الرئيسية / الآراء والمقالات / د صالح الشقباوي : فلسطين ومعالم الطريق للخروج من المأزق الوجودي

د صالح الشقباوي : فلسطين ومعالم الطريق للخروج من المأزق الوجودي

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

فلسطين
ومعالم الطريق للخروج من المأزق الوجودي.

د.صالح الشقباوي
استاذ الدراسات العليا
جامعة بودواو – الجزائر

فلسطين تعيش واقعا وجوديا حرجا ، في زمن المحافظين الجدد ، الذين يميلون صوب هدف انشاء نظام مابعد العولمة ، القائمة على احادية القطب تحت الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والتي تسيطر على اكثر من 60%من دخل العالم.
لكن ارادة الانتصار كأرادة ايجابية مازالت تلازم الروح الجمعية ” الكلية” الفلسطينية ، وتسكن فيها على الدوام ، فلا ريب ان هناك وقفات ونكسات ونعيش في زمن حياة تعارض حياة سببها الاحتلال الذي يحارب فلسطينيتنا ولا يريد تمكينها من ايجاد ذاتها
القادرة على النمو في اي وسط معقول .

نعيش خوفا مدركا على مستقبلنا وحاضرنا الذي لم يستطع في التحول الى كائن طبيعي يعقل ذاته .
لذا نسعى لتغير الكيفية التي يعيشها وجودنا من خلال سعيه المتواصل عبر ديمومات ثابته للحصول على حريتنا ..ومنع العدو من تجميد ثوابتنا وتفكيكها ..انطلاقا من ايماننا القوي ان كل شئ متغير ، فالوقائع تعقبها وقائع، وحالات تعقبها حالات واشياء تخلقها اشياء .واحتلال يتلوه استقلال .علما ان هناك اشياء تظل كامنة تحت الوقائع والاحوال وراء الصيرورة ..وللوطن الفلسطيني وللدولة مكان دائم..لاننا ببساطة نجحنا رغم المعاناة والتشتت وكل ما يحيط بنا من مؤامرات ان نجوهر الوطن..ونجعل منه حلمنا المستمر في الزمان..بعد ان ازحنا اثام الحركة التواصلية بين وجود ثنائية العدم الديالكتيكية التي تحكم العلاقة بين وجود متناقضين ..اما انا واما هو ..وحولناها الى مبدا..انا وهو بمعنى ان وجود المحتل الاسرائيلي على المكان الفلسطيني لم ينجح في الغاء وجودي الفلسطيني على نفس المكان وان اختلف نوع الوجود..الغينا زمانيا ومكانيا فكرة غياب احدهما يعني آليا حضور الآخر ..ففلسطين لا يمكنها ان تكون شيئا آخرا غير فلسطين فهي تسعى وترغب في تجسيد الزمان ماديا .لان اسرائيل فشلت ايضا في ابدال ديمومتنا في الزمان وتحويلها للبقاء في المكان فشلت في وضعنا في فراغ الازمنة غير الفاعلة فالزمان هو الذي ياخذ وهو الذي يعطي ولا يجوز لنا ان نخلط بين ذكرى ماضينا وذكرى زماننا ، لاننا بتوسط ماضينا نعرف الى ابعد الحدود ما فعلناه في الزمان او ما صدمنا في الزمان ، واننا لا نلاحظ ايما آثر من الدينامكية الزمانية ، من مجرى الزمان ، لان معرفتنا لذاتنا معناه معاودة انتاج ذاتنا ووجودنا وسط هذا الواقع المخيف
مرتكزين على رؤية فلسفية تستند على حكمة وبصيرة تساعدنا في معرفة الزمن المقبل..والقفز فوق الاوقات غير المجدية بعد ان نفصل بين فهم السيرورة وبين عيشها..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *