الرئيسية / الآراء والمقالات / مروان محمد مشتهى يكتب : خربشات حياتية

مروان محمد مشتهى يكتب : خربشات حياتية

مروان محمد مشتهى
خربشات حياتية
بقلم / مروان محمد مشتهى

 يجب ﺃﻥ تكن مقبولاً لدى الآخرين وأن تمتلك الكاريزما ، من خلال الانطلاق من قاعدة رئيسية وهي أن لكل شخص ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ وله علاقاته وله من يحبه ومن يكرهه،فأنت لست محور اهتمام الآخرين كما تعتقد ، فاستخدم سحر الكلمات ، ولين الجانب يقول سبحانه وتعالى في هذا المقام : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) ، فابتعد عن الغلظة في الحديث وازرع بذور الحب لدى الآخرين وارسم ابتسامة صادقة على محياك ؛ ولكن لا تبالغ فينكسر قلبك، وتلمس حاجات من حولك ومشاكلهم محاولاً حلها قدر المستطاع ؛ لترميم صورتك واستعادة ثقة الآخرين.

عادةً ما تختلف طباع الأشخاص عن بعضهم ؛ فمنهم من يتعامل معك من باب المصلحة تدوم العلاقة بدوامها وتنتهى بانتهائها ،فيتطفل عليك ويطلب منك تقديم خدماتك ؛ أضف إلي ذلك أنه يريد أن يعرف عنك كل شيئ ؛ ما هي طبيعة  عملك ونوع علاقاتك ودخلك المادي ، فهو دائم التلصص على أخبارك ، لا يتورع عن توجيه الإنتقاد الاذع لك، يتصيد أخطائك ويسعى إلي احراجك ،  يطعنك من الخلف ويظهر لك الود ، فزائف الود أقبح من صريح العداء ، فلا ﺗﻌﺎﺗﺐ أحداً  ﻻ يهتم بك ﺑﻞ ﻋﺎﺗﺐ ﻧﻔﺴﻚ لأﻧﻚ أعطيته أكبر من حجمه الحقيقي،فمن أراد الرحيل عنك فليفعل ؛ فهو عدو من البداية ولكنه يبطن الود الزائف ، فلا تأسف على مثل هؤلاء فخروجهم من حياتك مكسب بحد ذاته .

من ناحية أخرى يعتبر الأفراط في توقع المساعدة من الآخرين مدعاة للوقوع فى الصدمات والأزمات ، فهناك بعض العلاقات لا تستمر مطلقاً لأن أحد طرفيها يعتبر الصداقة محطة ينتهي فيها دورك بمجرد أن توصله إلي المحطة التالية؛ ليبحث مباشرة عن غيرك لاستكمال الأدوار ، فما عليك إلا الاعتماد على نفسك وتحفيز ذاتك والثقة بقدراتك بأنك تستطيع عمل كل شيئ دون الحاجة إلي مساعدة الآخرين ، فالناس يتغيرون عنك لأتفه الأسباب ، فمن أحبك تجاوز عن أخطائك مهما بلغت ، ومن كرهك وجد من ثقب الباب مدخلاً لذلك ، فلا تستنزف طاقتك إلا فيما يسعدك فسعادتك بين يديك فهي نتاج سلوكك .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *