الرئيسية / الآراء والمقالات / د. فيصل عبد الرؤوف فياض : حركتنا العملاقة همة تعلو القمة”

د. فيصل عبد الرؤوف فياض : حركتنا العملاقة همة تعلو القمة”

فيصل عبد الرؤوف فياض
” حركتنا العملاقة همة تعلو القمة”
بقلم/ د. فيصل عبد الرؤوف فياض
تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لإنطلاقة الثورة الفلسطينية الخالدة والتي تحمل في طياتها الكثير الكثير من الذكريات الثورية والفدائية والتي نفتخر بها عبر مراحل التاريخ الوطني الفلسطيني، حيث قادها رجال بذلوا الغالي والنفيس بدمائهم وتضحياتهم الجسام من أجل الكرامة الوطنية، وإرساء دعائم الدولة وتحرير الأرض من الاحتلال الغاشم، فدائيون اجتمعوا في أواخر عام 1958م، وبدؤوا بالتحضير المتقن لانطلاق حركة فلسطينية وطنية تُدافع عن الوطن والشعب والأمة بأسرها حيث كان الاجتماع الأول بالكويت بحضور القادة “ياسر عرفات – خليل الوزير-عادل عبد الكريم- عبدالله الدنان – توفيق شديد-يوسف عميرة”
هؤلاء الفدائيون هم من صاغوا كلمة الثورة الخالدة وكلمة الحركة الجماهيرية المستمرة بلهيبٍ ونضالٍ مُتجدديْن فكانت “فتح” وكان بناؤها الثوري الشامخ، هذه الثورة التي انطلقت بعد انتساب العديد من القادة الكبار لها بين أعوام (1958- 1965)م، ليعلن بيان عسكري ميلاد الثورة وميلاد فتح فأينما تذكر ثورتنا المجيدة تذكر حركتنا الخالدة “فتح” وأينما يذكر العطاء والفداء والعمل والأخوة والمحبة والتسامح والرقي تُذكر حركة فتح ويذكر قادتها الميامين، حيث بدأ البيان الأول للانطلاقة بإعلانه عن عملية نفق عيلبون ليلة الفاتح من يناير لعام 1965م وليبرز نجم هذه الحركة العملاقة بكلماتٍ وحروفٍ من نور بالقول “اتكالا منَا على (الله) وايماناً منَا بحتمية الانتصار” كلماتٌ ليست كالكلمات، تُدلل على الايمان المطلق بالله ثم الاقتناع اليقيني بالنصر المؤزر.
سبعٌ وخمسون عاماً من النضال المستمر(همة تعلو القمة)
إنَ حركتنا العملاقة مرت بمراحل هامة ومصيرية عبر مراحل الثورة فكانت الكرامة عام 1968م وكانت ميونخ 1972م وكانت دلال عام 1978م، وصولاً لملحمة بيروت عام 1982م، والصمود 88 يوماً أمام أعتى قوة في العالم، ثم الانتفاضة المباركة عام 1987م، فعملية ديمونة عام 1988م، مرورا بقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ثم انتفاضة الأقصى عام 2000م ثم الحروب المتتالية والهجمات الشرسة على وطننا المسلوب وأبناء شعبنا الأبيْ في القدس والضفة وقطاعنا الحبيب، وما زالت حركة فتح بقائدها العام “فخامة الرئيس” تُسجل البطولات وتدافع عن شعبها ووطنها بكل قوة لتمحُوَ من سجلات التاريخ مقولة ” الجيش الذي لا يقهر”.
لقد جاءت هذه العمليات الاستشهادية المتعددة والمعارك القتالية النوعية والتي نُقشت بدماء شهداء وجرحى الثورة الفلسطينية المجيدة، لتؤكد على الفكر الثوري لحركة فتح ونهجها القتالي المسلح ممثلاً بقوات العاصفة وأنَ فتح ما زالت متمسكة بالمقاومة ومحاربة الاحتلال.
نعم فحركة فتح هي حركة ثورية جماهيرية (وُجدت لتبقى ولتنتصر) كما قال الزعيم الراحل “جمال عبد الناصر” هذه الحركة ذات الإرث النضالي والتاريخ الفدائي هي من قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى وكان قادتها أول الشهداء فكان أبو عمار وأبو جهاد وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وماجد أبو شرار وحسن سلامة وأبو الهول وأبو اياد وسعد صايل وغيرهم من الشهداء الأكرم منَا جميعا، الذين قدموا أرواحهم فداءً لله ثم الوطن، وها هي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادتها التاريخية تحارب في كل الجبهات السياسية والنضالية، وتسجل الانتصارات تلو الانتصارات في المحافل الدولية حيث انتزعنا دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة، والعديد من العضويات في المؤسسات الدولية وخصوصا محكمة لاهاي الدولية، وما زال النضال مستمرا
واليوم وفي ذكرى الانطلاقة الخالدة نؤكد على ما يلي:
أولاً: نهنيء أبناء شعبنا الأبي وخاصة الفتحاويين بإنطلاقتهم السابعة والخمسين.
ثانياً: الدعوة للحفاظ على الإرث النضالي للثورة الخالدة، والوقوف أمام المحتل الغاشم في كل الميادين حتى تحرير وطننا المسلوب وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ثالثاً: دعوة الكل الفلسطيني للوَحدة الوطنية فهي صمام أمان شعبنا ورمز عزته وكرامته ولتكن سنة (2022) م عاماً للوَحدة الوطنية.
رابعاً: مطالبة المجتمع الدولي والعربي والاقليمي دولة الاحتلال بإنهاء الاحتلال الغاشم وإعادة حقوقنا المشروعة والتي كفلتها مواثيق الشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بالفلسطينيين في كل مكان.
وأخيراً، الرحمة لشهداء الثورة والوطن كافة، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية لأسرى الحرية

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *