الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : “الأقصى” شاهداً على هوان أمة

علي ابو حبلة يكتب : “الأقصى” شاهداً على هوان أمة

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

“الأقصى” شاهداً على هوان أمة

المحامي علي ابوحبله

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينت، أنه أطلق يد الجيش والأمن الإسرائيلي، في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين الرافضين للاعتداءات والاقتحامات التي تنفذها جماعات يهودية متطرفة في المسجد الأقصى.

وأضاف: “إن القوات الأمنية ستواصل الحصول الحرية المطلقة من المستوى السياسي في كل نشاط يوفر الأمان لمواطني إسرائيل”.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي، أجرى تقييما للأوضاع في أعقاب المواجهات التي شهدتها مدينة القدس بين عناصر قوات الاحتلال والمصلين المسلمين في المسجد الأقصى.

وتابع بينت: “يمكننا الاستمرار وبذل جهودنا حتى نتيح لجميع الأديان الاحتفال بأعيادهم الدينية في القدس”

واختتم بينيت حديثه بالقول: “أقر مواصلة العمل على الاهتمام بمثيري الشغب الذين يخالفون النظام العام ويحاولون المساس بروتين العيد”، وأمر بمضاعفة الحراسة على الحافلات المتوجهة الى حائط البراق “المبكى” والبلدة القديمه في القدس 

 وقد سبق لوزير الحرب موشيه يعلون في حكومة نتنياهو ان وقع قراراً يصنف “المرابطين” و”المرابطات” في المسجد الأقصى “منظمتين غير شرعيتين”، وبمستجدات الاحداث في ظل حكومة بينت وما تقوم به قوات الاحتلال من استهداف للمرابطين والمعتكفين في المسجد الاقصى تكون إسرائيل قد دشّنت مرحلة جديدة، في سعيها المحموم إلى تقسيم المسجد الاقصى مكانياً وزمانياً، وهو التقسيم القائم عملياً. ولكن، لمَّا تستكمل إسرائيل بعد اشتراطاته ومواصفاته بشكل رسمي.

وسلطة الاحتلال تعتبر المرابطين والمعتكفين في المسجد الاقصى “تقويض السيادة الإسرائيلية على ما تدعيه ” جبل الهيكل” (المسجد الأقصى)”. وبحسب وزارة الحرب الإسرائيلية: “تشكل أنشطة المرابطين والمرابطات، عنصراً أساسياً في خلق التوتر واندلاع أعمال العنف على ما يطلقون عليه ” جبل الهيكل ” خصوصاً، وفي القدس عموماً، 

 ويترتب على تفعيل قرار موشيه يعلون اعتبار “أي شخص يشارك في فعاليات تنظيمي المرابطين والمرابطات، أو ينظمها أو يمولها، بممارسة عمل محظور، ويتوجب تقديمه إلى العدالة”، وهو ما يفسر اقتحام المسجد الاقصى يوم الجمعه الماضي واعتقال المعتكفين في المسجد 

ولمن لا يعرف، ليس “المرابطون” و”المرابطات” تنظيمين بالمعنى التقني، بقدر ما هما مجموعتان من المصلين والمصليات، من فلسطيني القدس المحتلة، والداخل (فلسطين المحتلة عام 1948)، من حملة الهويه الإسرائيلية، ممن يحركهم حُبُّ الدفاع عن المسجد الأقصى أمام اعتداءات المستوطنين اليهود على حرمته وقداسته، بحماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي. وهم يتناوبون الرباط في الأقصى، حماية لقداسته من التدنيس، وسلاحهم في ذلك التكبير والاحتجاج والتظاهر. ويعود للحركة الإسلامية-الجناح الشمالي في مناطق عام 1948، وزعيمها، الشيخ رائد صلاح الفضل الأكبر في تنظيمهما ودعمهما.

وحسب تصريحات سابقه للشيخ الجليل عكرمة صبري، رئيس “الهيئة الإسلامية العليا” في القدس، فإنه “منذ أربع سنوات، تحاول سلطات الاحتلال فرض واقع جديد من خلال التقسيم الزماني (للمسجد الأقصى)”. ويرى مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، المحامي أحمد الرويضي، أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يحسم موضوع “التقسيم الزماني” تمهيداً “للتقسيم المكاني” في ظل الظروف المحيطة والانشغال العربي الإسلامي بالصراعات الدموية عن قضية القدس والأقصى، واتخاذ إجراءات خطيرة، وكأنها صاحبة السيادة. وسبق ان حذر الدكتور حسن خاطر، رئيس “مركز القدس الدولي”، من أن الاحتلال يريد “أن نكون نحن المسلمين ضيوفاً على الأقصى، وربما يتجرأ على إلغاء بعض الصلوات، تمهيداً لخطوة أكبر تصب في سياسة الاحتلال الهادفة إلى الاستحواذ على المسجد الأقصى، وتحويله من مقدس إسلامي إلى مقدس يهودي”.

وها هو التحذير الذي اطلقه خاطر يجري تصديقه على الأرض فلم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس منذ احتلال الجزء الشرقي من المدينة في يونيو/حزيران 1967، فمنذ ذلك الحين وإسرائيل تقوم بعملية تهويد ممنهجة للمدينة ومعالمها، في محاولة طمس تاريخها العربي والإسلامي. ومن ذلك، مثلاً، ما قامت به شركة إسرائيلية، من افتتاح مقهى على أرض تابعة لمقبرة “مأمن الله” التاريخية التي صادرتها إسرائيل منذ عقود، وتضم رفات عدد من صحابة الرسول الأكرم، عليه الصلاة والسلام، فضلاً عن علماء وشهداء ساهموا في فتح بيت المقدس.

شهدت المنطقه تغيرات كثيرة، منذ سبتمبر/أيلول 2000، عندما أطلق الفلسطينيون انتفاضة عارمة ضد زيارة رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، أرئيل شارون، المسجد الأقصى. يومها، كان شارون زعيماً للمعارضة، ولم يكن في موقع المسؤولية، ولم تكن زيارته تلك بحال على درجة خطورة ما تفعله حكومة بينت اليمينيه المتطرفه اليوم، لتهويد الأقصى كلياً. يحصل هذا في ظل وضع عربي متردي وهروله انظمه عربيه للتطبيع حتى وصل الامر بالبعض مساواة الجلاد بالضحيه وتحول هذا البعض لطرف وسيط محايد ليبعد نفسه ويحيد نفسه عن ما يمارس بحق الشعب الفلسطيني وبحق المقدسات الاسلاميه 

حقا ، لا وجود لـ”أمة عربية”، فالكل يطرح “أنا أولا”، غير أن المشكلة أن هذه “الأنا” المتضخمة عاجزة عن تحقيق ذاتها، بعيداً عن عمقها العربي الحقيقي.

بكلمة، المخاطر المحدقة بالأقصى، اليوم، ما هي إلا تلخيص لحال أمةٍ، هانت على نفسها، فهانت عند أعدائها.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …