الرئيسية / الآراء والمقالات / ناهض زقوت يكتب : التغيير والحل .. طوفان نوح

ناهض زقوت يكتب : التغيير والحل .. طوفان نوح

ناهض زقوت

التغيير والحل .. طوفان نوح

ناهض زقوت 

لقد وصلنا إلى آخر النفق، ولم نجد ضوء أو شمس ساطعة، بل جدار طويل وعريض وضعه أحدهم لكي يحجب ضوء الشمس، فغرقنا في الظلام.

نحاول أن نبحث عن حلول لتغيير الواقع، ولكننا نصطدم برؤوس متحجرة، استكانت للامتيازات والانجازات الذاتية التي حققتها. ولسان حالها لما التغيير …

عقول تكلست بأفكار لم تعد عابرة للقارات، بل أفكار حتى لم تعد محلية، لا تغني ولا تسمن من جوع. أفكار فارغة جوفاء، عقيمة لم تعد قابلة للتجدد، تحملها رؤوس تترنح يمينا ويسارا دون ان تنتج.

أجيال يتم تجهيلها في المدارس، تخضع مناهجها لشروط الممول، حتى الحضانات لم تسلم من التجهيل.

لم يعد هناك أمل في التغيير والاصلاح، لقد توقف الزمن عند الماضي، دون نظرة للحاضر، أو رؤية لتجديد المستقبل.

عقول الحاضر قائمة على المؤامرات، وزرع الفتنة، ونشر الاكاذيب، وتقسيم المقسم، وتفتيت المفتت، وترويج البدع والخرافات، واحتلال العقول بالدجل والتزييف.

أصبحنا على الطرقات نتغني بالشعارات، ونعد أرقام الشهداء، ونستنكر ونشجب وندد، وفي المساء نحضن أطفالنا وننام.

دخلنا في حالة لعم دون أن ندري كيف الخروج، فتركنا الزمن يأخذ دوره، لعله يأتي بالفرج.

أما ما تبقى من الشعب المنهك، عليه الصبر، فموعده الجنة.

لم نعد أخوة أحباب، فرقتنا الحزبية، وتكاثر علينا الأعداء، وغرقنا في نشوة تعدد الأصوات، التي لم يسمعها أحد.

اذن ما العمل؟؟، فلم يعد ضرب الرؤوس في الجدران مجديا .. 

نحن نحتاج إلى طوفان كطوفان نوح، وسفينة كسفينة نوح تحمل على متنها المواليد الجدد فقط، وعندها تمطر السماء وتغرق الأرض، وتمحو من الوجود البشر والحجر والشجر.

بعدها نحقق التغيير من خلال الأجيال الجديدة، بعد تربيتها على المبادئ والاخلاق.

غزة: 9/1/2022

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *