ألا تفهم ..!
نص / د. عبد الرحيم جاموس
هذهِ الأرضُ تُشبهنيِ …
لا تُشبُهكْ …
هذهِ الأرضُ تُنادينيِ …
صباحَ مساء..
هذة الأرض تَرفُضك …
*
هل تَعلمْ …
أنك طارئ قد طرأ عليها …
ثقيلُ الظِل …
تُقبحً وجهَها الجَميل …
تَسرِقُ منها السَلامَ والأحلامْ …
تُصادرُ جَمالها الأخَاذْ …
تَسجنُهاَ تَسرقُها …
لَكنهَا لن ترضخُ لك..
لأنها لا تُشبِهَك …
*
ترفضً ألإنصياعَ لرغباتكَ …
والى حفرياتِ ..
تَزويركَ …
تَفضحكَ …
صباحَ مساء …
تطلبُ منك الرَحيل …
إلى حيثُ كُنتَ …
الى حيثُ جِئت..
الى حيثُ تشاءُ …
*
لا بقاءَ فيها لخائر …
لا بقاء فيها لَك. …
خُذْ جُثتكَ من ترابها ..
خذ بقاياكَ من هوائها ..
وارحلْ …
*
سَتنفجرُ الأرضُ ..
غَضباً …
لَهباً …
يحرقُ قَدَميكْ …
لن تمنحكَ سلامها المخطوفِ …
و أَمنها المُصادرِ …
*
هي السلامُ …
أضحت معكَ بلاَ سلام …
حينَ وطأتها قَدماك النجستان…
الملطخَتانِ بعارِ العُنصريةِ …
الغارقتانِ بدمِ الضحيةِ …
*
هذهِ الأَرضُ هيَ ليِ …
جَوْفُها وَسَماؤُها …
هَلْ تَفهمْ …
*
سَيُفهمُكَ جيلُ الحجارةِ..
جيلُ السكاكينِ …
جيلُ التمردِ..
جيلُ الثورةِ..
جيل اَلغَضبِ العربي..
الفلسطينيِ …
أن هذهِ الأرضُ..
عصية عليك …
لَيستْ لَكْ …
آلا تَفهمْ …
*
آلا تصحوا …
من نوبة الحمقِ …
وسكرةِ العنفِ …
وشهوة القتلِ..
ورحلةَ الدمِ النازفِ …
تَكشفُ لنا السِرَّ المُخَبأ ..
في المسجدِ والكنيسةِ …
*
هنا مهدُ المسيحِ …
أنتَ صالِبُهْ …
هنا مسرىَ محمدٍ …
أنتَ سارِقه. …
هنا الإيمانُ …
هناالسلامُ والإنسانُ …
هنا التقاةُ والزهادُ …
هنا الأخيارُ …
*
أما أنتَ عابرٌ…
كما عبرَّ الغزاة…
غابرٌ كما غَبروا…
مستخدمٌ مؤقتٌ …
زائلٌ كأيِ زائلِ …
مثلَ الزكامِ …
في فصلِ الصيفِ …
*
الأرضُ …
لا زالت تصرخُ في وجهكَ..
تعلن حقيقتها …
تكشفُ هويتها …
*
هَويتي هويتها …
وَجهُها وَجهيِ …
أما أنتَ …
فلا هوية لك..
ولاوجهَ لَك ..
ولا الأرضُ تُشبِهَكْ …
ولا شَبيهَاَ لَكْ ..
سوى وجهُ محتلٍ غاصب..
لن يكونَ الهلاكُ إلا لَك..
فهل تفهم ..!
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 12/10/2015م الموافق 29/12/1436هـ