الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مروان محمد مشتهى يكتب : خطوات تطوير الذات

د. مروان محمد مشتهى يكتب : خطوات تطوير الذات

مروان محمد مشتهى

خطوات تطوير الذات
د. مروان محمد مشتهى
تعتبر عملية تطوير الذات على قدرٍ كبير من الأهمية لمساهمتها الفاعلة في بناء الشخصية المؤثرة والقادرة على التعامل مع المواقف الصعبة وتحدي الأزمات، فقد اعتبر ستفين كوفي تطوير الذات كالبنزين بالنسبة للمركبة فلن تستطيع حتماً السير لوجهتك دون توفير الوقود، ولن تستطيع تحقيق النجاح أو التقدم خطوة واحدة إلى الأمام دون تحقيق ذاتك.

ويمكن اعتبار تأهيل الذات خطوة بناءة نحو تعزيز الذات من خلال العمل الجاد والدؤوب نحو التدريب وتعزيز أوجه الضعف والقصور في شخصيتك واكتساب المهارات الجديدة والاطلاع الواسع في المجالات التي تعزز مهاراتك والتواصل الإيجابي مع المجتمع من خلال المؤتمرات والندوات وورشات العمل؛ مما يوفر قاعدة بيانات عريضة لأشخاص ومعارف وأماكن جديدة.

وتمر عملية تطوير الذات؛ بتقدير ذاتك وعدم تحميلها ما لا تحتمل من جَلْد الذات، فما عليك إلا تقبل شخصيتك كما هي ولا تكن جسراً لأحد أو شمعة تحترق ليرضى عنك غيرك ولكن كن واقعياً مقتنعاً بكل ما مررت به في حياتك؛ ولا تقارن نفسك بغيرك وبما وصلوا إليه وإنما انطلق من مفهوم الآية القرآنية (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، فالرضى والقناعة أولى خطوات النجاح. فما عليك إلا الاجتهاد والأخذ بالأسباب فإن أصبت فبتوفيق من الله ومنةً منه؛ وإن أخطأت فقد فعلت ما بوسعك؛ فلا تلم نفسك فليس هناك من هو معصومٌ من الوقوع في الخطأ والذلل.

ويعتبر التردد والخوف خطوة قاتلة تمثل تحدياً نحو تحقيق الذات، فالتردد مقبرة الفرص الضائعة؛ وعليه يجب مجابهة مخاوفك من خلال الاستثمار الأمثل للفرص المتاحة؛ وكسر روتين التفكير السلبي واكتساب عادات جديدة للتغلب على تلك المخاوف الواهية؛ فتلك المخاوف الزائفة ما هي إلا قيود قد فرضتها على نفسك وليس لها أي وجود على أرض الواقع فتحرر منها فوراً.

وهناك خطوة لا تقل أهمية في بناء الذات ومهارات التواصل، وهي لغة الجسد فما عليك إلا مراعاة ضبط تلك اللغة والتحكم الذكي بها؛ من خلال النظر في عين محدثك وحسن الإنصات والوقوف منتصباً للقامة، وأن تكون سريع البديهة تبتسم بطريقة ودودة رافعاً رأسك؛ مسيطراً واثقاً من نفسك مما يعكس سلوكاً إيجابياً على شخصيتك وقبولك لدى الآخرين.

كما لا يمكن التقليل من أهمية تنظيم الوقت وترتيب الأولويات كونه عنصراً أساسياً يلازم جميع خطوات ومراحل تطوير وتنمية الذات؛ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وكل عمل تقوم به لابد من اقترانه بزمن؛ فالخطة والتدريب وتحقيق الأهداف واتخاذ القرارات لابد أن تترجم في الوقت المناسب؛ وإلا فما جدوى اتخاذ قرار زالت مبررات وجوده، أو خطة غير مقترنة بزمن أو أهداف فضفاضة ليس لها سقف زمني للوصول إليه؛ كل ذلك يجعل من الضرورة بمكان مراعاة عامل الوقت في كل خطو تخطوها نحو تطوير الذات لتكن فعالة وذات قيمة عالية.

وتعتبر الإيجابية من الخطوات الضرورية لصقل الذات؛ فابتعد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين والمحبطين؛ فلا تتوقع حياةً رغيدةً وأنت تمتلك مثل هؤلاء الأشخاص، ولا تجادل أصحاب الرأي المسبق؛ فكسب المعركة يتركز في عدم خوضها من الأساس، فكن كريماً بذاتك عزيزاً بمواقفك؛ فكسب القلوب أكثر ربحاً من كسب المواقف وتسجيل النقاط والأهداف في شباك الآخرين؛ فمن أرادك سيبحث عنك وسط الزحام.

وكما لا يمكنك اغفال أناقة ملبسك ومظهرك الخارجي وذلك من خلال الذوق الرفيع في اختيار الألوان وتناسقها وترتيبها؛ مما يرفع ثقتك بنفسك، وكذلك اختيار الأسلوب المناسب لحياتك؛ مما يجعلك اجتماعياً محاوراً لبقاً تتقبل وجهات النظر الأخرى؛ فكن مستعداً من خلال التخطيط المسبق الذي يحد من الأداء الضعيف؛ فالتقييم المستمر يكشف أوجه القصور؛ فكلما عززت أداؤك ارتفعت حظوظ نجاحك وتميزك.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *