الرئيسية / الفلسطينيون في المهجر / سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت ح27

سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت ح27

سليم النجار

السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

أمسية فوق شاطئ الصمت

الحلقة السابعة وعشرون من
سليم النجار

فجأة اكتشفت أداميتي ولم أتصرف على أساس هذا الإكتشاف غير العظيم ٠ وتمنطقت سيراً في شوارع سوق الصباح باحثاً عن وهم ما ، لا أعرفه ،أبحث عن السبب ٠ فقد تركت والدتي مستلقية على الأريكة في حالة عصبية تجعل مني لا أهنأ بدقيقة واحدة من الراحة والبحث عن وهمي في شوارع هذه السوق التي تُسمى زوراً وبهتاناً صباح ٠
وذبلت موهبتي في الكذب إن صح التعبير
وحصل مرة أن حصلت على زجاجة خمر من صديقي أبو العز ابن طلوزة ، وهي صناعة هندية يتم تصنيعها في بيوتهم المنتشرة في الحارة ، رغم ارتفاع سعرها، ستون دينارا مبلغا ليس بالقليل ٠
أكمل سيري بحزن كيف عرفت والداتي ؟ لم اجد جواباً مقنعاً ، أمرّ بالقرب من مطعم أبو العبد ، وأرى شبحاً واقفاً خلف طاولته غير مبتسم ، شككت فيه للحظة إنه قد يكون بلغ والدي وبدوره هو الذي وشى لوالدتي بعد أن أنصت لمؤامراتي. وقد يكون أحد شباب التنظيم هو الواشي لأني رفضت كتابة كتابا له إلى قيادة التنظيم من أجل ترقيته من أمن سرّ جناح إلى أمين سرّ شعبة ، كل شيء ممكن ٠ أبو العبد أعرف السبب لم وشى بي،فقد كنا نشرب عنده في المطعم حيث أصبح شبه مقرنا الدائم وذلك مقابل ترتيب موعد له مع حبيبته ميمي ، التي نسجت العلاقة عبر النظرات المتبادلة ، هي تطل عليه بعد أن تتوكل على الله ، ورأفت بظرفه كانت  تفتح الشبّاك وتصرف له نظرة ينتظرها على أحر من الجمر ، تقوم بهذا العمل لوجه الله كل يوم الساعة الرابعة عصراً ،كانت الحارة في هذا الوقت شبه خالية ، لارتفاع الحرارة الجنوني والرطوبة العاهرة التي لا ترحم أجسادنا ، إنه شبق غير مسبوق ٠ وعندما اكتشف المؤامرة عليه ،أراد الانتقام.
أما وسيم إبن جبع ما عذره إذا كان هو الواشي ٠ ألسنا اخوة؟ نناضل معاً ونشرب معاً ، ونريد تحرير فلسطين معاً أيضاً؟ غادرت هذه الأفكار من رأسي وهي تومئ برأسها بعجرفة ٠ قامت بذلك بشكل ثوري ومستقل تيمناً بالقرار الفلسطيني المستقل ، مقارنة بثرثرة وسيم الذي كان دائم الاحتجاج على استخدام مفردة القرار الفلسطيني المستقل بمناسبة أو دون مناسبة ٠
يستدعني حلمي ، لكن ليس كما جرت العادة ، إنه ينطق اسمي بنبرة بغيضة ٠ حتى الحلم أصبح مؤمناً ويرفض تناولي الخمر ٠
لا أصدق نفسي ، كيف كُشف أمري؟ يا لها من لغة منمقة عند وصفي كلمة الكشف ، أنا تم تعريتي ، والهوانم جاءتهم الهدية على طبق من ذهب ، شباب فتح كفار يشربون الخمر ، وهذه فرصة تاريخية لتحريض أبناءهم على ترك الحركة الكافرة ٠
في ذات اليوم وبقلب بارد دون أدنى اضطراب امام المسجد الأفغاني سرّب خبر لشباب المسجد أن شباب فتح يتناولون الخمر قاتلهم الله ، وعملا بالأخلاق الحميدة الشباب ما أن سمعوا الخبر حتى تم نشره في الحارة ٠ لدرء الخطر وتحذير الهوانم على وجه التحديد لمنع أبناءهم للانضمام لهذه الحركة الكافرة ومن كان معهم عليه الخروج من هذه الفئة الضالة ٠
بدأت الشائعات تنتشر في الحارة ، أن أموال التبرعات التي تجمع من الحارة لصالح المجهود الحربي الفلسطيني ، والقائمون عليها شباب فتح تذهب لشراء زجاجات خمر ومنهم تطوع وأبدع في تطوير الشائعات ، وأن الاجتماعات التنظيمية التي يعقدها شباب فتح في مطعم ” ومبي ” لأن النادلات فبليبنيات ، ويتم ترتيب اللقاءات الليلة معهم من خلال هذه اللقاءات ٠
ما يقلقني من وراء هذه الأحداث أن لا جواب حتى الآن ،رغم الجهد الكبير الذي قام به الشباب لمعرفة من سرّب خبر المشروب ، ومكان اللقاءات التنظيمية ٠
رأيت وسيم – الذي مات قبل فترة بسيطة وخرج من فتح ، خارج من المسجد بلباسه الوطني الأفغاني تيمناً بالمجاهدين الأفغان الذين يقاتلون الكفار الروس المحتلون لأرضهم ، وها هو يقاتل الكفار في حارة سوق الصباح

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

محمد عياش

الدكتور محمد عياش والتضامن مع قطاع غزة

دعا الدكتور محمد عياش في رومانيا اكبر تجمع لابناء الجالية الفلسطينية وعلى شرف الاحبة ابناء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *