الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة : المستوطنون انعكاس ل” لسياسة الأبارتهايد” للكيان الصهيوني

علي ابو حبلة : المستوطنون انعكاس ل” لسياسة الأبارتهايد” للكيان الصهيوني

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

المستوطنون انعكاس ل” لسياسة الأبارتهايد” للكيان الصهيوني 

المحامي علي ابوحبله 

قوات الاحتلال الصهيوني ليس وحدهم من يمارس سياسة التنكيل بحقّ الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة، بل تدعم قوات الاحتلال مجموعات استيطانية متطرّفة، تحظى بغطاء ورعاية وتمويل من الكيان الصهيوني العنصري وتتمثل بمجموعاتٌ لعلّ أبرزها ” شبيبة التلال” ، التي أُوكلت إليها منذ سنوات مهمّتا التضييق على الفلسطينيين وسرقة ممتلكاتهم. وقد دأبت قوات الاحتلال ، منذ نشأتها، على إنتاج جماعات من ” المرتزقة” تحظى بغطاء قانوني وسياسي، بهدف توكيلها بـ”المهامّ القذرة”، التي لا يمكن لـ”مؤسّسات الدولة” القيام بها، حرْصاً على صورتها أمام ” المجتمع الدولي” . ولعلّ واحدة من أبرز تلك الجماعات، هي “شبيبة التلال”، المدفوعة بارتباط إيديولوجي ـــ قومي، عنوانه ” قيام مملكة داوود الكبرى” والاحتقار المطلق لـ”الأغيار” (غير اليهود)، بتحريضٍ وتعبئة من الحاخامات اليهود، وبتدريب من المنظّمات الاستيطانية المتطرّفة. وقد كان لهذه الجماعة دور كبير في الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها قرى الضفة الغربية المحتلّة وبلداتها في الآونة الأخيرة، خصوصاً عقب عملية “حومش”، حيث قادت الناشطتان اليمينيّتان البارزتان، يهوديت كتسوفر ونادية مطر، ومعهما رئيس مجلس “مستوطنات الشمرون” يوسي دغان، هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.

وقد كتب الخبير العسكري، يوسي يهوشع، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن” طريقة إحكام السيطرة على الفلسطينيين لم تعُد مجدية ، فقد ، أثار وصْف نائب وزيرة الاقتصاد، يائير غولان، مستوطِني “حومش” بأنّهم “ليسوا من البشر”، عاصفة انتقادات ضدّه، لاستخدامه التعبير نفسه الذي أطلقه اليهود ضدّ النازيين قبيل الحرب العالمية الثانية، من أجل الطعْن في ” الطلائعيين” من المستوطِنين، والذين تُمثّل “شبيبة التلال” تجمّعهم الأبرز. وتنقّلت سلسلة الإدانات ما بين رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الأمن بيني غانتس، وصولاً إلى رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، وهو ما دفع غولان إلى التراجع عن تصريحاته ، وتقديم اعتذار رسمي. ولعلّ هذا الاستنفارَ مردّه ” إلى المكانة التاريخية ” التي تَحظى بها تلك الجماعة، منذ أن أطلق عليها عرّابه الأوّل، رئيس الوزراء الأسبق، آرييل شارون، وصْف ” مِلح الأرض”، في خطاب له في عام 1998، قال فيه إن ” كلّ فرد يجب أن يتحرّك سريعاً للاستيلاء على أكبر قدْرٍ ممكن من التلال، من أجل توسيع المستوطنات ؟؟؟ كلُّ ما نستولي عليه سيكون في أيدينا، وكلُّ ما لا ننتزعه سيكون لهم” . ومن هنا، باتت لهؤلاء مهمّات أساسية على مسارَين، يغذّي أحدهما الآخر: الأوّل، تنفيذ عمليات ” جباية الثمن” ، عبر اعتداءات دورية على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومساجدهم ومحاصيلهم؛ والثاني، سرقة الأراضي لإقامة البؤَر الاستيطانية. وعلى الرغم من أن آخر الإحصاءات تفيد بأن تعداد ” شبيبة التلال” لا يتجاوز 800 عنصر، لا تتعدّى أعمارهم الـ25 عاماً، إلّا أن للجماعة تأثيراً بالغاً داخل الوسط اليميني المتطرّف برمّته. كما أن لها صلاحيات استثنائية محميّة بـ” جدران ثلاثة” – بحسب تعبير تسفي برئيل في صحيفة ” هآرتس” العبرية – هي ” الحاخامات، ومجلس يشع الاستيطاني، والحكومة الإسرائيلية” .

وفي تحقيق صحافي نشرته صحيفة ” يديعوت أحرونوت” ، في السادس من كانون الثاني 2012، أن ممارسات جماعات “تدفيع الثمن” (شبيبة التلال لاحقاً) لم تنبثق من ” مبادرات فردية” في أوساط المستوطنين، بحسب الرواية التي قدّمها كبار المسؤولين الإسرائيليين وتَبِعهم في تبنّيها الكثير من الصحافيين والمفكّرين الصهاينة، إنّما هي نتاج ” فكرة منظّمة”، ابتكرتها “لجنة مستوطني شومرون” ، برئاسة غرشون ميسيكا. وقد بدأ تبلورها فعلياً عام 2008، مع ضخّ ميسيكا أموالاً لمصلحة الجماعة من ميزانية ” مجلس شومرون”، الذي تُموّله الحكومة من خزينة الدولة، فيما لا يزال التمويل جارياً إلى الآن. ولعلّ ذلك يفسّر ما كشفته منظّمة ” يش دين” الإسرائيلية، من أن 91% من ملفّات التحقيق – وعددها 1200 – التي فتحتها الشرطة الإسرائيلية في الضفّة ضدّ مستوطنين بين عامَي 2005 و2019، على خلفية اعتداءاتهم على الفلسطينيين، أُغلقت من دون تقديم لائحة اتّهام، بحجّة أن المُتَّهم لم يُعرف، أو بذريعة فقدان الشرطة الإسرائيلية للملفّ، أو بدعوى “عدم وجود ذنبٍ جنائي”، علماً أن مؤسّسة ” أوتشا” التابعة للأمم المتحدة وثّقت ما يقارب 3000 اعتداء، منذ بداية عام 2017 وحتى نهاية كانون الثاني 2021 فقط.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …