الرئيسية / الآراء والمقالات / د .سالم سرية يكتب : الدور الايراني في اليمن الجزء الاول

د .سالم سرية يكتب : الدور الايراني في اليمن الجزء الاول

د.سالم سرية  :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)

الدور الايراني في اليمن الجزء الاول

د .سالم سرية: أكاديمي وكاتب (فلسطين)

  لقد حكم ائمة الزيدية اليمن لمدة الف ومائة عام وكان آخرهم الإمام بدر بن احمد بن يحيى الذي اطيح بة في عام 1962 على يد المشير عبدالله السلال. وتوالى على حكم اليمن ستة رؤساء منذ ذلك الوقت( حتى 2012 حين تنحى علي عبدالله صالح.الذي حكم منذ 1978) .

هذا التمهيد لابد منه للقول ان المرجعية اليزيديه (المذهب الجارودي ) المتمثلة بالشيخ بدر الدين الحوثي قد حز في نفسه ضياع المملكة المتوكلية التى كانت امتدادا لحكم الأئمة من نسل زيد بن زين العابدين (علي بن الحسين بن علي ابي طالب) وبالتالي بدأ يفكر بكيفية عودة مجد حكم الأئمة اليزيدين رغم ان معظم الرؤساء الستة السابق ذكرهم من الفرقة اليزيدية.ومع قيام الثورة الايرانية عام 79 اتجهت انظاره نحوها . ولكن العوائق امامه كانت 1- عقائدية اي الخلاف في المذهب 2- كان علي عبدالله صالح يقف الى جانب العراق في الحرب مع ايران.

دعنا نتوقف قليلا عند التباين المذهبي . يقول السيد محمد حسن الامين أن “اليزيدية هم فرقة من فرق ألمسلمين الشيعة اللاامامية الذين لا يؤمنون بالأئمة ألاثني عشر بعد النبي محمد وصولا الى الامام المهدي المنتظر. والزيدية تلتقي مع الشيعة في امامة علي وولديه الحسن والحسين، ومن ثم علي ابن الحسين (وهو الامام زين العابدين )وتفترق بعد ذلك الشيعة الإمامية  والزيدية بأولاد الامام زين ألعابدين حيث يعتبر الشيعة الامام محمد ابن علي ابن الحسين(محمد الباقر) هو الامام الشرعي بعد الامام زين ألعابدين وتعتبر الزيدية ان الامام الشرعي هو زيد ابن علي ابن الحسين بن علي ابي طالب الذي قام بثورة على الامويين وقتل فيها. ويعتبرون ان الائمة من سلالة زيد وليسوا من سلالة الامام محمد ألباقر . أما ما يفرّقهم فبقية ألأئمة اذ ان الزيديين يبدؤون من زيد بن علي بن الحسين الى الامام بدر الذي كان يحكم اليمن في أوائل الستينات اي نسل زيد ابن الامام زين العابدين اضافة لقضية الخلاف المهم بينهما حول “المهدي ألمنتظر (1)

كما انه من المفيد ان نبين ان التقارب الايراني مع بدر الدين الحوثي قد مرعلى مرحلتين الاولى منذ 85- 1990 والأخرى منذ 1990 حتى دخول الحوثيين الى صنعاء  ايلول 2014. تشير بعض الدراسات بأن تأسيس اتحاد الشباب المؤمن في عام 1982 م ، يُعد النواة الأولى للتأطير ألتنظيمي الذي احتضن الحركة الحوثية في طورها ألجنيني وكان لهذا الاتحاد برنامج تعليمي تنظيمي (مادة عن الثورة الإيرانية ومبادئها)، وكان بدر الدين الحوثي هو الذي يقوم بتدريس هذه المادة إعجاباً وتقديساً للثورة ألإيرانية بوصفها هبة سماوية لإنقاذ المسلمين .وفي عام 1985 تمت دعوة بدر الدين الحوثي لزيارة ايران وفعلا لبى الدعوة بمعية ابنه حسين البالغ انذاك 22 عاما .كما استقبلت طهران في العام 1988 اثنين من أبرز الشباب المتحمسين لهذا ألفكر توليا بعد ذلك مهمة تأسيس أول كيان منظم لهذا التيار وكان الجسم الذي قاد عليه حسين بدر الدين الحوثي تمرده، ومن بعده أخيه عبد الملك الحوثي، بتواطؤ واضح من نظام حكم علي عبدالله صالح وتحالف لاحق مع هذه ألجماعة للانتقام من اليمنيين الذين ثاروا على حكمه، وهذان الشابان هما محمد عزان أمين عام منتدى الشباب ألمؤمن ونائبه عبد الكريم جدبان، اللذان التقيا الخميني وعلي خامنئي وهاشمي رافسنجاني، وفق ما أقر بذلك عزان عقب خلافه مع عائلة الحوثي وانشقاقه عنهم. وبعد العام 1990 عاد الرجلان لزيارة إيران مرة أخرى، وكان معهما محمد مفتاح والمرتضى المحطوري، وهما اثنان من أبرز دعاة الفكر الإمامي، إيذاناً ببدء النشاط العلني للتنظيم، ومع هذا النشاط عاد بدر الدين الحوثي من قم إلى صعدة، وتولى افتتاح الحوزات العلمية، لنشر الفكر الأمامي وتجنيد الاتباع.اما حسين الحوثي فأكمل الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية في السودان وعاد عام 2000 الى اليمن وبعد عودته حدث التحول في تنظيم اتحاد الشباب المؤمن ، الذي بدأ أنصاره بتدريس أفكاره الجديدة عن الزيدية،وانتهى الأمر بالسيطرة وفرض المناهج وفق أفكاره ووفق الآليات التالية :

-1 إقامة المراكز الدينية الدائمة. وكان ألشباب وأغلبهم من صغار ألسن يتلقون في هذه المنتديات والحوزات تعليماً مذهبياً متطرفاً قائماً على النقاء ألسلالي والأحقية في ألحكم كما كانوا يثابرون على مشاهدة أفلام عن سقوط نظام الشاه في إيران وكيف قامت ثورة الخميني، ويتولى قادة في التنظيم شرح مضامين تلك الأفلام وحض المتلقين على نمثلها والاستعداد للتضحية والثورة المماثلة.

-2 إقامة المراكز الصيفية المستقلة

–3 إحياء المناسبات والشعائر ألدينية وهي التي لم تكن تحتفل بها الزيدية من قبل مثل (عيد ألغدير ويوم عاشوراء ويوم كربلاء).

-4 ترديد شعار ألصرخة وأول من رددها حسين بدر الدين الحوثي، وكان أول ظهور للشعار في يناير عام 2000 م في مدرسة الهادي بمنطقة مران، وذلك عقب درس بعنوان (الصرخة في وجه المستكبرين)، وحقيقة هذا الشعار استخدمه الخميني من منفاه في فرنسا ضد الشاه عبر ما كان يعرف آنذاك بثورة الشعارات والأشرطة .. وصار الشعار فيما بعد خاص بالفكر الحوثي، ومضمونة الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على أليهود النصر للإسلام >> وصار يردد عقب الصلوات ألخمس وخاصة عقب صلاة الجمعة في المساجد الكبيرة في عواصم المحافظات ووصل إلى الجامع الكبير في صنعاء كما كان يردد بشكل جماعي على أسطح المنازل أو في الطرقات والأزقة (2).

لقد كان حسين بدر الدين الحوثي ينشط بشكل دؤوب و يتنقل بين القبائل في القرى والمديريات لإلقاء الدروس،حيث كان يقوم بالتعليق على الأخبار في قناة الجزيرة بعد سماعها من ألحاضرين كما كان يستعرض أشرطة فيديو مُسجلة لشباب إيرانيين إبان الثورة الإيرانية وهم يعذبون، ثم يعلق عليها باستثارة الحضور ضد الظلم الواقع على الإيرانيين أو على أبناء صعده واليمنيين من قبل الظلمة،في إشارة إلى نظام الحكم القائم في أليمن وهو ما فسره العديد من الباحثين بأن كل ذلك الشحن الوارد في مرجعية الملازم (كراسات حسين الحوثي ) كان بهدف الإعداد والتجهيز للوثوب على صعده وعلى النظام ألقائم ورغبة في التوسع والسيطرة على اليمن بأكمله، وهو ما سعى إليه فعلياً فيما بعد.كما كان حسين الحوثي يرسل الدعاة والمبلغين إلى خارج صعده، والتحرك في المساجد والمنتديات ومقايل مضغ القات. (3) وهنا دعونا نعود قليلا الى عام 1990 فعند هذا العام كانت الحرب مع ايران قد توقفت ومات خميني وجاء خاتمي (المعتدل ) والأهم من ذلك كله انه في 22/5/1990 توحد شطرا اليمن, ورافقت الوحدة إجراءات سياسية كثيرة, تم بموجبها فتح الباب على مصراعيه لإنشاء الأحزاب والجمعيات والمطبوعات ونشر الأفكار والمذاهب الأمر الذي جعل اتباع الزيدية يبادرون إلى الاستفادة من هذا الوضع ألجديد ويقومون بإنشاء بعض الأحزاب والهيئات والصحف وبدأت تبرز الدعوة إلى عقيدة الشيعة الإثني عشريه والحنين إلى النظام الملكي الإمامي ألسابق وبدأ بعض علمائهم ودعاتهم وطلابهم يتوجهون إلى إيران ويعودون لينشروا افكارهم في أنحاء اليمن . . . التكملة في الجزء الثاني بعون الله

المصادر :

1- صحيفة النهار اللبنانية20 نيسان 2015

2- بتصرف يسير، من أشهر الجماعات الإسلامية في اليمن، عبد السلام السالمي رسالة الماجستير مقدمة جامعة الأزهر -لكلية الدعوة الإسلامية 2007 م الفصل الرابع )جماعة الشباب المؤمن  (الحوثيون(.

3- من مقال، كيف يواجه الحوثيون في اليمن فيصل بن علي البعداني موقع مأرب برس

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل

200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل بقلم  :  سري  القدوة الخميس 25 …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *