الرئيسية / الآراء والمقالات / احسان بدرة يكتب : الكوفيــة الفلسطينية رمزاً وعلم وهوية

احسان بدرة يكتب : الكوفيــة الفلسطينية رمزاً وعلم وهوية

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربو

الكوفيــة الفلسطينية رمزاً وعلم وهوية
بحث وكتابة/ إحسان بدرة

“الكوفية أن عمرها الحقيقي طبقا لبعض الروايات يتجاوز 7000 سنة، وأنها بذلك لا تنسب إلى حزب معين كما هو شائع عند الكثيرين، حيث يوشك هذا التراث القديم للباس العربي أن ينقرض في الوقت الحاضر، لأن الأجيال الشابة تعتبره “موضة قديمة” لم تتناسب مع الأزياء العصرية.
الكوفية والقضية الفلسطينية
ولقد ارتبطت الكوفية، بالقضية الشعب الفلسطيني، التي تغنوا بها عبر الأهازيج الشعبية، لتصبح القضية معروفة من خلال هذا الرمز، خاصة بعد أن ارتداها الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي يعود الفضل له في نشرها لترتبط “الكوفية” باسم فلسطين وحدها رغم ارتدائها في ربوع الشام والعراق، ومن المفارقات الغريبة أن “الكوفية” هي الأخرى لم تسلم من المحاولات الإسرائيلية لسرقتها كجزء من التراث الذي يتعرض للتهويد بشكل أو بآخر.
سبب انتشار الكوفية
ولقد توافقت العديد من آراء الباحثين على أن الثورة الفلسطينية عام1963م هي التي كانت سبب في انتشار الكوفية التي عرفت بعدة أسماء (الحطة والسلك ) حيث كان يرتدها في ذلك الوقت الفلاحين والبدو والثوار بهدف إخفاء ملامح الثوار على السلطات البريطانية التي كانت تتبع سياسية عنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الزي ظنا منها أن من يريدها أنه من الثوار وهذا التصرف من قبل السلطات البريطانية دفع الثوار إلى إصدار نداء ارتداء الكوفية ولقد نظم الشعراء الشعبيون الأغاني حول الكوفية والتي لا تزال إلى يومنا هذا .
ولقد استخدمت الكوفية لتدل على شخصية الفدائي عبر كل الانتفاضات الفلسطينية وكذلك استخدمت الكوفية دليل على الأناقة والموضة في دور الأزياء العالمية والأوروبية والتي وصلت إليهم عبر اليساريين الغربيين الألمان بعد عودتهم إلى بلادهم بعد زيارتهم إلى. المعسكرات الفلسطينية في الأردن ولبنان خلال الستينات

ياسر عرفات والكوفية
ولكن عن الفضل الأساسي في انتشاء الكوفية وإعطاءها الطابع الثوري وجعلها رمز للقضية الفلسطينية يعود الى الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي كان يرتديها بشكل دائم وعلى شكل خارطة فلسطين وصارت من بعد ذلك مرتبطة ارتباط وثيق بالشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة بل ان الكوفية هي الاسم الحركي لفلسطين.
والكوفية الفلسطينية مثلها مثل أي شيء فلسطيني من تاريخ وحضارة وتراث تعرضت للسرقة والتزوير من قبل اليهود الذين سرقوا كل فلسطين ماضيها وحاضرها والآن يعملوا على تعطيل المستقبل لفلسطين حيث قاموا بتصميم كوفية ومطرزة على شكل نجمة داوود بالأزرق والأبيض وهذا يعني انها عملية سرقة جدية للتراث الفلسطيني.
أصل الكوفية
يقال أنه بعد البحث في حواشي الكتب والمراجع التاريخية وجد أن الرحالة العراقي (معن بن شناع) يقول في كتابه ( كنت في سيلان أن الكوفية سميت بهذا الاسم نسبة الى الكوفة وإنها عربية الأصل رأي آخر يقول أن الروم الأرثوذكس هم من أدخل الكوفية إلى بلاد الشام وبعدها انتشرت في البلاد العربية وكذالك يقال أن السومريون أصحاب أول حضارة في المنطقة العربية والتي كانت حرفتهم الصيد هم من وضع تلك الخطوط السوداء المتقاطعة في كوفياتهم والتي ترمز الى شباك الصيد وهذا مؤكد في العديد من الآثار التاريخية التي تثبت هذا القول .
ولقد ارتبطت الكوفية بفلسطين وصارت رمز لفلسطين ولثوار فلسطين والشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة أنها تعبر عن تراثه وانتمائه لوطنه وهي رمز وثرات وحضارة وتاريخ وهوية .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *