلسطيني إلى بلدهم وقراهم في فلسطين.

  وبعد ذلك تراجعت إسرائيل عن تطبيق الاتفاقيات حيث كانت مفاوضات كامب ديفيد الثانية في تموز 2000م بداية فشل أوسلو وبالتالي نهاية الرهان على التسوية السياسية.

حيث أنه في آذار 2002 أعاد شارون احتلال كافة المدن التي سبق وانحسر عنها الاحتلال وهنا وأمام هذا الحدث الجلل وبدلا من التماسك الفلسطيني وقع حدث على ما يبدو كان من ضمن خطط الاحتلال للقضاء على القضية الفلسطينية وشطب معالمها وطريقا للتهرب من كافة الاستحقاقات التي كان من المفروض تنفيزها لاستكمال الانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية. وقع الانقسام على أثر الانقلاب الدموي في حزيران 2007، وبدلاً من إعادة لملمة الحالة الفلسطينية ووضع قيم الشراكة بين مختلف الأطراف وخاصة بين فتح وحماس، استأثرتا بالسلطة، واحتفظتا بما لديهما برضا الاحتلال وأجهزته الأمنية التي تقوم على تغذية رام الله وغزة بالمال وعوامل استمرار الانقسام.

وبهذا الوضع نجح المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني التوسعي الإسرائيلي في الوجود والاستمرارية باعتماده على عوامل كثيرة. حيث أنه اليوم يعتمد على أهم عامل في بقائه هو الانقسام الفلسطيني الذي عطل كل المبادرات الكفاحية ،ويقبل الفتات من عدوه وهي سموم مواصلة الانقسام، ومرض يفتك بحركتي فتح وحماس.

ورغم كل هذا فإن عوامل الانتصار الفلسطيني موجودة ومتوفرة ولكنها غير مفعلة لغرض ما في نفس يعقوب لأصحاب مشروع الانقسام والانفصال.

ونتنظر تنظيم مبادرة وطنية فلسطينية من داخل الوطن لا من خارجه كي تعيد اللحمة الفلسطينية وتنهى الانقسام وتعيد الوحدة الوطنية .

نعم الكبار يموتون ولكن الصغار لا ينسون والدليل على ذلك الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني طوال هذه السنيين وإحيائه لذكرى النكبة من كل عام بأشكال متنوعة ومتعددة من الفعاليات الوطنية الاعتصامات الشعبية في كافة ارجاء الوطن وبوحدته وانهاء انقسامه وتمسكه بحقه بالعودة وحق تقرير المصير هو اكبر دليل على ذلك.لا نريد أن تكون نكبتنا في الزمان وفي المكان.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل

200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل بقلم  :  سري  القدوة الخميس 25 …