الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : كيان هجين بين الفدرالية والكونفدرالية كحل للتسوية النهائية (الجزء الثاني)

د. مونتجمري حور يكتب : كيان هجين بين الفدرالية والكونفدرالية كحل للتسوية النهائية (الجزء الثاني)

مونتجمري حور

كيان هجين بين الفدرالية والكونفدرالية كحل للتسوية النهائية (الجزء الثاني)
د. مونتجمري حور
تناولنا في الجزء الأول من هذا الموضوع المستوى الأول من الخطة والتي تتحدث عن كيان هجين بين الفدرالية والكونفدرالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أطلق عليه اسم الاتحاد الفيدرالي أو صفقة الألفية أو كيان ثلاثة اثنان واحد، ونوهنا إلى بعض النقاط التي توضح ماهية هذا الاتحاد. أقدم في هذا المقال الدوافع والحيثيات التي على أساسها قامت فكرة إنشاء الاتحاد الإبراهيمي، كما سأوضح المستوى الثاني من خطة التنفيذ على عجالة بما يفسر سر تسارع الأحداث نحو مرحلة ما وراء-التطبيع.
سعى القائمون على هذه الفكرة إلى إحداث تغيير عالمي لنظرة دول العالم تجاه حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي السائدة منذ عقود وهو حل الدولتين، بل ولفت أنظاره إلى حلول أخرى قابلة للتطبيق ومنها إنشاء اتحاداً مع دول المنطقة على غرار النموذج الفدرالي الذي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية على أساسه، أو النموذج الكونفدرالي للاتحاد الأوروبي، أو نموذجاً هجيناً بينهما وهو ما تميل إليه معظم الأطراف، أي أن الأمر على ما يبدو يجتاز الصراع الفلسطيني والإسرائيلي ويمتد ليشمل تسوية شاملة في المنطقة. لو أخذنا نموذج بناء الولايات المتحدة كمثال وعددها خمسين ولاية، نجد أنها بطرقة أو بأخرى ولايات “منفصلة” إلى حد ما وعاصمتهن واشنطن التي لا ينظر لها على أنها ولاية عادية كباقي الولايات بقدر ما أنها مقاطعة مستقلة بذاتها لأنها عاصمة تمتلكها الخمسين ولاية الأخريات وهي ليست حكراً على واحدة دون الأخرى، ورغم هذا كله إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية مجتمعة تمثل دولة واحدة. يراد للاتحاد الإبراهيمي أن يتمدد ليصبح ولايات متحدة إبراهيمية وهو ليس بنظام فدرالي ولا كونفدرالي بل مزيج بينهما في بنيته ونفوذه، والآمال أن يمثل في نهاية المطاف دولة واحدة.
العقبات ومبررات تجاوزها
أولاً: إراقة الدماء التي امتدت لعقود
أولى هذه العقبات أمام الاتحاد الإبراهيمي هي الدماء التي أريقت في منطقتنا جراء الحروب التي نشبت هناك، ولبحث سبل تجاوز هذه النقطة، جرى الاستشهاد بنموذج الصراع الفرنسي- الألماني، حيث أريقت الدماء بين هذين البلدين لعقود طويلة ولكنهما وصلا الآن إلى مرحلة من التفاهمات والعلاقات الطبيعية تسمح لمواطني البلدين التنقل بحرية تامة من باريس الى برلين أو العكس دون أية مشاكل تذكر، ناهيك عن أنهما يتشاركان حاليا في عملة اقتصادية واحدة، مع العلم أنه لا يزال الكثيرون ينظرون لهذا التحول على أنه تحول جديد جداً، ما يعني أن ظاهرة السلام في أوروبا في حد ذاتها تعتبر ظاهرة جديدة نسبياً. وهذا يدلل على إمكانية تلاشي نقطة إراقة الدماء التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط.
ثانياً: عائق الدين
هناك اعتقاد سائد بأن الدين الذي كان يقف حائلاً أمام تحقيق السلام سيصبح جزءاً من حل المشكلة؛ فما يدفع الشعوب للقتال والتحارب فيما بينهما هي الفروقات والاختلافات الدينية، وتم الاستشهاد بالفروقات الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، وكذلك بين السنة والشيعة وجرى التنويه أن هذه الفروقات ولًدت الكراهية وغذًت شعور الخوف من الآخر فأصبحت مصدراً رئيسياً للكراهية. بالقياس على منطقتنا، وهي الأرض المقدسة، فهي ذات طبيعة دينية خاصة فهي “حاضنة الديانات الإبراهيمية” وقد حان الوقت لأبناء إسماعيل وأبناء اسحق أن يلقوا السيوف جانباً وأن يتحدوا لأن “الديانات الإبراهيمية” تنحاز جميعها الى البشر وتؤثر الإنسان على الحجر وان اختيار نبي الله إبراهيم هو رمز توحيدي لليهود والمسيحيين والمسلمين.
إن الاتحاد الإبراهيمي المزمع إنشاؤه سيكون هجيناً كما أسلفنا بين نموذج الولايات المتحدة ونموذج الاتحاد الأوروبي وقد يطلق عليه اسم “الولايات المتحدة الإبراهيمية” وسيكون لهذه الولايات عملة واحدة مشتركة وتعاون اقتصادي مشترك، ولكم أن تتخيلوا حجم القوة الاقتصادية التي ينوى تشكلها في المنطقة، والتي ستتحول في مرحلة ما إلى قوة عسكرية تحمي مصالحها على غرار كل القوى التي سبقتها، وهذا يعني أن الاتحاد الإبراهيمي، أو الولايات المتحدة الإبراهيمية، سيبدأ كقوة اقتصادية تساهم بها معظم دول المنطقة ثم سيتحول إلى قوة عسكرية كبيرة ومبررات تسلحه موجودة سلفاً، وهنا أتحدث عن السعي لتشكيل قطب عالمي (قوة عظمى) سيكون ذا ثقل سياسي وعسكري بين الأقطاب العالمية الأخرى.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *