الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : حل الدولتين وعلاقته بالفصل العنصري الأبارتايد

د. مونتجمري حور يكتب : حل الدولتين وعلاقته بالفصل العنصري الأبارتايد

مونتجمري حور

حل الدولتين وعلاقته بالفصل العنصري الأبارتايد
كتب: د. مونتجمري حور

سنوات طويلة من المفاوضات بيننا وبين الجانب الإسرائيلي بذل فيها المفاوض الفلسطيني جهداً جباراً بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من الحقوق الفلسطينية المشروعة والنتيجة التي وصلنا لها جميعاً باتت واضحة وضوح الشمس بأن الطرف الإسرائيلي يرفض حل الدولتين ولن يقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ال 1967 وهذا الطرح أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت وغيره ممن تعاقبوا على هذا المنصب. في هذا المقال ألقي الضوء على موضوع الفصل العنصري (الأبارتايد) وعلاقته بحل الدولتين كما أعود لأؤكد على أهمية الإسراع في وقف الحديث عن حل الدولتين وتبني خيار الدولة الديمقراطية الواحدة كونها الخيار الأمثل بعد كل ما آلت إليه الأمور وبعد حالة الجمود التي نعاني منها منذ سنوات طويلة.
ظهر مصطلح الأبارتايد أو الأبارتيد أو الأبارتهايد، بالأفريكانية في جنوب أفريقيا وهو نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام بين الأعوام 1990 – 1993 وأعقب ذلك انتخابات ديموقراطية عام 1994. هدف نظام الأبارتايد إلى خلق إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية. على أية حال، لم يعد الأبارتايد سواء كمصطلح أو كنهج مقتصر على جنوب أفريقيا فبين إخفاقاتنا كفلسطينيين في بعض القضايا ونجاحاتنا في أخرى، نقول أن المفاوض الفلسطيني نجح نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية في تصدير الرواية الفلسطينية التي تتعلق بموضوع الأبارتيد عندما أنشأت إسرائيل جدار الفصل وبتكاثف جهود القيادة الفلسطينية ورجال السياسة والأحزاب الفلسطينية والصحافة الفلسطينية وطواقمها، نجحت الدبلوماسية الفلسطينية في إعادة مصطلح الأبارتايد صاحب السمعة السيئة إلى الأذهان وأقرنته بإجراءات الفصل التعسفية الإسرائيلية المتخذة ضدنا كفلسطينيين لدرجة أصبح فيها مصطلح الأبارتايد ملتصق تماماً بدولة إسرائيل وتحديداً في جدارها العازل وهذا حق. الآن لو طلبنا مثلاً من القارئ أن يغمض عينيه وهو يقرأ كلمة “أبارتايد”، فطبيعي أن تتشكل صورة ذهنية أو صوراً ذهنية في عقله تلقائياً تدورجميعها حول إسرائيل وسياساتها التعسفية ضدنا كفلسطينيين؛ فمثلاً قد يتخيل المتلقي صورة الجدار العازل الذي أنشأته دولة إسرائيل وصور المعاناة التي أحدثها لنا كفلسطينيين، ونستطيع أن نقول أن مصطلح الأبارتايد أصبح صبغة ملاصقة لإسرائيل. لقد نجحنا عالمياً أن نحدث صدى كبيراً في كافة أنحاء ودول العالم مما زاد من تعاطف دول العالم معنا ومع قضيتنا العادلة والأهم من التعاطف هو الأجماع الكبيرعلى أنه نهج إسرائيلي عنصري ضدنا كفلسطينيين ولم يعد الأمر مقتصر على جنوب أفريقيا، بل امتد ليشمل بعضاً اسرائيل وسياساتها.
وفي المقابل، إن إخفاقاتنا وإخفاقات الإسرائيليين في التوصل إلى حل عادل وشامل ومرضي لجميع الأطراف وبغض النظر عن الطرف المتعنت، أثرت بطريقة أو بأخرى على تعامل الساسة في الدول الغربية ومثقفيها مع صراعنا هذا وهناك أصوات متزايدة تنادي بأن حل الدولتين ذاته أصبح شكلاً من أشكال الأبارتايد وعلى القيادة الفلسطينية والدبلوماسية الفلسطينية تحسس ذلك لإعادة تقييم الموقف الفلسطيني قبل تبني أي قرارات قادمة. كما أننا نعتقد أنه لم يعد بمقدورنا أن نستثمر في هذا الصدد أكثر من ذلك، بل قد ينقلب الأمر علينا نسبياً قريباً وهذا دور على سفاراتنا وطواقمنا الدبلوماسية المنتشرة حول العالم استكشافه ورفع التقارير والتوصيات الخاصة به.

نعتقد أن حل الدولتين بدأ يتلاشى فكل المعطيات المتاحة الآن تثبت ذلك بأن لا خيارات سلمية أمامنا لنسلكها سوى طريق الدولة الديمقراطية الواحدة ولن نتطرق في هذا المقال إلى شكلها أو ماهيتها ولكن والسؤال الثاني الذي أوجهه هنا إلى القيادة الفلسطينية: لماذا نتخذ الطريق الأطول والأبعد للخوض في حل الدولة الواحدة خصوصاً وأنه هو القادم لا محالة؟!

montgomeryhowwar@gmail.com

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *