الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : الحرب على أوكرانيا في صلب أول خطاب بايدن عن حالة الاتحاد وهذا ما تجاهله

علي ابو حبلة يكتب : الحرب على أوكرانيا في صلب أول خطاب بايدن عن حالة الاتحاد وهذا ما تجاهله

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

الحرب على أوكرانيا في صلب أول خطاب بايدن عن حالة الاتحاد وهذا ما تجاهله 

المحامي علي ابوحبله 

في أول خطاب للرئيس الأمريكي بايدن حول حال الاتحاد أمام الكونغرس سعى إلى طمأنة الأمريكيين ، حيث بلاده تعيش قلقا بالغا من جراء الحرب في أوكرانيا والتخوف من تداعياتها على الاقتصاد الأمريكي والعالمي ، ويعطي غزو أوكرانيا الرئيس الأميركي فرصة لامتداح نهجه الدبلوماسي، وهو كان قد تعهّد لدى تسلّمه السلطة تشكيل تحالف واسع مع قوى ديمقراطية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.

لكن في المقابل يمنعه هذا الغزو من التركيز على الطبقة الوسطى الأميركية والصين، وهما عنوانان كان يعتزم صب جهوده في إطارهما لدى توليه سدة الرئاسة.

لكن على الرغم من كل المخاطر التي تحدق في النظام الدولي والتغير في موازين القوى أكد للأميركيين أن البلاد بأيد أمينة في عهده، علما بأن آخر الاستطلاعات يفيد بأن نسبة الأميركيين المقتنعين بذلك أقل من 40 بالمئة..

ورغم أن الولايات المتحدة الامريكيه تسجل نموا كبيرا وتراجعا للبطالة. والمحكمة العليا ستضم قريبا أول أميركية متحدرة من أصول إفريقية هي كيتانجي براون جاكسون التي اختارها بايدن للمنصب منفّذا بذلك تعهّدا كان قد قطعه ، لكن بايدن والديموقراطيين متخوّفين من نكسة في الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف.

وفي عام ونيّف لم ينجح بايدن الذي يقدّم نفسه على أنه دائم التفاؤل، في رفع معنويات الأميركيين المحبطين للغاية، حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا ، وأظهر استطلاع نشره في نهاية كانون الثاني/يناير معهد غالوب أن 85 بالمئة من الأميركيين يبدون رضاهم عن معيشتهم، لكن 17 بالمئة منهم فقط يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ القوات الأميركية لن تنخرط في أي قتال مع الجيش الروسي في أوكرانيا ، وقال بايدن في أول خطاب له أمام الكونغرس الأميركي: “لن نرسل قوات إلى أوروبا للقتال إلى جانب أوكرانيا، لكننا نرسلها إلى أوروبا لحماية حلفائنا في الناتو إذا ما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواصلة التحرك غرباً”.

كما أعلن أنّ الولايات المتحدة ستغلق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الروسية، لتنضم بذلك إلى دول الاتحاد الأوروبي التي فرضت حظراً مماثلاً، ورأى الرئيس الأميركي أنّ الصراع المسلح في أوكرانيا “سيجعل روسيا أضعف، وبقية العالم أقوى”، لافتاً إلى أنّ “الرئيس بوتين بات أكثر عزلة من أي وقت مضى”. وكأن لسان حال الرئيس الأمريكي يقول سوف ندافع عن أوكرانيا لآخر جندي أوروبي، وسوف نعيد صياغة أوروبا من جديد لأنها أثبتت عجزها عن فعل أي شئ والحرب على أرضها ، وسوف نعاقب كل الدول التي تدعم بوتين وعلى رأسها الصين ، ويؤكد أن أمريكا مازالت القوه العظمى المهيمنة والمسيطرة على الطاقة وأن من تداعيات الحرب الاوكرانيه على روسيا غلق أنابيب الطاقة من روسيا لأوروبا خاصة نورد ستريم 2 ، ومن يحتاح للطاقة فعليه طرق باب أمريكا.

وقال بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد: “في حين أنه قد يحقق مكاسب في ساحة المعركة، سيدفع ثمناً باهظاً يستمر على المدى الطويل”. وخرج بايدن عن النص المعد سلفاً ليقول “ليس لديه أدنى فكرة عما ينتظره”، مضيفاً أن واشنطن وحلفاءها “يُلحقون الألم” بروسيا ورئيسها الذي “أصبح معزولاً الآن عن العالم أكثر من أي وقت مضى”.

ووصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ “الديكتاتور الروسي” وأشاد بمقاومة الشعب الأوكراني وقال إن ما يقوم به “ديكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كلّ أنحاء العالم”، مشدّداً على أنّ “بوتين كان مخطئاً. نحن مستعدّون، نحن أقوياء”.

لم يتطرق بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد إلى سيناريوهات نهاية الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على أمن أوروبا ولم يتطرق الى شروط روسيا بشأن حياد أوكرانيا مع ما يعنيه من تنازل غربي صريح بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها روسيا وهذا السيناريو في حال حصوله يعني بداية إعادة هندسة الأمن في أوروبا مستقبلا، وهو سيفتح شهية روسيا لإعادة بحث الأوضاع الأمنية في دول البلطيق ودول أوروبا الشرقية بأكملها. نظرا للتصعيد الغربي الهستيري في وجه روسيا ، وأن فشل التفاوض الروسي الغربي ما يعنيه من تقسيم أوكرانيا. من يراقب التحركات العسكرية الروسية يعلم أن روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم، تحول بحر آزوف اليوم إلى بحيرة روسية مغلقة، كما أنها تسعى للإمساك بكامل الساحل الأوكراني المطل على البحر الأسود مستفيدة من ديموغرافيا المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تقطنها غالبية روسية.*

هذا يعيد إلى أذهاننا المناورات العسكرية الأخيرة التي أجراها الناتو في البحر الأسود والمرور الاستفزازي للسفن الحربية العسكرية الأميركية والبريطانية إليه عبر تركيا ، وأن ما تسعى روسيا لتحقيقه تحصين حدودها من امتداد النفوذ لحلف الأطلسي عبر الموانئ الاوكرانيه وفي حال تحقيق ذلك فان ذلك سيترك تداعيات خطيره على امن اوروبا

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نور شمس يبقى وضاءً

نبض الحياة نور شمس يبقى وضاءً عمر حلمي الغول لمخيم نور شمس له من اسمه …