الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مروان محمد مشتهى يكتب : الشخصية المثيرة للجدل

د. مروان محمد مشتهى يكتب : الشخصية المثيرة للجدل

مروان محمد مشتهى

 

الشخصية المثيرة للجدل
د. مروان محمد مشتهى
تعتبر الشخصية المثيرة للجدل  شخصية متناقضة ، تضع من يتعامل معها في حيرة شديدة ، تهتم بشدة في أناقة شكلها الخارجي ، ولكنها زائفة الجوهر والمضمون ، تتقمص الحب ولا تعطيه ، كثيرة الوعود ولكنها تحنث بها ، لا تملك عواطفاً حقيقية تجاه الآخرين .

تقف تلك الشخصية في المنطقة الرمادية للأشياء فتتخذ مواقفاً غير متوقعة وغريبة عن العادات والتقاليد والتوجهات السائدة في المجتمع فهي شخصية متقلبة وسطحية ومخادعة.

لا تمتلك تلك الشخصية صداقة حقيقية ؛ فسمة الغدر ديدنُها ومن طبيعة تكوينها ؛ فهي أنانية لا تعتد إلا بنفسها ولا تهتم بمشاعر الآخرين ولا تجبر خواطرهم ولا تستمع لهمومهم فهي مجردة من المشاعر الإنسانية .

تلك الشخصية تحدث صخباً وجدلاً واسعاً لاحتوائها الكثير من التناقضات فقولها يتناقض مع أفعالها وسلوكها غير منتظم ؛مما يضع الناس في حيرة من أمرها في تكوين فكرة متكاملة عنها أو وصفها أو معرفة حقيقة آرائها أو توجهاتها ؛ فهي تقول الشيء وتفعل عكسه تماماً وتستغل موجة الاحداث الساخنة وتظهر رغبتها الجامحة بالتغيير بطريقة تقربها من تحقيق مصالحها ليس إلا .

تلك الشخصية مضللة ، تمتلك مساحة كبيرة من المناورة ، والتنقل بين المراحل بذكاء وتحترف الخديعة وتتصيد المواقف من الأعداء،ولكنها برغماتية شديدة الذكاء ؛ ليس لها عدو دائم أو صديق دائم وانما حسب ما يتوافق مع اغراضها و يحقق غاياتها .

إن لتلك الشخصية بيئة خاصة بها  تنمو بداخلها وتستقي منها توجهاتها العقيمة وتستمد ديمومتها ؛ فهي لا تنمو في ظل بيئة مستقرة يتخللها محاسبة ومسائلة؛ انما تنمو في بيئة رخوة وفي ظل انتشار الفساد والظلم وغموض الأهداف وانعدام الشفافية وضياع الحقوق وغياب القانون؛ ولكن يبقى هناك قانون واحد تحتكم له تلك الشخصيات وهو قانون الغاب .

تحترف تلك الشخصيات مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهذا ما يميزها عن غيرها ، حيث تستطيع عمل أي شيء في سبيل وصولها إلى أهدافها ولو كان ثمن العبور جماجم الأصدقاء والمقربين وطموحاتهم وأموالهم .

لا يتبع تلك الشخصيات إلا من هم على شاكلتهم ، فلن يتبعهم أصحاب السيرة الطيبة والايدي النظيفة ، وأصحاب الفكر الرشيد ، والسجل المشرف ، فلن يتبعهم أو يتأثر بهم إلا منتهزي الفرص الضائعة ،ومن لا يمتلكون رأياً ولا ثقافة ولا فكراً ؛ سوى تحقيق مصلحتهم الشخصية الضيقة ولو كان الثمن تخليهم عن مبادئهم وتوجهاتهم وأخلاقهم  .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …