الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : الأردن مستهدف بحملات التضليل الإعلامي

علي ابو حبلة يكتب : الأردن مستهدف بحملات التضليل الإعلامي

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
الأردن مستهدف بحملات التضليل الإعلامي
علي ابو حبلة
 
يتعرض الأردن لأشرس هجمة إعلامية ونفسية لها أهداف تستهدف النيل من الأردن ومكانته الجيوسياسية في المنطقة ، الأردن يتميز بموقع استراتيجي مهم يجعله حلقة وصل بين القارات الثلاث ، وقد حافظ الأردن على أمنه واستقراره رغم الأحداث الجسام التي تمر فيها المنطقة ويشكل موقع الأردن الجيوسياسي بوابة دخول إلى مختلف الأسواق العربية وعليه لا يمكن لأحد ايا كان القفز على دور ومكانة الأردن لتحقيق سلام امن وعادل في المنطقة وبرأي المسئولون الأردنيون أن ذلك لا يتحقق الا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.
الحملة الإعلامية والتشويه والتضليل الإعلامي الصادر عن وسائل إعلام وصحف غربية وأميركية محسوبة على الثلاثي ترامب وكوشنر ونتنياهو، بما يخصّ ما يسمّى بتسريبات « وثائق باندورا ـ بنك كريدي سويس وغيرها» ، والذي يستهدف الأردن والملك عبدالله الثاني، سيدرك حتماً أنّ الملك بشخصه ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية بات هدفاً لوسائل إعلام محسوبة على رئيس الإدارة الأميركية السابق ترامب وكوشنر ونتنياهو، وسيدرك حقيقة أنّ جاريد كوشنر كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة الأميركية سابقاً، وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء الصهيوني السابق، ما زالا يستهدفان الملك ونهجه ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وسياسة الأردن الرسمي الاقليمية والدولية، فالملك عبدالله الثاني وأثناء فترة رئاسة ترامب ونتنياهو، كان قد تصدى لمحاولات تصفية القضيه الفلسطينية وكانت الثوابت الأردنية واضحة لا لبس فيها برفض التعاطي مع صفقة القرن .
الحصار الاقتصادي الذي تعرض و يتعرض له الأردن اليوم هو بسبب مواقفها المناصرة والداعمة للحق الفلسطيني ورفضه للمساس بمكانة القدس ووضعية القدس الدينية والتاريخية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين وتمسك الأردن قيادة وشعبا بوصاية الهاشميين على الأماكن ألمقدسه ، وقد أكّد رئيس الوزراء الدّكتور بشر الخصاونة، خلال ترؤّسه لجلسة مجلس الوزراء عبر تقنيَّة الاتِّصال المرئي الأربعاء أنَّ الاستهداف الرَّخيص والمكشوف الذي يتعرَّض له الأردن، وقيادته الهاشميَّة بين فترة وأخرى، عبر تسريبات وفبركات، هو « محاولات بائسة ويائسة لا هدف لها إلَّا النَّيل من الأردن والإساءة إلى منجزاته وقيادته «.
وشدَّد الخصاونة على أنَّ القيادة الهاشميَّة الحكيمة، بذلت على الدَّوام الغالي والنفيس في سبيل الوطن وقضايا أمَّته، وذادت عنها بالدم الزكيّ والأرواح الطَّاهرة، وذاد عنها الأردنيّون بمواكب الشُّهداء التي تعلو أيَّما علوّ وتسمو دوماً أيَّما سموّ.
وأضاف رئيس الوزراء « التاريخ والحاضر المشرِّف لبلدنا، والمستقبل الزَّاهر لا يمكن أن تمسّه الأكاذيب والفبركات والسهام المسمومة» مؤكِّداً أنَّ هذه السِّهام المسمومة تتكسَّر نصالها على صخرة صمود وطننا العزيز وتماسكه، وهمَّة قيادتنا وإيماننا كأردنيين ببلدنا، الذي دخل مئويَّته الثانية بمنعةٍ واقتدار، وبرؤية طموحة للغاية، وبقيادة هاشمية حظيت وتحظى بشرعية الإنجاز والتَّاريخ والدِّين والرِّسالة والتَّسامح والتَّسامي على الإساءة.
وأكَّد رئيس الوزراء أنَّ ما يقضّ مضاجع من يقف خلف تلك الفبركات والأكاذيب، هو المواقف المشرِّفة للأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني إزاء القضايا الوطنيَّة والقوميَّة، وفي مقدِّمتها القضيَّة الفلسطينيَّة، مؤكِّداً أنَّ هذه المواقف « لا يمكن مجاراتها ولا مقارعتها ولا محاججتها لسلامتها» ولا يجد البعض إلَّا استخدام أساليب التشويش ومحاولة إعاقة هذه المواقف النَّبيلة والقيم الثَّابتة، وهي أساليب لن تجدي نفعاً اليوم، مثلما فشلت بالأمس، ونحن على ثقة ويقين أنَّ مصيرها الفشل غداً وبعد غد، وفي المستقبل بإذن الله.
مؤكدا في الوقت نفسه على أنَّ الأردن بقيادته الهاشميَّة الحكيمة سيبقى متمسِّكاً بمبادئه وثوابته العزيزة والغالية انطلاقاً من قاعدة أنّ « الاستمساك بالمبادئ يُتعِب، لكنه لا يخذل أبداً» .. مشيداً بدور وسائل الإعلام العربيَّة في عدد من الدول العزيزة والشَّقيقة التي تصدَّت لهذه الهجمة وقامت بتعرية الاستهدافات التي تتعرَّض لها المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة، وتساءلت عن أسباب الاستهداف الممنهج الذي يحاول النَّيل من الأردن وقيادته ومواقفه.
ومنذ بداية العام الجاري، يواجه الفلسطينيون والأردنيون معا تحديات متعددة، تمثلت في «صفقة القرن» الأميركية، ثم المخطط الإسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية، والذي سيعني حكما إنهاء خيار حل الدولتين وهنا تكمن أهمية التأكيدات الأردنية التمسك بالثوابت إزاء القضية الفلسطينية التي تصطدم بخطة السلام الأميركية صفقة القرن ، اللاءات الثلاث « لا للتوطين،لا للوطن البديل، والقدس خط أحمر»، قالها ملك الأردن عبد الله الثاني وكررها وأكدها رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونه في تأكيد علي الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية. وشدد عليها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اجتماعات مجلس ألجامعه العربية على أن تلك الثوابت «لا تتغير ولا تتبدل». هذه الثوابت تؤكد أن الأردن وفلسطين في خندق واحد.
وهنا وليس بعيداً عن مواقف الأردن الرسمية ومواقفه من القضايا الإقليمية والعربية وتحديدا ما يخص بالتحديد الملف السوري، فـمن ينظر إلى أبعاد وخلفيات وما بعد ملف فتح معبر جابر ـ نصيب، بعد تعثر فتحه لعدة مرات بسبب تعقيدات كان يفرضها قانون قيصر وكذلك قرار تزويد لبنان بالكهرباء واستجرار الغاز المصري عبر الأراضي الأردنية للبنان ، سيدرك حقيقة أنّ دوائر صنع قرار الأردن الرسمي كانت لها تداعيات إيجابية على المنطقه برمتها.
وهنا يكمن أهمية الموقف الأردني وتركيز المسئولين الأردنيين على ربط السلام الشامل في المنطقة العربية بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة بإقامة دولة المستقلة وعاصمتها القدس .
على الجميع أن يدرك أن الأردن بمواقفه وثوابته ، قد بات مستهدفا أكثر من أيّ وقت مضى،وأن حساسية ودقة المرحلة تتطلب من الجميع أردنيين وفلسطينيين الاصطفاف بخندق واحد لمواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف الأردن وضرب استقراره وسلمه وأمنه الداخلي الداخلي، فالحملة لا تستهدف الملك عبدالله الثاني لوحده، بل تستهدف الأردن بكلّ مكوناته وتستهدف مواقف الأردن وثوابته ، مما يتطلب وحدة الجبهة الداخلية ، والتصدي لكل حملات التضليل المشبوهة والاقلام المأجورة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …