الرئيسية / الآراء والمقالات / د.سالم حسين سريه يكتب : الضرب في أساس الجدار

د.سالم حسين سريه يكتب : الضرب في أساس الجدار

د.سالم سرية  :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)

الضرب في أساس الجدار

د.سالم حسين سريه  :أكاديمي وكاتب (فلسطين )

قال لي ابني :أما كان أفضل لو لم يخرج اهلنا من فلسطين بعدما خدعنا بأننا سنعود الى فلسطين بعد عدة اشهر ؟ومنذ 48 وحتى الآن عانى شعبنا ما عاناه وتحملنا من ظلم وتشرد ونزوح لا يوصف بحيث صارت قضيتنا مأساة العصر الفريدة النوع في تاريخ الظلم الإنساني .كما طرح نفس السؤال من ابن دكتور عراقي زميل لي في مكتبي بالجامعه وقال له : أما كان من الأفضل ان تحولوا دون احتلال العراق حتى لو كلفكم ذلك مليون شهيد بعد ان وعدكم الغزاة بأن العراق سيصبح واحة للديمقراطية والتقدم بعد الخلاص من الحكم الشمولي ؟ومنذ 2003 وحتى الآن يذبح العراق من الوريد الى الوريد !! لذا يبدوا ان الجيل الجديد محقا في عتابه على الجيل السابق في كلا المأساتين وما تلاها من نكبات في الأقطار العربية الأخرى مع الأخذ بعين الإعتبار خصوصية كل حالة وظروفها التاريخيه .

وعودة الى عنوان المقال المخصص للمأساة العراقيه أقول انه تترافق المطرقة والإزميل الإيراني مع المطرقه والإزميل الأمريكي في دك اساس البناء العراقي .فبعد ان بني الإنسان العراقي في عهد الحكم الوطني على حب الأمة العربية وضحى الكثير من أجلها وبني على النزاهة وحب الوطن ومحاربة الرشوة وكان للفرد العراقي قيمة انسانيه عليا من خلال توفير فرص العمل ورصانة التعليم الجامعي ومحو الأمية ومحاربة النعرات الطائفية وتوفير الماء والكهرباء بشكل دائم لكل المواطنين وبناء جيش محترف مهني بعقيدة وطنية وقوميه وحفظت كرامة المواطن العراقي من اي ظلم يحيق به من اي جهة داخل الدولة او خارجها حيث كانت ابواب الرئاسه مشرعه لسماع اي شكوى من اي مواطن وحسمها بالعدل ..كما كان الدخل القومي يتحول الى مشاريع اقتصادية وعلمية واجتماعيه نهضت بالعراق واصبح له وزن سياسي يحسب له الف حساب على الصعيد العربي والدولي …الخ ولكل هذا اصبح يطبق على العراق فكي كماشه من جهه طرفها ايراني والطرف الآخر امريكي. ويحمل الطرف الإيراني  في صدره كل انواع الحقد التاريخي والإنتقام من العروبه والعرب ومن خالد وسعد وصدام وتأخذ البصرة بكل مكونها الشيعي والسني حصة الأسد من التركيع والامتهان والإذلال بالعطش او الماء المسمم او بحرمانها من الماء والكهرباء .. وحتى التنكيل بكل رؤساء العشائر الوطنيين فيها . وما ذلك الا لأن شعب البصرة الأبي قد مرغ انف خميني على ابوابها حينما زعم ان اهل البصرة سيستقبلوه بالورود والرياحين اذا ما دخلها. اما الطرف الأمريكي فيحمل حقد الصهيونيه العالميه التي تقف وراء المحافظين الجدد التي انتمى اليها بوش وترامب ولا تمانع بان يكون معها شريك ايراني في تخريب العراق وتدميره بعباءه دينيه خادعه .فماذا جرى في العراق منذ 2003 وحتى الآن :

1-سرقة الآثار وتهريبها وعرضها بالمتاحف الغربيه وتدمير بعضها الاخر حيث تعرض مسلة حمورابي في متحف ولاية الينوي الأمريكيه.

2- نشر الموبقات والمخدرات والحشيش عبر الحدود الإيرانيه والرشوة والفساد بكل الوانه.

3- تشويه الوعي من خلال نشر الخرافات والبدع الدينية المبرمجة بدقه.

4- تعميق الفتنه الطائفيه بين السنه والشيعه من خلال المنابر والقنوات الفضائيه.

5- تلويث مياه الشرب في البصرة بمواد مشعه ومسرطنه وحرمانها من الكهرباء .

6- نشر الفقر والجوع والبطالة والأميه في بلد يعوم على بحيرة من النفط.

7- تدمير القطاع الزراعي نظرا لتجفيف مصادر دجلة والفرات وروافد الانهار الآخرى.

8- تدمير مدن ومحافظات بأكملها عن بكرة ابيها وتغيير الديموغرافيا السكانيه فيها .

9- وضع العلماء العراقيين امام خيارين إما التعامل مع ايران او امريكا وإما الإغتيال وأما الهجرة الى ديار الله الواسعة وبالتالي تم إفراغ العراق من الكفاءات العلمية المخلصة

 10- شراء المناصب والمواقع في الدولة وعلنا بالدولار فالموقع النيابي ب25 مليون دولار وموقع وزير الدفاع ب100 مليون دولار.

11-ظهور وزراء بشهادات مزوره وبالتالي نحرت المهنية والكفاءة في الجامعات والجيش.

12- تدمير الثروة السمكيه في ثلاث محافظات

13- تغيير اسم محافظة التأميم الى محافظة كركوك والقادسية الى الديوانيه .هذا غيض من فيض.

وقد دفع العراق (الأعداد المرفقه بالصورة) من ابناءه ثمن ذلك !

وفي الصورةأيضا عينة من عشرات المليشيات التي شكلتها ايران بأسماء وشعارات مختلفه مترافقه مع عشرات القنوات الفضائيه المتناغمة مع كل منهم .وهنا يبرز سؤال :لماذا كل هذا ؟ ؟

الإجابة : لاشك ان المخابرات الإيرانيه تقف وتقود كل ذلك بدقه وبحرفيه عاليه .فوراء كل فصيل وبوقه الإعلامي ضابط مخابرات يعطيه التعليمات ويوجهه ضمن الخطة العامة للمخابرات الإيرانيه . والمقصود بهذا العدد ابقاء الهيمنه على كل مفاصل المجتمع العراقي بحيث يبقى العراقي اينما كانت توجهاته السياسيه يبقى قابعا تحت الخيمه الإيرانيه.وهذه الصيغه معمول به في عدة دول . والسبب الثاني ممارسة التضليل المحترف من خلال توزيع الأدوار .فمقتدى الصدر يظهر بالمظهر الوطني المخلص وانه ولد لمحاربة امريكا ثم ظهر بمظهر النزيه الذي يحارب الفساد ويقتحم المنطقه الخضراء بالجماهير الغاضبه وبذلك يمتص نقمة الجماهير ويحصد اعلى الأصوات في الإنتخابات وفصائل اخرى ترفع الشعارات الوطنيه البراقه لأنها حررت العراق من داعش رغم ان الكل يعرف ان تسليم الموصل للدواعش كانت خطة استخبارية محكمة نجحت في تدمير الموصل والأنبار عن بكرة ابيها .ويتواصل الخداع والتضليل الإيراني من خلال القنوات التلفزيونيه واللقاءات مع اتباع برايمر –معممين وغير معممين –يتحسرون على النظام السابق وانجازاته ولكن يعزون السبب الى امريكا الباغيه ويتناسون دورهم في تدمير بلدهم . وقد كشفت الأحداث دور المخابرات الإيرانيه في تفجير مرقد الإمامين في سامراء لإشعال حرب طائفيه وفشلت في ذلك كما انها هي التي كانت تقف وراء التفجيرات في (مدينة الصدر )وتاكد مقتدى الصدر بنفسه من ذلك اضافة الى التفجيرات الأخرى في الكرادة والشعله وغيرها .كما ساهم عملائها باغتيال العشرات من العلماء والأطباء وكل الشخصيات التي لا تذعن لهم فتم اغتيال وملاحقة كبار الضباط في الجيش في العهد الوطني وكل من شارك من الطياريين بقصف ايران.

واخيرا اقول ان كل ما فعله وسيفعله هؤلاء المغول الجدد في العراق الحبيب لن تثنيه عن النهوض ومداواة جراحه مهما طال الزمن نظرا لجذوره العميقة في التاريخ .فالتجربه الفاطميه في مصر امتدت ل270 سنه وعادت مصر الى حضنها العربي .حفظ الله العراق واهل العراق.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *