الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : زبانية الرفض

سليم النجار يكتب : زبانية الرفض

سليم النجار

زبانية الرفض
سليم النجار
 التاريخ لا يكتبه المهزومون والغائبون في غياهيب “الفكر” المُتكؤون على عصا الجهل، إنهم من مخلفات زوابع الذكرى المليئة بهزائم الأنظمة العربية، التي تعرت أمام امتحان فلسطين وتحولت دكاكينهم السياسية إلى أثر كرامة. هؤلاء الذين يعرّفون أنفسهم بالماركسية بعد أن كانوا يؤمنون بالقومية العربية وكانوا في كلا الحالتين فشلة وهواة مواقف، هكذا كانت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) منذ التأسيس تعتاش على ردة الفعل، بعد أن تركوا قوميتهم العربية جرّاء المزايدات التي ترأسها نايف حواتمة وتزعم وقتها التيار “اليسار” داخل حركة القوميين العرب، واعتبر نفسه الوصي على الماركسية، عند تلاحم التياران القومي والماركسي في فصيل نكاية في حركة فتح، ما هي إلا فترة قصيرة وانفض السامر وانقضى شهر العسل بينهما، وأسس كل من حبش وحواتمة “فصيله” الخاص به، وللتاريخ فقد كان السّباق في تبني والإسترشاد بالماركسية كما تشي أدبياتهم السياسية نايف حواتمة، وبعدها لحق حبش بالإسترشاد، ومن هنا بدأت المسرحية الهزلية وفصولها النتنة المملة في اتخاذ المواقف من جبهة الرفض، إلى جبهة الإنقاذ، إلى التحالف الديمقراطي، كل هذه الفصول لم تكتمل نهاياتها إلا بعقد صفقات مع حركة فتح، لا علاقة لها بالمواقف الوطنية أو الحفاظ على الثوابت الفلسطينية؛ بل بحصص المقاعد داخل منظمة التحرير، والميزانيات التي تُصرف من الصندوق القومي الفلسطيني، هذه الأرضية التاريخية التي تنطلق منها (الجبهة الشعبية) لرفضها مؤخراً المشاركة في المجلس المركزي لمنظمة التحرير، لكن هذه المرّة كان قرارهم مطعّم بنكهة إيرانية عبر الوسيط “الحمساوي”، وهذا الموقف ليس مستغرباً ولا مستهجناً خاصة للذين يعرفون تاريخ (الجبهة الشعبية) السياسي، ومن منّا ينسى موقفهم المخزي في حرب المخيمات في لبنان، عندما شنت عصابات أمل حرباً شعواء على شعبنا العظيم وقدمت حركة فتح خيرة كوادرها شهداء على قربان القرار الفلسطيني المستقل، ورحم الله الشهيد البطل علي ابوطوق، آنذاك كان موقف( الجبهة الشعبية) كإمرأة تمارس العشق مع أكثر من ذكر وتتدعي العفة وتحاضر عن الفضيلة، وتنتظر الذكر الذي يفور بجسدها حسب معاييرها، لتعلن بعد ذلك هذا الموقف (الثوري الأخلاقي)، ولا ننسى موقفهم في حرب طرابلس التي شنتها عصابات أبو موسى؛ أليس من المعيب أن تتوهم الجبهة الشعبية أن ذاكرة الشعب الفلسطيني ذاكرة سمكة! التاريخ الوطني لا يرحم من جعل فصيله مبغى سياسي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …