الرئيسية / الآراء والمقالات / يسري النباهين : الأمان الذهني والاستقرار النفسي

يسري النباهين : الأمان الذهني والاستقرار النفسي

logo1

الأمان الذهني والاستقرار النفسي 

بقلم د.يسري النباهين

الراحة النفسية هي مطلب مهم للتعايش السليم للفرد مع نفسه ومع مجتمعه وهناك بعض الأمور التي تساعد الفرد في الحصول على راحته النفسية واستقراره النفسي وعدم الوقوع في شبكة زعزعة الاستقرار النفسي الخطرة على الذات والمجتمع لانه عندما يتكون في مجتمع جملة ممن هم يعيشوا حالة هذه الزعزعة عندئذ ذلك المجتمع سيعيش حالة من عدم التوازن الاسري والمجتمعي وتتفشى فيه الامراض والجريمة وما شابة ذلك حتى انه قد يصل ذلك الفرد او تلك المجتمع .ومن هنا وبالاستقراء الذي نراه ضروري بملاحظتنا لبعض الافراد تطرقنا الى هذا الموضوع لكي نبين الامور التي تؤدي الى الاستقرار النفسي المتزن المتوازن الثابت ومن تلك الامور الإقرار بالقدرات الممتلكة وحدود هذه القدرات والرضى بها والسير في الحياة على أساسها أي أنه من المهم ابتعاد الفرد عن تقليد من حوله بما لا يمكنه امتلاكه من قدرات مهارية أو إمكانات أو كفاءات عالية لا تتناسب مع قدراته المتاحة لأن ذلك سيقوده إلى الفشل والإحباط أو مراقبة من يمتلكون ظروفاً اقتصادية أفضل منه ونظرته الحزينه تجاه حياته فيعيش هذا الفرد في حالة من البؤس والتعاسة لعدم امتلاكه ما يملكه الآخرين .التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين وإبداء الحب والتعبير عنه في أي وقت ومكان وزمان وعدم الاكتراث لإعجاب أو رفض الناس لذلك وهذا التعبير يضيف لدى الفرد مخزوناً من الحب عند الآخرين قد يحتاج له في حال تعرضه لأي عارض أو أزمة نفسية تجعله بحاجة هذا المخزون . ترسيخ الإيمان بالله وبالقضاء والقدر واستشعار مراقبة الله في السر و العلن . فهذا يزرع في النفس البشرية الهدوء والطمأنينة و السعادة والتصديق الكامل بأن كل ما يمر به الإنسان هو خير من عند الله . الاعتذار عند الوقوع في الخطأ والاعتراف به فإن ذلك يعطي الفرد راحة وطمأنينة ويخرجه من دائرة تأنيب الضمير وجلد الذات ويترك أثراً إيجابياً في نفوس الآخرين تجاهه بالإضافة لنظرة الفرد تجاه نفسه . التسامح والعفو وعدم تخزين البغضاء والكره في النفوس فهي أحاسيس تسلب الطاقة الإيجابية المتمثلة بالحب ليحل محلها الكره والانتقام بكامل طاقتهما السلبية المؤذية والإنشغال بها فالنسيان والعفو عمن أخطأ في حق الفرد وتجاهله لزلات من حوله تريح الفرد من أعباء الكره والبغضاء وكل ما يتبع ذلك . الابتعاد عن العادات السلبية ومحاولة اكتساب عادات جديدة وإيجابية تضفي السعادة النفسية على الذات والتصرف والتفكير في حدود هذه العادة ومحاولة التخلق بها ومحاولة التفكير في إطارها العملي وممارسة الحياة وإقناع الذات بأنها تتصرف على النحو السليم والصحيح كما أن النظرة الإيجابية تجاه الذات وتوظيفها في عملية التعلم يفيد في ترسيخ الخصال السليمة عدم ترقب الأخبار السيئة والعيش في حالة من الخوف من المجهول والقلق الدائم من وقوع المصيبة وبالتالي فإن أفكار الفرد تسيره تجاه هذه المصيبة بالإضافة إلى المزيد من التشاؤم المستمر وفقدان الراحة النفسية والسعادة . بناء أساس نفسي متين تجاه الأفكار السلبية التي من شأنها أن تزعزع الاستقرار النفسي والراحة النفسية للفرد ويكون هذا البناء بتدريب الفرد لنفسه على إنكار شعور التعاسة والبؤس والقلق و توكيد مشاعر الأمل والسعادة والنجاح والاستمتاع بكل ما هو جميل و تجاهل كل ما هو سيء. تحديد الفرد لهدفه في الحياة والغاية التي يسعى إلى تحقيقها والوصول إليها . فإن وجود هذا الهدف يحدد سير حياة الفرد ويرفع مستوى دافعيته للإنجاز وتجاوز العقبات التي تواجهه فالعيش بلا هدف يجعل من الفرد إنساناً ضائعاً بلا غاية واضحة وبالتالي يكون أكثر عُرضة للقلق والخوف وتخلخل الاستقرار النفسي . اللهم اعنا على انفسنا بما تعين به الصالحين على انفسهم اللهم امين…

بقلم د.يسري النباهين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …