الرئيسية / الآراء والمقالات / د. فيصل فياض يكتب : ياسر عرفات رمزٌ وطنيٌ حُرٌ أَبِيْ وقبلةٌ لكُلِ الفدائيينْ

د. فيصل فياض يكتب : ياسر عرفات رمزٌ وطنيٌ حُرٌ أَبِيْ وقبلةٌ لكُلِ الفدائيينْ

فيصل عبد الرؤوف فياض

ياسر عرفات رمزٌ وطنيٌ حُرٌ أَبِيْ وقبلةٌ لكُلِ الفدائيينْ
بقلم/ د. فيصل عبد الرؤوف عيد فياض
في الحادي عشر من نوفمبر تُطلُ علينا ذكرى أليمة، ذكرى وذاكرة جُسِدَتْ فيها الروح الوطنية والفدائية بأركانها، ذكرى استشهاد الخالد فينا “ياسر عرفات”، بتاريخ 11/11/2004م ترجَل فارسنا أبو عمار عن جواده لنُكملَ نحنُ مشوارَ الوطنِ والقضيةِ بدلاً منه، هذا الرجل الأسطورة الثورية المتجددة والملتهبة، هذه التجربة النضالية الفريدة في تاريخ أحرار العالم، الفارس الذي امتشق السلاح ودافع عن وطنه وشعبه وأمته من خندق المواجهة الأول عبر محطات الثورة الفلسطينية الخالدة، حتى وصل به الحال كرئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية والتي انتقل من خلال هذه المرحلة للنضال الدبلوماسي بموازاة النضال الفدائي المقاوم، هذه الحقبة والتي تقودنا لفهم طبيعة الصراع وادراك نظرة هذا الرجل العظيم لحيثيات الأمور وجوانبها الصغيرة والكبيرة في محاربة الاحتلال الغاشم بكل أشكال الفعل الوطني، كان سيد الشهداء أبو عمار أيقونة نضالية متجددة وقامة ثورية يكتب عنها الثائرون والكتاب الوطنيون وأحرار العالم ليتعلموا من مدرسة الشهيد/أبو عمار التجربة الثورية الخالدة، ويتعلموا الحنكة الدبلوماسية، فمن كان يستطيع أن يعبر كل التجارب الطويلة التي مرَت بقضيتنا العادلة في الخنادق القتالية والمعارك النضالية وكذلك في المحافل الدولية؟ سوى القائد الرمز أبو عمار، فهو رمز وطني عربي أُممي وعالمي بكل معاني الكلمات، إنَ هذه المحطات السياسية والعسكرية كانت عبر مراحل الزمن منذ عام 1948م ومن قبل كلها عبارة عن مؤامرات على قضيتنا في ظل الوضع العربي الهزيل، وفي ظل الصمت الدولي المتآمر على قضيتنا، نعم لقد عبَر أبو عمار كل هذه المحطات مع شعبه الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية دون أن يلين أو تضعف همته أو عزيمته، لأنه آمن بعدالة قضيته وبسالة وشجاعة شعبه العظيم الأبيْ.
اليوم سيدي نُحيي ذكراك وقد أثقلنا الهمُ الوطني، ودبت الفُرقة في أوصال الوطن المكلوم، ووهن عظمنا، واشتعل الرأس شيباً سيدي، نتذكرك سيدي اليوم في ذكراك السابعة عشر وأنت بعيدٌ عنا بجسدك الطاهر لكن روحك بيننا عن يميننا ويسارنا، نتذكرك سيدي والأقصى اليوم في خطر ٍكبير، يُقتل الأطفال والرجال والنساء دُون مدافعٍ عنَا هناك في القدس الشريف والخليل ونابلس وجنين ورام الله وكافة مدننا وقرانا في الضفة المحتلة كما حالنا في غزة هاشم فما زال شلال الدم مستمراً بترسانة الاحتلال الغاشم وعنجهيته الوحشية، تأتي ذكراك سيدي اليوم وأبناؤك يحتاجونك فعلاً، يحتاجون لحنانك وقوة ارادتك وصلابة مواقفك وشجاعة قراراتك سيدي، اليوم الفلسطينيون في أصقاع المعمورة محاربون يُقتَل رجالهم وتُنتهك حُرمات نسائهم وأطفالهم فقط لأنهم فلسطينيون آمنوا بعدالة قضيتهم الوطنية “تحرير فلسطين”، ففي سوريا يُقتلون وفي لبنان كذلك، في العراق وفي كل مكانٍ مُضطهدون، لكنهم تعلموا منك معنى الصمود والتحدي والصبر المبين، نشتاق إليك سيدي ولكلماتك الخالدة “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، “وليرفع شبلٌ من أشبال فلسطين أو زهرةٌ من زهراتها علم فلسطين على مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس”، هي ذي كلماتك الثورية الخالدة والمُتجددة فينا ثورةً وعنفوانا، تمترستَ وثَبُتَ على الحق المبين، فكنت النموذج الثوري الوفي والمخلص للوطن وأبنائه الميامين، كنت صاحب البندقية وغصن الزيتون في مختلف مراحل ثورتنا الأبية الخالدة، رحلت عنا وجماهير الثورة والوطن تفتقدك وتفتقد كلماتك الثورية “شهيداً شهيداً شهيداً”، وكذلك كلماتك الحماسية والتي تلهب فينا جذوة النضال” يا جبل ما يهزك ريح”، كلماتك الخالدة تغرس فينا حب الوطن، وتعزز الانتماء الصادق وتمنحنا الاصرار والعزيمة على مواصلة الدرب والنضال سيدي.
أبا عمار رمز وطني حُر أبيْ وقبلةً لكل الفدائيين..
لقد أعطيت لشعبك حياتك كلها، منحته الحب والايثار والشجاعة والقوة والعزيمة والاصرار والتحدي، منحته الكرامة الفلسطينية الوضَاءة بين دول وشعوب العالم أجمع، غرست فيه حب الوطن وجذوة النضال الملتهب، غرست فينا الدفاع عن الأرض والعرض، آمنت بنصر الله المبين فكنت أيقونة الوطن وصمام أمانه وقوة عزيمته وشجاعة أفعاله وأقواله، أيُها الرئيسُ القائد، سيد الشهداء أبا عمار، إنها لحظاتٌ قاسية على شعبنا أمام مشهد الوداع الأبديْ فقد كنت أكبرُ من الحصار، فأنت من حاصرتهم بثباتك وقوة تحملك وصبرك الذي لا ينفذ أبداً بإرادة الله وحفظه لك، لكنَ الساعة كانت قريبة، فكان الرحيل لجوار ربك، الموت صعبٌ سيدي لكنَ الفراق أصعب، ورحيلُكَ صعبٌ قائدي، لكنَ الألمَ والبُعدَ عنكَ أصعبْ، سلامٌ عليكَ وعلى رُوحك الطاهرة، سلامٌ على أرواح الشهداء كافة، سلامٌ على الثائرين والخالدين والفدائيين والمقاومين، سلامٌ على الأبرار والأحرار في أرجاء المعمورة، آهٍ يا رمزَ الأُمَة الثائر، رحمكَ اللهُ وغفر لك وأسكنكَ فسيح جناته، لا نقولُ وداعاً بل إلى لقاءٍ سيدي القائد والرمزُ الحُرُ الأبيْ.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *