الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : غزة ايام زمان

محمد جبر الريفي يكتب : غزة ايام زمان

محمد جبر الريفي

غزة ايام زمان
محمد جبر الريفي

في هذه الأيام من شهر ر مضان تعود بي الذكرى إلى ماضي غزة إلى ذلك الزمن الجميل يوم ان كان الناس بعودون إلى بيوتهم بعد صلاة العشاء والتراويح ليبقوا في سهرة. الليل مع شاهي وابور الكاز الذي يشيع الدفء في ليالي الشتاء بصوته الاجش وفي صحبة. مشاهدة. التلفزيون الأبيض والأسود .. بعد صلاة.

العشاء في تلك الأيام كانت تقل الحركة في شوارع غزة. الترابية المعتمة بعد أن تغلق الدكاكين والأفران أبوابها ولم يبق إلا بعض المقاهي الكبيرة المليئة بكراسي القش و التي تضاء بمصابيح الكاز لتشع انوارها في الاماكن القريبة حيث ترى للمار الكلاب الضالة وهي تتراكض وراء بعضها البعض لتتجمع في الحقول القريبة وشوارع العوسج والصبار الخالية من العمران..

غزة بعد الساعة التاسعة ليلا في فترة الخمسينات في ذلك الزمن الجميل كان يعم الصمت المتوحش المطبق في كل مكان غزة ايام زمان كانت تستقبل الليل بدون ضجيج بدون زحام على َمحلات السوبر َماركت والمخابز ومطاعم الفول والحمص والفلافل الشهيرة ..

غزه ايام زمان كانت مسالمة وديعة آمنة تنام بعد العشاء ليلها الطويل بدون أرق وقلق وتفكير في الرواتب والكوبونات وشيكات الشؤون الاجتماعية والمنحة القطرية 100دولار فلا يرى في حاراتها بعد الساعة الثانية عشر ليلا سوى دوريات الشرطة المسلحة ببنادق لي انفلد الإنجليزية ذات الطلقة الواحدة القديمة ..

غزة ايام زمان مسالمة وديعة تستيقظ في الصباح الباكر مع صياح الديكة وصفير قطار الركاب المتوجه للقاهرة وخروج العمال للبيارات ليقطفوا حبات البرتقال…

غزة لم تكن في ذلك الزمن الجميل متنمرة قاسية كما هي حال غزة اليوم حيث يسودها النفاق السياسي والتكالب على السلطة والانقسام السياسي البغيض وقسوة الضرائب وانتصاب الغلاء في كل الاحتياجات الأساسية المعيشية كفواتير الكهرباء والاتصالات الأرضية و الخلوية والنت والسجائر والدجاج وازدياد ظاهرة انتشار الشجار العائلي والتسول والأرتزاق بعيدا عن الانتماء …. رحم الله غزه ايام زمان.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …