الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : استقواء العرب بعضهم على بعض ادى للتفكك العربي

علي ابوحبله يكتب : استقواء العرب بعضهم على بعض ادى للتفكك العربي

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

استقواء العرب بعضهم على بعض ادى للتفكك العربي وعوده للتدخل الاجنبي لعودة الاستعمار من اوسع الابواب

المحامي علي ابوحبله

بدلا من تحقيق الوحده العربيه والتكامل الاقتصادي والسوق العربيه المشتركه والعمله الموحده كما فعلت اوروبا ، الا ان الاستقواءةالعربي ومحاولات الاستظلال والتحالف مع قوى استعماريه قلب كل المعادلات وافقد الامه العربيه امل تحقيق وحدتها وترسخت العصبيه والقبليه ليعود العرب الى عصر الجاهليه عصر الغزوات ومحاولات الهيمنه والاخضاع تحت مفهوم السيطره من خلال التحالفات مع الاستعمار وقوى الصهيونيه
هل هو انهيار للقيم العربيه وتغير في المفاهيم وهل كتب على امة العرب ان تعيش الفرقه والاغتراب لتشكل اتفاقية الدفاع المشترك بين المغرب واسرائيل ضمن مسلسل الانهيار لمفهوم الامن القومي العربي ضمن مسلسل بدأ بالتامر على العراق والصراع على سوريا والحرب على اليمن ومحاولات الهيمنه على لبنان والانتقاص من سيادته بفعل الاجراءات والقرارات التعسفيه بحقه ليجبر جورج قرداحي وشربيل وهبه على الاستقاله ارضاء لغرور السعوديه وحلفائها
تناسى العرب قضية فلسطين وخضعوا لقرار ترامب الاعتراف في القدس عاصمه للكيان الصهيوني لم نسمع صوتا يستنكر ممارسات الاحتلال وتدنيس المسجد الاقصى وتدنيس حرمة المسجد الابراهيمي بالخليل ومقابل ذلك نشهد تنسيق وتطبيع واتفاق ما يعرف اتفاق ابراهام والترويج للديانه الابراهيميه حقا انه عصر الانحطاط العربي والاستسلام للمشروع الصهيوني للشرق الاوسط الجديد
فهل من المعقول أن يقبل العرب بما حل بهم بصمت مخجل وإنكسار واضح دون سبب جوهري أو قوة طاغية ؟
هل من المعقول أن نشاهد دولاً مثل أمريكا وإيران وتركيا تشترك في التدخل في العراق العربي ودولاً مثل روسيا وإيران وعدوان اسرائيل المستمر على سوريا ضمن مخطط لتحديد مصير سوريا العربية ، والعرب بعضهم مستمر في إعتبار تلك الدول أو بعضها صديقاً أو حليفاً سياسياً أو مذهبياً في حين يناصب البعض الآخر العداء لبعض تلك الدول ولأسباب متباينة .

ما الذي جرى وحـَوﱠلَ العرب والمسلمين إلى أمم مهزومة تستجدي الدعم والمساعدة من الآخرين وتقدم نفسها وأوطانها قرباناً لمن يرغب من تلك الدول في دخول المستنقع العربي .

إن مرارة التجربة العربية مع الإستعمار بأشكاله وألوانه المختلفة من عثماني إلى بريطاني وفرنسي وإيطالي وصهيوني وأخيراً أمريكي يتوجب اعتبارها موروثا سلبياً وقاسياً يستدعي المقاومة والإدانة والرفض وليس الإعادة والتكرار . ولكن لماذا يسعى بعض العرب الآن إلى طلب عودة الإستعمار بـِصَورِهِ المختلفة بل والترحيب به بإعتباره

الأمل والمخرج الوحيد لما يعانيه الوطن من أزمات معظمها صناعة محلية ، متناسين المآسي والآلام والتضحيات التي رافقت حقبة الإستعمار ؟؟

يعاني الوطن العربي الآن من حالة من التمزق فاقت تصور وخيال أعدى أعداء الأمة العربية في الوقت الذي لم يسعى العرب فيه إلى إستنهاض قواهم الذاتية لتصحيح هذا الوضع ، بل سعوا منفردين إلى الأستعانة بالأجنبي وبقوى إستعمارية معروفة لإنقاذهم مما هم فيه وكأن الخلاص فيهم وبهم . ولكن لماذا تسير الأمور بهذه الطريقة ؟

المفاضلة بين الخضوع السياسي لأمريكا أو روسيا أو الانضواء المذهبي تحت الراية الإيرانية أو التركية ومسعى التطبيع والتحالف مع اسرائيل التي تغتصب فلسطين هو أمر محزن ويبعث على الأسى والغضب في الوقت نفسه ، إذ لا يوجد استعمار أفضل من استعمار ، فكل أنواعه وأشكاله سيئة والمفاضلة هي في نسبة السوء وليس إذا ما كان احدهما جيداً والآخر سيئاً ، أو إذا ما كان كلاهما جيد ولكن أحدهما أفضل من الآخر . فالمفاضلة بين أشكال الإستعمار وأنواعه ظاهرة أصبحت تجتاح العالم العربي الآن وتبعث على الصدمة والحزن الشديدين كونها تعكس حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي التي يمر بها النظام العربي .

إن هذا النهج من التفكير قد أصبح أمراً متعارفاً عليه بين الأنظمة المستبدة ويعكس حالة من الضعف وفقدان الإرادة الذاتية التي تعكس عقلية الفاشل الذي يبحث عن سيد أو بالمفهوم الخليجي “عم”، يوفر الحماية حتى ولو كان ثمن ذلك “مص دماء” طالب الحماية .

لا يوجد أي نظام حكم على وجه الأرض أهم من الشعب الذي يحكمه و الإدعاء بأن في سلامة النظام سلامة للبلد الذي يحكمه إدعاء باطل ، وهي صفة من صفات الأنظمة الإستبدادية في سعيها إلى البقاء في السلطة حتى ولو أدى ذلك إلى تدمير البلد التي يحكمها ذلك النظام . إن إستعانة أي نظام حكم عربي بالاجنبي للإستقواء على مواطنيه

هي المدخل لعودة الإستعمار إلى تلك الدولة وتسليم مقاليدها لذلك الأجنبي فيما لو أدى تدخله إلى بقاء نظام الحكم المعني في الحكم بالرغم عن إرادة شعبه . وهذا ما يجري الآن في العديد من الاقطار العربيهة ، وما جرى في العراق بعد أن تحالفت المعارضة العراقية ودولا عربيه مع أمريكا في حربها على العراق ضد حكم صدام حسين .

إن ما يجري الآن حقيقة هو إستدعاء للقوى الإستعمارية واستعمال سطوتها للتأثير على مجرى الأمور داخل العالم العربي ، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تمزيقه وإعادة تشكيله وخلق كيانات هزيلة بديلة لن تكون راغبة أو قادرة على التخلص من نفوذ دول الإستعمار الجديد لأنها استمدت وجودها وشرعيتها من دعم تلك القوى لها .

المغالاة في فعل الشئ لا تعني الاجادة بقدر ما تعني المبالغة أو التعصب . وهذا ما ينطبق على الكثيرين اللذين يغالون في التأييد أو يغالون في العداء

هل في إستبدال نوع من الإستعمار بنوع آخر أي فرق ؟ إن الفرق قد يعتمد بشكل أساسي على ما تريده القوة الأستعمارية كهدف استراتيجي من وراء تدخلها في هذه المنطقة أو تلك . والحديث قد يأخذ أبعاده الحقيقية عند النظر في سلوك تلك الدول التي تتدخل في الشان العربي لتحدد مصيره

إن إلتقاء المصالح للدول الكبرى والاقليميه هو في اعادة اقتسام المصالخ وكاننا امام سايكس بيكو جديد لاقتسام مصالح النفوذ والهيمنه على مقدرات الامه العربيه . وأهداف أمريكا وربيبتها اسرائيل وروسيا والغرب تلتقي في نواح كثيرة وأهمها ثلاث :

أولاً : القضاء على ما يسمى بالإرهاب من خلال مزيد من الانتهاك للسيادة للاقطار العربيه تحت شعار مكافحة الإرهاب ، وربما دخول قوات أجنبية إلى داخل الأراضي العربيه كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا وليبيا وتواجد القواعد الامريكيه والغربيه في الخليج .

ثانياً : عدم اهتمام أمريكا بعودة الهدوء إلى الوطن العربي من خلال مناطق آمنة وهي المدخل للتقسيم الفعلي للعديد من الاقطار العربيه

ان ما نشهده على ارض الواقع هو تكريس لعودة الإستعمار لسوريا والعراق وليبيا ولبنان والعديد من الدول العربية بقرار ذاتي عربي وبرضى انظمة الاستبداد العربي لتكريس الوجود الاسرائيلي والهيمنه الاسرائيليه تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد ؟

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *