الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرف الإسلامي ومسؤولية الغرب المسيحي في المنشأ

محمد جبر الريفي يكتب : ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرف الإسلامي ومسؤولية الغرب المسيحي في المنشأ

محمد جبر الريفي

ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرف الإسلامي ومسؤولية الغرب المسيحي في المنشأ

محمد جبر الريفي

التطرف الذي تمارسه الجماعات المتشددة الإسلامية ليس مقبولا من عامة المسلمين لأنه يتناقض مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف المعروف عنه بصفة الاعتدال والتسامح والقبول بالعيش المشترك مع أهل الذمة لكن هذا التطرف الإسلامي لم يكن ليوجد كأسلوب جهادي عند اصحابه لولا التعصب الديني الاعمى الذي تمارسه المسيحية الغربية في الغرب الرأسمالي الصليبي ضد كل ماهو إسلامي

وكذلك وقوف دولها ضد القضايا العربية والإسلامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية والعمل على زرع الفتنة بين مكوناتها الطائفية والعرقية والوقوف مع انظمتها الاستبدادية الفاسدة التي تمارس القمع والقهر والطغيان والظلم السياسي والاجتماعي حتى تبقى دول ضعيفة عاجزة لا تستطيع وضع الحلول لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية ولا تقدر على تنفيذ خطط تنموية شاملة يخرجها من وضع التخلف الحضاري مكتفية بذلك بما تستورده من الدول الصناعية الكبرى من السلع الاستهلاكية وبذلك تظل مرتهنة للإرادة الغربية وكذلك وهو الأهم مساندة هذه الدول الغربية للكيان الصهيوني العنصري تاريخيا حيث عمل الغرب في القرن الماضي على تصدير ما سمى في حينه بالمشكلة اليهودية من خلال دعم دوله الاستعمارية الكبرى للحركة الصهيونية

منذ بداية تخطيطها للمشروع الصهيوني في سعيها لاغتصاب فلسطين وما زالت هذه الدول تدعم الكيان الصهيوني خاصة الولايات المتحدة على أكثر من مستوى ، وفي مجال التعصب المسيحي الغربي ضد الإسلام يمكن ايضا استحضار التجربة التركية مع السوق الأوروبية المشتركة سابقا والتي تحولت بعد ذلك إلى منظومة الاتحاد الأوروبي حيث ظلت الرغبة التركية للانضمام إليهما بحكم ان بعض اراضيها يقع في القارة الاوروبية ..ظلت هذه الرغبةبعيدة عن التحقيق وذلك بسبب أن تركيا دولة إسلامية ولم يشفع لها كونها عضوا أساسيا في حلف الناتو الاستعماري وكذلك ما قام به نظامها العلماني قبل ذلك بعد إعلان الجمهورية للتخلص من إرث الشرق ونظام الخلافة حيث عمل على كتابة لغتها القومية التركية بالحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية وكذلك استبدال الطربوش وهو غطاء رأس عثماني معروف بالقبعة الأوروبية …

أما بخصوص المراجعة الموضوعية لظاهرة الإرهاب الدولي فإنه من المؤكد أن هذه المراجعة لا تعفي الغرب المسيحي من القيام بدوره الفعال و الأساسي في بروز هذه الظاهرة ولا يمكن التركيز فقط على الفكر الإسلامي السلفي المتشدد الذي كان وراء بروز التنظيمات الإسلامية المتطرفة وأغفال الدور السياسي والأمني للغرب الامبريالي في ذلك خاصة دور الإمبريالية الأمريكية التي ساهمت في نشوء تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ أسامة بن لادن لمحاربة القوات السوفيتية التي كانت موجودة في أفغانستان بطلب من حكومة مجيب الرحمن الثورية التي أسقطت النظام الملكي الأفغاني العميل للغرب وكان ذلك بداية نشوء ظاهرة الإرهاب حيث التقت أطروحات السلفية الجهادية ذات المرجعية المذهبية الوهابية مع المصالح الرأسمالية الإمبريالية ثم استفحالها وجعل هدف عملياتها مدن وعواصم الغرب وذلك بعد أن دب التعارض بين برنامج تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة وبين تلك المصالح الرأسمالية والإمبريالية بحيث انقلب بذلك السحر على الساحر كما يقول المثل العربي المعروف ؛

وهكذا فإن عداء الغرب المسيحي الاستعماري للعرب والإسلام تاريخيا وفي الظروف الراهنة وكذلك دور الإمبريالية الامريكية في مرحلة الصراع في أفغانستان أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي الاشتراكي كانا هما العاملان الأساسيان وراء نشوء ظاهرة الإرهاب الدولي و استفحال بعد ذلك خطر التطرف الإسلامي الدموي الذي يجتاح الآن بعض دول الشرق العربي ( سوريا والعراق) حيث ما زال يوجد تنظيم داعش التكفيري الإرهابي المتطرف رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي التي تقوده واشنطن وهو الابن الوحشي لتنظيم القاعدة الأم الذي هو في الأصل صناعة غربية.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *