الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب ثقافة المرأة ورمزية الدلالة في الرواية النسوية

سليم النجار يكتب ثقافة المرأة ورمزية الدلالة في الرواية النسوية

سليم النجار

ثقافة المرأة ورمزية الدلالة في الرواية النسوية
سليم النجار
تسعى الرواية النسوية في الأردن ، إلى امتلاك القدرة فنيًا واعيًا وحسّا تعبيرياً في تمثيل المواقف وتصوير الأحداث وتجسيد ما يصاحبها من انفعالات وآحاسيس ، تشكلا لبناء سردي روائي مُحكم ومتعدد الأبعاد ٠
كما تحاول الإجادة في صياغتها الوصف الدقيق للتفاصيل الدالة والقدرة التخيلية على صناعة المشهد الروائي في حركات شخوصها باتجاه بؤرة الموقف ٠
ومن المتفق عليه أن امتلاك هذه القدرة ، لا بد الخوض في غمار التأسيس لثقافة تاملية للتحوّل المعرفي في الحال ، والمآل ، عبر التأمَّل الفكري واستثمار نتائجه للإرنقاء بالخطاب السردي النسوي إن جاز التعبير ، مع البحث عن الأحلام الجماعية داخل النص ٠ وتقديم رؤى لا تنأى بالنص عن الأنخراط في المشهد السياسيّ ، أو تحوله إلى عتصر منبوذ في حال التطرق له ٠ خاصة بعد شيوع ظاهرة انزواء المبدع / المبدعة ، حول الذات من أجل الانشغال بأسئلة وهواجس المعرفة في فرديتها ٠ ولعل المقارنة المتأنية والمرتبطة بطبيعة النصوص السردية الروائية النسوية ، تخضع إلى أجوبة صادمة على اسئلة بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش،٠ أقول هذا الكلام وأنا استحضر الوظيفة الروائية الساردة ، ليس بالضرورة من داخل المرجعيات الأيديولوجية تبعاً لمقولة ” غرامشي ” حول مفهوم المثقف العضوي ” ، تنظيراً وتأصيلاً وتأطيرا وتقويماً ٠ في هذا الإطار ، يمكن استحضار الرؤى للمواقف الثقافية العربية للمرأة الكاتبة ، التي مازال ينظر لها على انها في بداية الطريق ، أو في احسن الأحوال تشجيعها لكونها انثى ، كما حاصل في عالمنا العربي ٠ وتتأتى هذه المواقف غير المعلنة إلا في الجلسات الخاصة ، وامأ على بياض الورق فالرأي يختلف تماماً ٠ هذه المخاتلة ، التي تحكم العلاقة بين المرأة والرجل ٠ والتي اصبحت هاجسًا لطريفي التدافع الرئيسين داخل النص ، وسمة ملازمة ٠ وفي ظّل واقع ظل يصنع كل عناصر التبجيل والتعظيم لتلك العلاقة ٠ إلا ان هذه الصورة سرعان ما اهتزت مع التغييرات العميقة التي أضحى يعرفها الواقع السياسي العربي ٠ في ظّل غياب أي حوار جاد بين طرفي كتّاب الرواية من الرجال ، والنساء على حد سواء ٠
تكتسي مقاربة معالم هذهىالتبادلية تحوُّل ، اكتساب جرأة فكرّية تفرضها الظروف الموضوعية العودة المتجدِّدة لمُسألة واقع حال الرواية والروائيين في ظّلّ المشهد الإجتماعي العربي المرتبك الذي من المفترض ان يكون الرحم الطبيعي لولادة الأفكار التي يتناولها الروائي / الروائية ٠ ومع نزوع الفرادانية الذي اضحى ملاذا آمناً للروائي / الروائية ، قصد بلورة أسئلتهما ورؤاهما ، وإبداعاتهما لم يعد عطائهما يغري الفاعل السياسيّ ، وفي المقابل اصبح النص السياسي داخل السرد الروائي ” موضة ” اكثر منه حاجة ملحة ٠ ومن نافلة القول ، أن الرواية النسوية في الأردن ليس استثناء ٠ ونتيجة لهذا المآل ، أصبحت الرواية النسوية عبئاً بدون أي فوائد تجلب للفاعل السياسي ٠ بل أكثر من ذلك إن الإنخراط في الكتابة الساسيةةنزوعاً غير مرغوب فيه ، بل عنصراً لا يعمل إلا على ” تلويث ” نقاء وصورة السرد الروائي العربي وطهرانية خطابه ونبل رسالته ، هذه النزعة الإخلاقية هي التي جعلت المبدع / المبدعة ، تعيش عزلة قاسية ، التي ادت إلى الفرادنية وبالتالي فقدانها الأرض الصلبة ، التي تُتيح لإمتلاك القدرة على السؤال

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *