الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : عن الأزمة الاوكرانية والهجوم الروسي لإسقاط النظام

محمد جبر الريفي يكتب : عن الأزمة الاوكرانية والهجوم الروسي لإسقاط النظام

محمد جبر الريفي
عن الأزمة الاوكرانية والهجوم الروسي لإسقاط النظام
بقلم: محمد جبر الريفي
 
توصف الأزمة الاوكرانية التي انتقلت الى مرحلة الحرب ببدء الهجوم الروسي.. توصف كما يشاع حاليا في وكالات الأنباء وبما يرد علي لسان كثير من الكتاب والمحللين السياسين الغربيين الكبار بانها أخطر أزمة يتعرض لها العالم وذلك بعد الحرب العالمية الثانية وهي أزمة تعيد للاذهان أزمة الصواريخ النووية السوفيتية في جزيرة كوبا في عهد رئيسها كاسترو في الستينات من القرن الماضي ولولا حكمة الزعيم السوفيتي خروتشوف انذاك الذي امر بتفكيكها لكان من المتوقع في تلك الأيام التي حبس العالم فيها أنفاسه خوفا ورعبا من اندلاع حربا نووية مدمرة بين القطبين الاعظم …
 
الآن لأول مرة بعد انتهاء الحرب الباردة تعود المواجهة العسكرية هذه المرة بين روسيا الاتحادية التي ورثت الاتحاد السوفييتي السابق في مقدرته العسكرية النووية وبما تتمتع من حجم بشري وموقع جغرافي في شرق أوروبا وعلى تخوم اسيا ..
 
تعود إمكانية المواجهة العسكرية ببدء العملية الحربية الروسية بينها وبين حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أعلن الرئيس الأمريكي عن استعداد الحلف للدفاع عن أوكرانيا إضافة إلى فرض عقوبات مالية واقتصادية على روسيا في وقت بدأ التنسيق فعلا بين الولايات المتحدة التي تقود الحلف وبين أعضائه خاصة بريطانيا وقد كان الحلف يتوقع هذا الهجوم الروسي وهو لذلك كما صرح احد قادته العسكريين عن عزم الحلف لدفع مذيد من القدرات العسكرية إلى بلدان شرق أوروبا المنضوية في إطاره..
 
الآن كما كان متوقعا بدا الهجوم الروسي وهو لن يكتفي بابطال منظومة الدفاع الجوي الاوكرانية وشل جهازية العديد من المطارات العسكرية بل ستكون وجهتة الوصول إلى العاصمة الاوكرانية كييف بهدف إسقاط النظام السياسي الموالي للغرب وتنصيب حكومة جديدة موالية لموسكو وهو ما تعتبره الدول الغربية اعتداء على الديموقراطية وعلى القانون الدولي وقد جاء ذلك ايضا على حد تعبير مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي انعقد بعد بدء الهجوم الروسي برئاسة الرئيس بايدن وقد ضم وزيري الدفاع والخارجية وهو اي إسقاط النظام السياسي الاوكراني في نظر المحللين السياسيين الغربيين هدفا في غاية الصعوبة الوصول لتحقيقه كون الاوكرانيين جميعهم قد أعلنوا سابقا عن استيائهم للخطوات الروسية السابقة وأهمها ضم جزيرة القرم..
 
هكذا اخيرا كما كان متوقعا اعطي الرئيس الروسي بوتين إشارة البدء بالهجوم العسكري وهو من جهته يعتبر ان ذلك العمل الحربي البعيد عن الجهد السياسي والدوبلوماسي الذي تميل إلى ممارسته الأنظمة السياسية الديموقراطية عملا مشروعا و مبررا وذلك للدفاع عن الأمن القومي الروسي والذي هددته أوكرانيا بانضمامها هي وبلدان أخرى كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على قدرات حلف الناتو الأطلسي في تحقيق مصالحه كقطب أعظم في السياسة الدولية وكذلك يندرج هذا العمل العسكري في إطار حماية للوجود البشري الروسي في شرق أوكرانيا وهو الذي تواجد ايام الحقبة السوفيتية حمايته من الإقتلاع والطرد …
 
وبعد ما ينبغي قوله اخيرا ان هذه الأزمة الاوكرانية ليست أزمة طارئة بين روسيا والغرب فهي إضافة إلى كونها من جهة روسيا دفاعا عن النفس منعا من المحاصرة والتطويق من حلف الناتو الا ان هناك أسباب أخرى كانت وراء حدوثها اهمها تجسد في كون روسيا تنتمي للعرق السلافي والمذهب المسيحي الارذوزسكسي خلافا لبلدان أوربا الغربية التي يغلب عليها المذهب الكاثوليكي أو البروتستني وقد كان هذا الاختلاف العرقي والمذهبي دائما وراء توتر العلاقات بين روسيا ايام الإمبراطورية القيصرية أو الاتحاد السوفييتي السابق أو روسيا الاتحادية الان وباقي البلدان الغربية وايا ما كان أسباب الأزمة الاوكرانية ومصدر تفاقمها وانتقالها إلى مرحلة الحرب فإن ما يميزها عن الأزمات السياسية التي حدثت في الماضي بين النظام الرأسمالي العالمي والنظام الاشتراكي انها بعيدة عن الصراع الطبقي فروسيا الاتحادية ليست الاتحاد السوفييتي الشيوعي السابق الأمر الذي افقدها وقوف حركات التحرر الوطني و الأحزاب اليسارية في بلدان العالم الثالث بشكل لافت حيث لم يجد كل هؤلاء أسباب موضوعية حول حجم المساندة التي يمكن تقديمها لروسيا التي تبحث عن مصالحها الحيوية القومية الخاصة بها كقوي عظمى في العالم…

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،،

ياسامعين الصوت ،، بقلم  اللواء سليم الوادية  مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،، زمن الرسول محمد …