الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حجلة : حذار من ثورة جياع في فلسطين بسبب غول الغلاء

علي ابو حجلة : حذار من ثورة جياع في فلسطين بسبب غول الغلاء

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

حذار من ثورة جياع في فلسطين بسبب غول الغلاء
 علي ابو حجلة

«لا بدّ من أن تنفذ الحكومه  الفلسطينيه استجابة طارئة وسريعة من أجل حماية الفئات الوسطى والمحتاجه من الوقوع في براثن الفقر وانعدام الأمن الغذائي نتيجة لتداعيات غول الغلاء الذي يضرب مناطق السلطه الفلسطينيه في ظل تردي الاوضاع الاقتصاديه وتذبذب في اسعار العمله وانخفاض قيمة الدينار امام الشيقل وتاكل الراتب لمن يتلقون رواتبهم بالدينار وكذلك تاثر شريحه واسعه ممن تتعامل بالدينار
 صيحة فزع نطلقها مدويه في اذان المسؤولين باننا مقبلون امام ثورة الجياع ويخشى منها ثورة خريف فلسطيني بامتياز حيث تتهيأ شريحه واسعه للتحرك ضد موجة الغلاء يخشى من تداعياتها على الامن والسلم الاجتماعي ما لم المبادره ضمن خطه استراتجيه لكبح جماح غول الغلاء ودعم السلع الاستهلاكيه الاساسيه حتى تتمكن شرائح متعدده من سد رمق اطفالها واسرها من الجوع

 
وتحت عنوان «الاستثمار في الجوع وخطر التوحش»  «إن حقّ أكل لحم العدو الذي تسمح به بعض جيوش الدول أثناء الحروب للبقاء على قيد الحياة ستستعمله الشعوب التي ستجوع إذا لم توفر لها دولها الغذاء والدواء حتى يكون في متناول اليد
،«يخبرنا التاريخ العالمي والعربي الإسلامي أن التجويع قد يأتي بالكوارث، فغير إسقاط الأنظمة عبر الثورات والتمرد يمكن لسياسة التجويع أن ترتد بالإنسان إلى الوحشية والبدائية» ونستشهد من بين ما نستشهد به  ما ذكره الرحالة العراقي عبد اللطيف البغدادي (1162ـ1231) في كتابه «الإفادة والاعتبار» أو المؤرخ تقي الدين المقريزي الذي ولد وتوفي في القاهرة (1362 ـ 1231) في كتابه «إغاثة الأمة بكشف الغمة» بشأن «ما حصل في مصر عندما عم الجوع نتيجة انحسار مياه النيل. فقد توحش الإنسان والتفت إلى بني جنسه فأكله. ولم يردع هؤلاء لا دين ولا أخلاق وهم يصطادون الناس في الشوارع ليأكلوهم، بل وصل بهم الأمر أن أكلوا الجيف وأكلوا الميتة والمحكومين بالإعدام وتركوهم هياكل عظمية».

ليس من الحكمة في شيء بث الخوف والرعب في القلوب ولكن من الاستخفاف وانعدام المسؤولية عدم التحسب من الآن لهذه المآلات المحتملة وإعداد الخطط الكفيلة بتجنبها

نادرا ما طالعنا هذه الأسابيع مقالا كالذي أشرنا إليه فقد انشغل الجميع بمتابعة تفاصيل ما يجري وأفضل سبل الوقاية، لكن ذلك يجب ألا يحجب عنا ضرورة أن ننظر قليلا إلى ما هو أبعد من أنوفنا كما يقال. ليس من الحكمة في شيء بث الخوف والرعب في القلوب ولكن من الاستخفاف وانعدام المسؤولية عدم التحسب من الآن لهذه المآلات المحتملة وإعداد الخطط الكفيلة بتجنبها، أو احتوائها، أو على الأقل الحد من آثارها المرعبة. من الأفضل أن تسارع الحكومه الفلسطينيه  إلى ذلك من الآن طالما توجد فسحة من الوقت وقبل أن تخرج الأمور عن السيطرة فيرتبك الجميع ويصبحوا عاجزين عن التفكير السليم.

«أي سيناريو، سيكون الأكثر تضرراً هم الفئات الأكثر فقراً وضعفاً في المجتمع»، فإن التحسب من الأسوأ هو أفضل السبل للشروع الفوري في وضع الخطط والسياسيات الملائمة.
لا تملك أي دولة  ترف استبعاد حصول أي سيناريو مرعب على أراضيها حتى وإن اختلفت الامكانات الاقتصادية والمالية من واحدة إلى أخرى، كما أن فلسطين بمكونها الاقتصادي أكثر هشاشة من الدول الأخرى بسبب الفقر والانقسام وهذا لا يعني أن الكل ليس معرضا للخطر الكبير المقبل المحتمل من جوع قد يتحوّل بكل سهولة وفي أية لحظة إلى اضطرابات كبرى قد تعجز الأجهزة الأمنية عن التعامل معها لأنها ثورة جياع واسعة ان ضربت فلسطين منذ عشرات السنين
 ولنا شواهد في التاريخ الحديث  كما حصل في ثورات خبز مختلفة في تونس ومصر والمغرب ثمانينيات القرن الماضي.
لا بد من التحسب ومن التخوف من تداعيات غول الغلاء ووضع الخطط الكفيله للتخفيف ما امكن عن المواطن الذي يعاني قبل موجة الغلاء وكيف والحال بعد الارتفاع الجنوني على المواد الاستهلاكيه وعجز المواطن عن تامين احتياجاته لا شك اننا امام مخاطر تتهدد الامن والاستقرار ما لم تتم المبادره لوضع حد لهذا الغلاء الذي يصعب ان يتحمله الغالبيه من ابناء الشعب الفلسطيني في ظل محدودية الرواتب للغالبيه وتردي الاوضاع الاقتصاديه قبل الغلاء وكيف سيكون الحال بعد الغلاء وفي ظل مديونيه تعاني منها الحكومه وبشكل غير مسبوق ان سجلته الحكومات السابقه بفعل السياسات الخاطئه وعدم الشروع بوضع خطة للحد من هذا العجز

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *