الرئيسية / الآراء والمقالات / د. عبدالرحيم جاموس يكتب : فشل حل الدولتين ماذا يعني وماذا يستوجب ..!

د. عبدالرحيم جاموس يكتب : فشل حل الدولتين ماذا يعني وماذا يستوجب ..!

 عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

فشل حل الدولتين ماذا يعني وماذا يستوجب  ..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس
 
  اذا سكت الفلسطينيون  على استمرار  الإستيطان و على تنفيذ خطط الضم الإسرائيلية الجارية  للاراضي الفلسطينية المحتلة   ، وانتظر الفلسطينيون و معهم العرب والعالم ،  ان يحدث ذلك  ازمة وجودية و عميقة،  ديمغرافية  وسياسية  للكيان الصهيوني ..
فإن ذلك يعني فشل مشروع حل الدولتين  وتبديد كافة الجهود المبذولة عربيا ودوليا في هذا الشأن .
 ومن بعد ذلك  سيبدأ   رهان الفلسطينيون   و العرب والغرب ، على التحول الديمقراطي للكيان الصهيوني واقتصار  النضال الفلسطيني في هذة الحالة   فقط من اجل المساواة مع المواطنين الصهاينة في دولة الكيان الصهيوني ، وذلك منفي ومستبعد لطبيعة هذا الكيان  العنصرية والفاشية  والقائمة على اساس من التوسع و التطهير العرقي والتهجير للفلسطينيين ،  وحرمانهم  من حق العودة الى وطنهم فلسطين  وبقية حقوقهم الأخرى ..!
  ..  و هذا يعني مايلي :
1_  اسقاط لحق العودة.. وبالتالي شطب حق عودة  اللاجئين الفلسطينيين في  الشتات الى موطنهم الأصلي والعمل على توطينهم  حيث هم او في منافي جديدة  .
 2_  يعني التنازل عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني  و عن اقامة الدولة الفلسطينية  المستقلة ، وهذا يعني القبول  (بدولة اسرائيل )والإقرار  بها وبالرواية الصهيونية ، و تصبح  حينها   قضية فلسطين     تقتصر  فقط على اثبات حق المواطنة للفلسطينيين فيها ،  تماما مثل نضال الفلسطينيين  في مناطق  الإحتلال  لعام    1948م  وبالتالي  يختزل  النضال من اجل  حق المساواة  مع المستوطنين  اليهود في الكيان الصهيوني ..!
 3_ يعني سقوط وهزيمة المشروع الوطني القومي لفلسطين  وانتصارا ساحقا لمشروع الكيان الصهيوني عليه ..
4_يعني  تمهيد الطريق  لتنفيذ  المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية  ومنها مشروع الوطن البديل وتحديدا في الاردن  ، ونقل اللاجئين الفلسطينيين اليه من سوريا ولبنان والعراق    وتوطينهم فيه …
5_ يعني  فتح باب التهجير على مصراعيه  ،  واستمرار سياسة التطهير العرقي التي ينتهجها  الكيان  من الضفة والقطاع الى الخارج  العربي والدولي على السواء ..
6_  يعني فتح شهية العدو  الصهيوني للتوسع خارج الجغرافيا الفلسطينية .. نحو  تحقيق مشروع اسرائيل الكبرى القائم على استمرار  التوسع  والإستيطان …!
إن  استمرار  ومواصلة اقدام الكيان الصهيوني على التوسع الإستيطاني و تنفيذ اجراءات الضم للاراضي الفلسطينية المحتلة  يوجب  اتخاذ المواقف  الحاسمة والفاعلة التالية :
#   رفض  الإستيطان  والضم بكل اشمالع واماكنه  ،  ورفض  استمرار هذا  الإحتلال  جملة وتفصيلا … وعدم التراخي  في مواجهة كافة اجراءات  الإحتلال في هذا الشأن  ….
# تأكيد  التمسك  الفلسطيني والعربي والدولي بحق العودة للاجئين الفلسطينيين  الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها اي ..الى المناطق المحتلة عام  1948م  حسب القرار194 لسنة 1948 م .
# يجب  التمسك بحق الشعب الفلسطيني  في الحرية والمساواة في مناطق الإحتلال  للعام1948م ،  ورفض نظام  الدولة العنصرية،  واستمرار النضال من اجل  اسقاط قانون قومية يهودية  الدولة الذي يعبر صراحة عن قيام نظام فصل عنصري  على اسس عنصرية مرفوضة ..
# يجب استمرار التمسك بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني   واقامة الدولة  الفلسطينية المستقلة  ليس على حدود عام 1967م  فقط  ،وانما على اساس  حدود قرار التقسيم رقم 181لعام 1947م  وعاصمتها القدس والذي يستند اليه اصلا  مشروع حل الدولتين  المقر من الأمم المتحدة  ..
#   يجب العمل والتهيئة   لإعلان تحويل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها القائمة  ،  الى دولة فلسطين  تحت الإحتلال  في اقرب وقت  على كامل الاراضي المحتلة للعام 67 وعاصمتها القدس لإنتهاء فترة الحكم الذاتي  المحدودة بخمس سنوات ، و  وفق ما نص عليه  قرار الجمعية العامة رقم  19/67وتاريخ29/11/2012م .. والذي بموجبة اصبحت دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران  عضوا مراقبا في الأمم المتحدة  ،  والعمل على انهاء الإحتلال وزواله عن كافة اراضيها  ،  وتمكينها من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل اراضيها  المحتلة واسقاط كافة التصنيفات الواردة في اتفاق الحكم الذاتي الذي انتهت مدته في  عام 1999م ..   وعدم القبول بأي فكرة لتبادل الأراضي يحاول الكيان الصهيوني فرضها او تسويقها و تمريرها .
من هنا تأتي اهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الإنقسام وازالة آثار الإنقلاب ، تصعيد وتوسيع نطاق  المقاومة الشعبية للإستيطان  ولإجراءات الضم الجارية  وللإحتلال بصفة عامة ، و مواجهة كافة اجراءات الإخلاء والإقتلاع  للفلسطينيين من حي الشيخ جراح ، و من سلوان ،  ومن مدينة  القدس  ومن الأغوار بشكل خاص،   ومن عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة  بشكل عام ،  والتي تصنف مناطق  .ج.  وغيرها ، واسقاط كافة هذة التصنيفات ، واعتبار كافة  الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقدس وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة ،  تمثل اقليم دولة فلسطين وفق قرار الجمعية العامة رقم 19/67 ..
لذا  على الدول العربية التي اقدمت على توقيع اتفاقيات سلام سابقا او تطبيع مع الكيان الصهيوني  مؤخرا ، ان تدرك خطورة اتفاقياتها  على مستقبل حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته ،  ان لم تربط بين تنفيذ هذة الإتفاقيات  وبين احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ، عليها ان تعيد النظر في اتفاقياتها هذة الموقعة مع الكيان  وان تربط تفعيل هذة الإتفاقيات بمدى اقرار الكيان الإسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية ووفق قواعد القانون الدولي والعمل على احقاقها  ، والتأكيد على ان السلام الشامل  وحدة واحدة لا تتجزء ، وجوهره يرتكز على تحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني  اولا واخيرا ، ودون ذلك لن تشهد المنطقة اي  انهاء للصراع القائم منذ قرن  مضى .
وللحديث بقية …

د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني
25/10/2021م

Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *