الرئيسية / الآراء والمقالات / د.سالم سرية يكتب : الدور ألإيراني في اليمن –الجزء الرابع والأخير

د.سالم سرية يكتب : الدور ألإيراني في اليمن –الجزء الرابع والأخير

د.سالم سرية  :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)

الدور ألإيراني  في اليمن –الجزء الرابع والأخير.
د.سالم سرية: أكاديمي وكاتب (فلسطين)
ونحن ننهي تسليط الضؤ على الوضع في اليمن فلابد من لفت النظر الى جملة حقائق نستنتجها على ضؤ ما سبق ذكره في الأجزاء السابقة
 اولا : انصافا للمرحوم علي عبدالله صالح لابد من القول:
1- انه كان له مواقف مشرفة من قضايا الأمة وخصوصا من الحرب العراقية الايرانية .فقد كشفت الوثائق انه قد ابرم عقود بملايين الدولارات العراقية بإسمه لشراء  اسلحة ثقيلة  زود بها العراق في حربه الطاحنة مع ايران وكان هذا السلوك التفافا على القوانين الدولية التي اقرت لمنع العراق وايران معا من استيراد الأسلحة .وللتاريخ نقول ان سلطنة عمان  ايضا قد قامت بدور  قومي مشابه لما قامت به اليمن .ومن الجهة الأخرى كانت ليبيا وسوريا  تقومان معا باستيراد الاسلحة الثقيلة وتقديمها لإيران(التي كانت  بهذه الصواريخ تدك بغداد واهلها  )
2 – يسجل للمرحوم علي صالح   انجازه التاريخي بتحقيق الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي بمناورة ذكية وهي محاربة النفوذ الشيوعي في اليمن الجنوبي وهذا ما يطرب امريكا .وتقديرا لهذا الانجاز التاريخي الذي يتوافق مع طموحات البعث الوحدوية قدم المرحوم صدام حسين  دعما سخيا بملايين الدولارات لليمن اضافة الى جزء من مخزونه الاستراتيجي من الذهب كهبة لأهلنا في اليمن.علما ان العراق قد كان يعيش حصارا خانقا جدا في عام 1990 وكان بأمس الحاجة الى كل دولار في خزينته .ان هذا  الموقف العراقي القومي والاصيل من اليمن قد جعل علي صالح يزداد تعلقا واعجابا بشخصية صدام حسين وتمنى ان يكون شبيها له .ثانيا : ان التحالف المتين بين علي سالم البيض (الماركسي اللينيني ) والحوثيين (الإسلام السياسي الشيعي الفارسي ) لفك اواصر الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه انما يؤشر النهج التقسيمي  للامة العربية والذي طبع سلوك الشيوعيين العرب منذ وحدة 58 بين مصر وسوريا حتى الآن.وهذا الموقف يتناقض مع موقف ماركس نفسة حين وقف موقفا مؤيدا لوحدة الامة الالمانية التي قادها بسمارك ويتناقض ايضا من موقف لينين نفسه الذي كان يعتز بالامة الروسية ويعشق لغتها .ان ارتماء علي سالم البيض بالحضن الايراني هو نفس الموقف الذي اتخذه الحزب الشيوعي العراقي من ايران وشارك في حكومة بريمر الامريكي الذي احتل العراق ودمره .وفي غزة انحازت الجبهة الشعبية  (الماركسية ) ايضا الى الصف الايراني ومعها حزب الشعب (الشيوعي ) ايضا . لذا ثبت عمليا وبالملموس انه لا تقف الأمبريالية العالمية (والكيان الصهيوني  طبعا ) ضد وحدة الامة فقط وانما ينضم اليها ويدعمها الشيوعيون العرب (ذيول روسيا في المنطقه )ومعهم الاسلام السياسي السني والإسلام الشيعي الفارسي (ذيول ايران في المنطقه ).اي التقاء الأممية الماركسية  والاممية الإسلامية السياسية  (بشقيها )لنحر الامة وتفتيتها انه التقاء على العداء للقومية العربية بحجة او بأخرى .
ثالثا : ما هي العوامل التي ساعدت على نجاح الحوثيين في الوصول الى السلطة ؟
الحقيقة ان هناك عوامل ذاتية واخرى موضوعية .
العوامل الذاتيه :
1- انتشار الأمية في المحافظات، اليمنية والتي تتجاوز 75 % في بعض الاحيان اضافة الى انتشار الفقر والعوز.
.
2- انشغال القبائل فيما بينها في خلافات مستمرة في تلك المحافظات يعد عاملاً مهماً -للعمل بهدوء في أوساط أبنائها واستقطابهم بفكر الحوثي.
3- شراء الولاءات وإذكاء عوامل الثأرات فيما بين القبائل.
4-ادعاء المظلومية    
5- أضحت الحروب الستة ورقة ابتزاز .
6- تخلي النظام آنذاك عن مساندة القبائل الموالية له، مما أشعرها بالإحباط وتفرقها في مواجهة المد الحوثي.
7- الدعم السياسي، سواء من السياسيين المناصرين، أو من التحالفات مع قوى يسارية نفعية، أو من لهم ثأرات سابقة مع النظام.
8  – إغداق الأموال، وشراء ذمم الكثير من أبناء القبائل والسياسيين والإعلاميين ؛ بهدف كسب الولاءات. مِن خلال الزكاةِ أو الخُمُس، ومنها دعمُ السِّفارة الإيرانيَّة، الذي بلغ في الأعوام 2000-2001-2002 حوالي (اثنين وعشرين مليونًا وثلاثمائة وواحد وثمانين ريالًا يمنيًّا) خُصِّص بعضُها لدوراتِ التوعيةِ الثَّقافية والمذهبيَّة.
العوامل الموضوعية  :
1- وقوف علي عبدالله صالح الى جانب الحوثيين مما وفر قطعات كبيرة من الجيش بمعسكراتهم واسلحتهم  للحوثيين حيث يشير الخبراء الى ان 90% من اسلحة الحوثيين هي من اسلحة الجيش اليمني.
2- الدعم الايراني :لم تقدم ايران الاسلحة الخفيفة والثقيلة للحوثيين لان ذلك كان متوفرا .فاليمن غابة من الاسلحة التي تباع  في الشوارع .ان ما قدمته ايران هو الدعم اللوجستي والاسلحة ذات التقنية المتطوره مثل الطائرات المسيرة والصواريخ البعيدة المدى وارسال الضباط ذوي الرتب العالية والخبراء العسكريين للاشراف على المعارك تخطيطا وتنفيذا بحيث توفر لدى الحوثيين كميات كبيرة جدا من الاسلحة خبئت في جبال اليمن وبالتالي صمدوا هذا الصمود منذ 2015 حتى الآن .وبالتالي لم تعد عاصفة الحزم تواجه الجيش اليمني السابق فقط وانما آلاف مؤلفة من المقاتلين الحوثيين المدربين تدريبا جيدا .
3- كان من مصلحة امريكا والدول الاوروبية ابقاء نار الحرب مشتعلة في اليمن لزيادة ابتزاز السعودية التى بات امنها مهددا في الصميم ومعها دولة الامارات كذلك .
وخلاصة القول:  ان تركيز ايران على اليمن يهدف الى عزل السعودية  بشريا وجغرافيا عن البحرين وباقي دول الخليج الاخرى بحيث سقوطهم في القبضة الايرانية في المستقبل يصبح تحصيل حاصل  .والله غالب على امره

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *