الرئيسية / الآراء والمقالات / بسام صالح يكتب : نيسان الحزين

بسام صالح يكتب : نيسان الحزين

بسام صالح

نيسان الحزين

بقلم بسام صالح

قبل عامين في 8 نيسان 2020 اختطف فيروس كورونا الاخ والصديق العزيز الطبيب نبيل خير، المناضل الملتزم احد قادة العمل الوطني في اوروبا، نائب رئيس الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اوروبا ، ونائب امين السر، وامين سر حركة فتح سابقا، متنقلا بين المدن الايطالية والاروبية، ومسقط رأسه فلسطين ليعود الى عمله ومهنته الانسانية المتلازمة مع عمله الوطني. كلماته تنطلق من فوهة البندقية من اجل السلام ولا سلام بدون عدالة، ولا سلام بدون حرية، ولا حرية الا في وطن الاباء والاجداد، وطن يحكمه القانون وتسوده العدالة والمساواة بين مواطنيه، يملؤه التفاؤل ويبثه لمستمعيه ومحديثه، هذا هو المناضل الوطني الفتحاوي الفلسطيني العربي الاصيل الطبيب نبيل خير، ابن فلسطين وابن بيت ساحور، القائد الفتحاوي الملتزم منذ ان وضع قدماه في ايطاليا.

وقبل عام في 7 نيسان 2021اختطف فيروس كورونا الاخ الكبير الصحفي والاعلامي احمد دغلس، الذي كرس حياته للعمل الوطني الفلسطيني مراسلا لوكالة الانباء الفلسطينية في فيينا النمسا، و أول امين سر لحركة فتح، واحد مؤسسي الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية، عاد لارض الوطن بعد سنوات طويلة من الاغتراب، ليحكي حكي الناس، الذي كان يغضب البعض، في نقد الظواهر الخاطئة في مجتمعنا، ومبادرا بين اهالي قريته برقة، في اقامة او مجسد لظريف الطول الذي يمثل الانسان الفلسطيني المتشبت بارضه والمدافع عنها، وكانت امنيته نقل الفكرة الى قرى ومدن فلسطين وان يوضع مثل هذا المجسد على مداخلها. عاد احمد الى النمسا في زيارة قصيرة فكانت عودته الاخيرة الى هذا البلد الذي استضافة سنوات طويلة، وكانه يقول عودة الى اللا وطن.

وهذا العام في 6 نيسان 2022 اختطف المرض اخا وصديقا عزيزا طبيبا وكاتبا وشاعرا، الدكتور محمود صبح، بعد صراع طويل مع المرض، الطبيب الذي منذ وصوله لايطاليا في جزيرة سدرينيا، قبل ما يزيد على الاربعين عاما، حيث بدأ نشاطه في الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ومن ثم في جاليتنا الفلسطينية، حيث كان احد اعضاء الهيئة الادارية، واحد اعمدتها في الاوساط الايطالية. توجه لكتابة الشعر فكان مبدعا في تصوير الانسان الفلسطيني وحنينه الى الوطن وحلمه بالعودة، وله العديد من الكتب منها “اهل الارض المقدسة” ،كان اخرها “اطفال فلسطين” تم ترجمته الى اللغة العربية. كما حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من المؤسسات الثقافية الايطالية. 

نيسان الحزين في تاريخ شعبنا ربما بدا بمجزرة دير ياسين ، الي بيروت باستشهاد القادة الثلاث كمال ناصر و كمال عدوان وابو يوسف النجار، ومنها الى تونس باغتيال امير الشهداء القائد ابو جهاد. 

نعم انت يا نيسان شهر الحزن، ولكننا اكبر من حزننا ولن نبكي على من رحل بل سنشكر الله اننا كنا معهم ومنهم تعلمنا الكثير، رحمكم الله ورحم شهداء شعبنا وعهدا لكم ان نستمر على العهد والقسم حتى النصر.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …