الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : القدس والوصاية الهاشمية ورعاية المقدسات

علي ابو حبلة يكتب : القدس والوصاية الهاشمية ورعاية المقدسات

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

القدس والوصاية الهاشمية ورعاية المقدسات
علي ابو حبلة

ينطلق الموقف الأردني الثابت من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها جلالة الملك عبدالله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
ويؤكد الأردن أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي تخضع لأحكام القانون الدولي المتعلّقة بالأراضي الواقعة تحت الاحتلال، مستنداً في ذلك إلى قرارات الشرعية الدولية.
كما أنّ الموقف الأردني الثابت يتمثل في أن القدس الشرقية عاصمةُ الدولة الفلسطينية المستقبلية، على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها، سواء في ما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية، أو مصادرة الأراضي، أو التهجير، أو تغيير طابع المدينة، إجراءاتٌ مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية ذات الصلة.
وتتواصل الجهود الأردنية، السياسية والدبلوماسية والقانونية، لتأكيد أن القدس الشرقية مدينةٌ محتلّة تخضع لأحكام القانون الدولي، ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبدأ حلّ الدولتين. كما تتواصل الجهود للتأكيد على ضرورة تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، بوصفها قوة قائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، واتفاقية لاهاي للعام 1954.
وفي سبيل تعزيز مكانة القدس لم يدخر الأردن جهدا للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وقد قدم العديد من المقترحات والقرارات الدولية لهيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، مثل تسجيل المدينة القديمة وأسوارها على قائمة التراث العالمي عام 1981، والتراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982، واستطاع مع الأشقاء والأصدقاء في عام 2016 إصدار قرار من اليونسكو ينص على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ملك خالص للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به قطعيا.
إن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك عبدالله الثاني حرصت على الاستمرار في فتح قنوات التواصل والاتصال بفواعل المنظومة الدولية، انتصارا للجانب الفلسطيني، وتأكيدا لحقوقه المشروعة، وهو يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية والتاريخية في التعاطي مع القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، والدور الأردني الديني والتاريخي في القدس الشريف، للحفاظ على الوضع القائم، والحيلولة دون تهويدها وتغيير هويتها وطابعها ومعالمها العربية والإسلامية والتاريخية، وقد أكد رئيس الوزراء بشر الخصاونة على أن موقف بلاده ينطلق دائماً من أن القدس الشرقية هي أرض محتلة، والسيادة فيها للفلسطينيين، والوصاية على مقدساتها مسؤولية يتولاها الملك عبد الله الثاني. وحذّر رئيس الوزراء من استمرار إسرائيل في خطواتها المستهدفة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني، واصفاً ذلك بالتصعيد الخطير، وأن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن تبعات هذا التصعيد الذي يقوض كل الجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة الشاملة.
ورداً على المواقف الاردنيه الثابته فيما يخص القدس، صعّدت حكومة الاحتلال تصريحاتها ضد الأردن ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة أن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية، أطلقوا خلال جلسة تقدير موقف أجراها وزير الخارجية يئير لبيد، تصريحات ضد وزير الخارجية أيمن الصفدي، متهمين إياه بأن «أداءه يؤدي إلى رفع حدة التوتر في القدس ويعرض حياة الناس للخطر»، بحسب «يديعوت أحرونوت». كما نشر رئيس حكومة الاحتلال شريطاً مصوراً لمّح فيه إلى الموقف الأردني، لافتاً إلى أنه «ينظر بخطورة للتصريحات التي تتهم إسرائيل بالمسؤولية عن العنف الموجه ضدها».
وأصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً شديد اللهجة ضد الخطوة الأردنية باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، معتبرة أنها «تمسّ بالجهود لتحقيق الهدوء في القدس وتدعم أولئك الذين يمسون بقدسية الأعياد ويلجئون ويستخدمون العنف الذي يهدد حياة مواطنين مسلمين ويهود على حد سواء بحسب التصريحات الاسرائيليه».
الموقف السياسي الأردني تجاه السياسات الإسرائيلية، والذي يقوده جلالة الملك الذي تواصل خلال الأيام الأخيرة الماضية مع عدد كبير من قادة الدول العربية والإقليمية والمسئولين الدوليين، يتلخص بالتركيز على «وقف الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس ومقدساتها، وتكثيف المساعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين».
لقد اثبت التاريخ والوقائع أن الهاشميين كانوا دوما الاوفياء للقدس الشريف والاقصى المبارك، وتبذل المملكة بقيادتها الهاشمية على الصعيدين الاقليمي والدولي جهودا حثيثة وصادقة للحفاظ على هوية القدس ورعايتها للمقدسات الاسلاميه ورفضها القاطع للمس بالوضع التاريخي للمسجد الاقصى

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …